أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هشام عابد - النظام السوري سقط..!















المزيد.....

النظام السوري سقط..!


هشام عابد

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 09:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الإهداء: إلى إبراهيم قاشوش بلبل الثورة السورية المجيدة.

الكل يقول أن الثورة السورية طال أمدها، والكل لاحظ عدم الحسم، والكل يتسائل حول هل سيتعافى النظام ويعود إلى عنفوانه وسلطته أم أن الأمر خرج من بين يديه لصالح الثورة؟
وأما بخصوص طبيعة الثورة السورية، فإننا نجملها هاهنا في المعطيات التالية؛ أن المشكل السوري مشكل متداخل، لذلك كنت قد تنبأت بطول وقسوة وبطولة الثورة السورية منذ اندلاع أول المظاهرات في إقليم درعة والتي خرجت فيه الحشود مطالبة بالحرية والكرامة...
وأن هناك تداخل الكثير من المعطيات السابقة في تاريخ سوريا والتي تفسر صعوبة الوضع المحرج الذي تعيشه سوريا اليوم. فسوريا تاريخيا كانت ممرا للحضارات الكبرى، وسوريا تاريخيا كانت مفتاحا حقيقيا لتوازن المنطقة أو ارتباكها، وسوريا ومنذ الأمويين وهي تلعب دورا رئيسيا ومحوريا في سياسة المشرق الإسلامي بسبب أهميتها على مستوى بلاد الشام، وكذا علاقتها الأبوية التي كانت تربطها بلبنان والتحكم في هذه الأخيرة على المستوى السياسي والعسكري والمخابراتي، قبل فصل المقال فيما بين سوريا ولبنان من اتصال بعد مقتل الحريري...
وسوريا أيضا تربطها علاقات متنوعة مع العالم السني من جهة والتجربة الوحدوية مع مصر تؤكد هذا الانتماء وذاك التواصل. ومع العالم الإيراني الفارسي الشيعي من جهة أخرى، وعلاقتها السياسية الاستراتيجية مع إيران تحديدا والامتداد الطبيعي الآخر لها "حزب الله" تثبت ذاك.
ودوليا طبيعة العلاقة الجيدة والمصلحية مع روسيا والصين والتي كان لها الدور الأكبر في وقف زحف الثورة السورية وتأجيل نصرها الحاسم والنهائي على النظام السوري.
هذا العمق التاريخي لسوريا في المنطقة، وهذه التداخلات العرقية والاستراتيجية والسياسية هي التي جعلت الرئيس السوري يستعمل هذه الورقة كتهديد للمنتظم الدولي، فلم يكن اعتباطا أن يصف الرئيس السوري أمر محاولة ضرب سوريا وزعزعة استقرارها بمثابة "خط الفالق" الذي سيزلزل منطقة الشرق الأوسط كلها، في إشارة لعلاقة النظام السوري بإيران وحزب الله من جهة وبروسيا والصين من جهة، وباعتبار الدور السوري المحوري والتشابك الكبير في الكثير من الأوراق والمعطيات التي يمكنها أن تخلق ارتباكا شبيها بالترددات الخطيرة التي تلي الزلازل والتي يمكنها أن تزرع الفوضى في المنطقة كلها.
و أما بالنسبة للتأخر، التأخر في الحسم، حسم الثورة السورية كما وقع في تونس ومصر وليبيا واليمن، فسببه حجم الجيش السوري وأهميته، والهيمنة العلوية عليه، وتخوف الأقليات من الانحياز لجبهة معينة لحد الآن، والأكثر من ذلك الدعم الروسي والصيني والإيراني للنظام السوري، ناهيك عن التشابكات والعلاقات الدولية والمصالح المتضاربة، التي أحسن النظام لحد الآن العزف على وترها وتوظيفها والاستفادة منها.
لكن، وعلى أرض الواقع، ومن خلال قراءة الوضع الحالي، ما محل النظام السوري من الإعراب ومن المستقبل..؟
أقول أن الوضع السوري وضع يتسم بسمة الوحشية وبقتل آلاف الضحايا، وبالتنكيل وبتعذيب السوريين في السجون السرية، وبالاختطافات، وبالاغتصاب، وبقتل الأطفال والعجزة، وبالإرهاب النفسي...
وهو واقع أكد بما لا يدع للشك محليا ودوليا، مدى إجرام ولا شعبية النظام الحاكم، وسقوط حزب البعث وطنيا وشعبيا كما وقع في العراق سابقا، كما تم تسليط الضوء على جرائم الأسد بالواضح ومن خلال دلائل حية ومباشرة. فكان عنف النظام السوري وهمجيته، دليلا قاطعا على ضعف هذا النظام الذي كتب ويكتب حروف فشله منذ مدة. إن عدد الضحايا سخط معناه آلاف الأسر، معناه سخط آلاف العائلات، معناه سخط آلاف الأحياء، وسخط مئات المدن والقرى، معناه توحد الشعب السوري بكل أطيافه ودياناته وطوائفه وتعاليمه من أجل هدف واحد ألا هو إسقاط النظام الفاشل الذي أثبت لا شرعيته وغربته عن الشعب السوري. لقد بات واضحا للشعب السوري وللعالم أن النظام السوري من خلال ردود فعله المقيتة ومجازره وتحالفاته التي أصبحت أكثر من واضحة مع إيران وروسيا والصين، أنه متآمر ضد شعبه من أجل البقاء في سدة الحكم وعلى رأس السلطة على جثت السوريين.
ويبقى التسائل المطروح الآن هو؛ هل يمكن لليد التي ذبحت عنق الشعب السوري من الوريد إلى الوريد، أن تقبل من جديد من طرف الشعب السوري؟ وكيف سيخرج "بشار الأسد" من بحر الدماء، ومن بين ثنايا المذبحة الرهيبة التي اقترفها في حق آلاف السوريين الأبرياء؟ وكيف سيبشر بشار الأسد بعد الآن السوريين ويحدثهم في خطبه عن الحرية والرفاه والديمقراطية؟ كيف سيقنع بعد الآن الشعب السوري بأن بشار ونظامه وعائلته يريدون الخير لسوريا وأنهم يمثلون الشعب السوري؟
نعم..! فكلما قتل النظام السوري مواطنا سوريا فإنه يزيد قتلا ودفنا للنظام السوري، إنه يحفر قبره ببطئ لكن باستمرار وإلحاح. ولهذا كله نقول أن خط الرجعة أصبح شبه مستحيل، ويمكن القول أيضا أن النظام السوري مات سريريا، وفعليا، وليس الأمر إلا مسألة وقت من أجل إعلان الوفاة الرسمية دوليا.
نعم..! لقد انتهيت يا بشار وانتهى نظامك الذي ظهر كما الأنظمة التي سلكت نفس الطريق وانتهجت نفس الأساليب، وظهرت على حقيقتك كما ظهروا، حين قتلوا، وسفكوا الدماء، وعذبوا، ونكلوا، واغتصبوا، وقصفوا، وشردوا شعوبهم، ففضحت بذلك ضعفها ودكتاتوريتها ولا شعبيتها.
شعبك لا يريدك، قالها بصوت عال وموحد: "إرحل". لقد سئموك وسئموا آلك وطغمتك وزبانيتك المسيطرة معك على دواليب المخابرات والجيش والإدارة والسياسة...
نعم..! المسألة في سوريا وصلت إلى خط الرجعة. إنها مسألة وقت وحسابات سياسية قائمة الآن بين الكبار.
النظام البعثي مات، ولا ينتظر إلا ساعة الدفن وإكرام الميت دفنه، وما التأخر إلا مزيد من عفونة جسد النظام الميت الذي مهما طال فمآله الدفن تحت التراب، ومصيره هو مصير الحكام الذين أسقطتهم سواعد شعوبهم من عروش الفساد الخاوية. وقبر النظام السوري محفور منذ مدة، ولا ينتظر الشعب السوري والعالم بأسره إلا الفرصة المواتية لقبض المجرم ودفنه.
وأتوقع للرئيس السوري نهاية لا تقل قسوة وبشاعة عن التي لاقاها من سبقه من الرؤساء المطاح بهم، كما وأتوقع أن انهيار النظام السوري سيخلف وراءه فراغا قاسيا وطويلا لن يلتئم بسهولة، لكن حين ستعود المياه إلى مجاريها بعد شقاء طويل، ستكون سوريا قد ربحت وطنا جديدا وواقعا أفضل لها في كل منطقة الشرق الأوسط.
والدرس السوري هو درس لكل من يركب دماغه ولا يحترم منطق التاريخ، فللإحتقان والضغط حدود، ولتعنت الدول والسلطات نهاية. وكان من اللازب والواجب خضوع النظام السوري لمنطق التغيير وإرادة الشعب السوري. لكن لم يسعفه الحس السياسي لاستشعار دبدبات الثورة والحدس السياسي لامتصاص الغضب الشعبي وإنعاشه وتغذيته بالقدر الكافي من الحرية والديمقراطية والحقوق. بل اختار النظام البعثي العسكري العلوي الأسري المغلق والمحدود وبعقلية بائدة ومتجاوزة منطق التقتيل والإختطاف والتنكيل والاغتصاب والإرهاب كما فعل الأسد الأب وباقي الديكتاتوريات بالمنطقة في السابق.
نم إذن يا إبراهيم قرير العين أنت وباقي الشهداء، فثورتكم المجيدة قاربت على النصر وسوريا على مشارف غد أفضل.
ونحن نردد مع الشعب السوري البطل قصيدة بلبل الثورة السورية المجيدة "إبراهيم قاشوش" الذي ذبحته أيادي النظام السوري المجرم:

يلا ارحل يا بشار ... يلا ارحل يا بشار
ويا بشار مانك منا خود ماهر وارحل عنا وشرعيتك سقطت عنا ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
يا بشار ويا كذاب تضرب أنت وهالخطاب الحرية صارت على الباب ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا ماهر وياجبان ويا عميل الأمريكان الشعب السوري مابنهان ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
يا بشار ويا كذاب تضرب أنت وها لخطاب الحرية صارت على الباب ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا بشار طز فيك وطز يلي بيحيك والله ما بنطلع فيك ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا بشار حاجه تدور ودمك بحماة مهدور وخطأك مانو مغفور ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
لسا كل فترة حرامي شاليش وماهر ورامي سرقوا اخواتي وعمامي ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا بشار ويا مندس تضرب انت وحزب البعث وروح صلح حرف الاس ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا بشار طز فيك وطز يلي بيحيك والله ما بنطلع فيك ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
ويا ماهر وياجبان ويا عميل الامريكان الشعب السوري مابنهان ويلا ارحل يا بشار.. ويلا ارحل يا بشار.
وبدنا نشيلو لبشار وبهمتنا القوية سوريا بدا حرية.. سوريا بدا حرية.. سوريا بدا حرية.. سوريا بدا حرية
وبلا ماهر وبلا بشار وهالعصابة الهمجية سوريا بدا حرية .. سوريا بدا حرية.. سوريا بدا حرية .. سوريا بدا حرية.



#هشام_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث النخلات...
- التهمة: حرية التعبير..!
- الفايسبوك أوصحابو حتى دولة ما غلباتو..!
- المواطن الصحفي..؟
- المغرب أجمل بلد في العالم..!
- البورجوازية المغربية؟
- إيران في الأفق...
- الثورات العربية: الثابت والمتحول؟
- مغرب الزمن الضائع...
- الحرب عند كارل فون كلاوزفيتز من خلال كتاب -في الحرب-
- قراءة في كتاب -الأمير- ل -نيقولو مكيافيلي-
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- فكرة الحرب عند ابن خلدون من خلال المقدمة؟
- فلسفة الحرب عند سن تزو؟
- الشعب والدستور؟
- دولة كامونية وشعب انتهازي..!
- إحراق الذات-اللغة الجديدة للحتجاج-
- تاريخانية عبد الله العروي؟


المزيد.....




- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هشام عابد - النظام السوري سقط..!