أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عابد - إيران في الأفق...















المزيد.....

إيران في الأفق...


هشام عابد

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*لماذا إيران في الأفق..؟
منذ نجاح الثورة الإيرانية وصعود الفقيه إلى أعلى هرم السطة الدينية والسياسية والدول الغربية لا تستسيغ هذا الوافد الجديد على حقل السياسة الدولية.
وإيران في الأفق أيضا بسب الفرق الموجود بينها وبين النموذج التركي؛ فبين النموذج التركي العلماني والإسلام الحداثي على الطريقة الغربية، والنموذج الإيراني الأصولي الديني على الطريقة التقليدية. تكمن محنة إيران مقارنة مع تركيا.
عنصر آخر ينضاف إلى حنق الغرب؛ وهو أن إيران بنموذجها الإسلامي غير المرغوب فيه، فهي تعمل على تصدير الثورة مقارنة مع تركيا التي لا تسعى على الستوى الدولي أو على الأقل في محيطها أن تزرع أو تزكي أو تحض أو تسوق لنموذجها في السلطة والحكم على المستوى الدبلوماسي ومن خلال سياستها الخارجية... بينما على العكس من ذلك إيران لديها هذا الهاجس في استراتيجيتها السياسية وتحركاتها السياسية. فشتان عند دول غربية تعارض مدا إسلاميا غير مفصل حسب دفتر الشروط ، وبين دولة علمانية تلهج وفي كل الميادين بحمد الأساليب الغربية وتستورد انماطها الفكرية في الحكم والسياسة.
وإيران أيضا زيادة على ذلك، هي النموذج الإسلامي المؤثر في باقي النماذج الإسلامية الأخرى للدولة. ونجاح الدولة الدينية في إيران معناه إمكانية التقليد والتصدير والتأثير على المحيط، وإمكانية أن يكون الأنموذج الممكن المقابل للدولة العلمانية أو الغربية.
ناهيك عن إضافة "العامل النووي" الذي زاد طينة علاقات إيران مع الغرب بلة، وهو دليل على أن الغرب لا يريد لدولة لا تمتلك منطقها وتمتلك منطق آخر إسلامي، أن تمتلك بأي حال من الأحوال قوة أو طاقة تؤهلها الحديث من موقف قوة وضغط في المنتظمات الدولية وتلعب أدوارا طلائعية ممانعة لرغبات الغرب ومصالحه الحيوية في العالم.
وإيران أيضا هي في اعتبارنا آخر دولة إسلامية قوية يحسب لها حساب في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب إسرائيل القوية بتحالف الغرب وبدعمه، وهي آخر دولة إسلامية قوية يمكنها أن تضايق أعمال وحضور إسرائيل المؤثر في الشرق الإسلامي. لذك يسعى الغرب إلى محوها من الخريطة وإدخال حكامه الجدد المستوردين من الخارج إليها كما فعل مع العراق وأفغانستان في السابق باسم الديمقراطية وتحرير الشعوب وليس باسم إزاحة الأنظمة الممانعة أو من اجل إعادة رسم الخريطة حسب الرغبات والأهواء أو بسبب حروب البترول والغاز الطبيعي أو إعادة حسم التوازنات لصالح الغرب وبشكل كامل.


*حفريات في جذور إيران الثورة وإيران الذرة..؟
إن حفريات الغرب وراء إيران قديمة تمتد لزمن يسبق حتى نجاح الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإيرانية؛ وكان نجاح الثورة الإسلامية بإيران صفعة أولى في خد أمريكا وإسرائيل والغرب عموما، لكنه لن يترك فرصة تحقيق الصفعة الثانية بأي وجه كان، والمتمثلة في نجاح إيران في الحصول على نسختها الخاصة من القنبلة الذرية، لذلك تجاهد الدول الغربية نفسها وتتسابق مع الوقت لوقف ذلك...
فمنذ الحديث عن "الشرق الأوسط الكبير" وعن ضرورة إدخال إصلاحات سياسية في "الشرق الأوسط". ونذ خرجات "كونداليزا رايت" وقبلها "مادلين أولبرايت"، ومنذ هجمات 11 من شتنبر على أمريكا وإبان الحرب على أفغانستان، حيث سكت وزارة الخارجية الأمريكية مصطلح "محور الشر"، والتي لم تكن إيران إلا واحدة من أصل 3 دول حسب تقييم وتصنيف الخارجية الأمريكية.
منذ ذاك العهد ومسلسل الاستفراد بالثور الإيراني لم تتوقف، حيث خاض الغرب حروبا طويلة الأمد، حروب وتكيتكات صبت كلها باتجاه أن تكون إيران آخر دولة تسقط أو تمسح في مخطط الغربيين الطويل الأمد، بعد التفرغ النسبي والنهائي لها. إذ منذ الحرب على العراق والحرب على أفغانستان و ضمان ولاء باكستان واليمن والأردن ومصر لأمريكا بشكل أو بآخر، والغرب يبحث للوصول إلى هذا الغريم الإسلامي الإيراني الممانع.


*ظغوط عامة وضغوط مباشرة..؟
وتنقسم الضغوط الغربية على إيران بين ضغوط عامة وأخرى مباشرة؛ تتجلى الظغوط العامة في محاولات استراتيجية الغرب المتواصلة على الدول الإسلامية القوية، وبالتالي وعلى المستوى العام، محاولة إضعاف وخلخلة علاقة إيران مع محيطها الدولي،المتمثل في الصين وروسيا وباقي الدول الآسيوية و بعض من دول أمريكا اللاتينية...
إلى جانب هذا البعد الدولي، تأتي التشعبات الشيعية في المنطقة في إيران والبحرين والعراق ولبنان واليمن... والتي تلعب عليها إيران بين الفينة والأخرى كما وقع في "أزمة البحرين" أو محاولة الثورة الأولى التي اهتزت لها أركان الملكية في البحرين، وما كان لإيران من تدخلات معلنة وغير معلنة في الشأن البحريني... هذه التشعبات التي تريد أن تقص أجنحة إيران فيها لتقليص دورها في الشرق الإسلامي وبالتالي إضعاف تأثيرها ودورها ووجودها في المنطقة.
لكن الظغوط والعلامات المباشرة للإطاحة بدأت في نظري منذ مقتل رئيس الوزراء "رفيق الحريري"! ومحاولة الغرب لفصل المقال فيما بين سوريا ولبنان من اتصال. إذ علينا أن نفهم العلاقة بين سوريا ولبنان في إطار تاريخ بلاد الشام قديما وحديثا أنها كاننت دائما علاقة جدلية ومستمرة، وأن العلاقة القديمة استمرت بشكل حديث بين سوريا ولبنان، خصوصا فيما يتعلق بهيمنة سورية على لبنان على مستوى(الجيش والمخابرات) بالتحديد وعلى الخصوص. إذن تأتي محاولة الفصل بينهما على المستوى التكتيكي للمرور في وقت لاحق إلى إضعاف بل وتقويض النظام "البعثي" السوري الذي سقط كما وقع سابقا في العراق... إن أن مايقع في خضم هذه المحاولة، محاولة الفصل بين لبنان وسوريا كمرحلة أولى، والتضييق ومحاولة إسقاط النظام السوري في المرحلة الثانية الحالية، ما هي إلا تمهيد حقيقي للمرحلة الثالثة والحاسمة والمتجلية في فصل المقال فيما بين إيران ومحيطها الإقليمي والإسلامي من اتصال وترابط وانسجام. وأقصد هنا وبالتحديد فك الترابط المتمثل في الامتداد الاستراتيجي لإيران في كل من سوريا ولبنان الكماشة الإسلامية الإيرانية على إسرائيل العدو التاريخي للعرب والمسلمين.
والدليل على ذلك أنه لم يكن اعتباطا حديث الرئيس السوري عن أن سوريا هي خط الفالق... إلا كدليل قاطع على أن أمر الحرب على سوريا معناه الحرب مع حزب الله! وإيران مع التلميح على أن خلالا حقيقيا سيقع في توازنات المنطقة قد يؤدي بها إلى حروب واسعة... وخط الفالق هذا لن يكون إلا خطا يجمع في خيط واحد روسيا والصين، إيران، ثم سوريا ولبنان حزب الله.


*ملامح أزمة حقيقية في الأفق...
ما أثبت أن الأزمة تعبر من عنق الزجاجة هو مجموعة من المؤشرات الدالة على ذلك:
- إسرائيل والتهديد بضرب المنشآت الحيوية لإيران، وردود غيرإيران بأنه إن كان هناك أي هجوم عليها فإن إسرائييل ستدمر...
- بدأنا نسمع قرارات عن تجميد أرصدة بنكية إيرانية بالخارج وبقرارات سريعة نسبيا مقارنة مع السابق، الأمر الذي يجعلنا نعي أن المسألة بالنسبة للغرب بدأت تدخل مرحلة الاستفزاز الجدي وتجريب الخصم لرؤية طبيعة ردود فعله العسكرية والسياسية.
- مناوشات كلامية من الغرب بفرض حصار إقتصادي.
- أحداث مضيق هرمز ولعبة جس النبض والمناورات العسكرية الإيرانية بمضيق هرمز والوجود العسكري البحري لأمريكا في المضيق نفسه...
- حديث إيران من جهتها عن تهديدات جدية بغلق مضيق هرمز، المضيق الذي تمر منه كميات جد هامة من مصادر الطاقة العالمية. وغلق مضيق هرمز، إن تم فهو بمثابة قنبلة موقوتة تهدد المنطقة بأسرها بحرب غير معروفة النتائج، بسبب اهتزاز ورجة في القوة الاقتصادية العالمية، والتي ستتحرك معها الآلة العسكرية وترتفع معه لغة التهديد العالمية بين الدول.
و لايمكن قراءة استفزاز الغرب لإيران إلا في ضوء القتال والفوضى الذي تعيشها سوريا اليوم الحليف المباشر لإيران من العرب... بل وعلى ضوء اقتراب وصول جني تمار الغرب الاستراتيجية والتي كانت مجموع التكتيكات فيها مجرد خطوات متتالية ومتواصلة للاقتراب من الصيد الثمين "إيران" معادلة طويلة الأمد امتدت عبر أفغانستان، العراق، لبنان، سوريا الآن...
لاشك أن إيران اليوم.. هي أهم مخطط في المستقبل القريب في أجندة الكبار الغربيين وعلى طاولة أبحاثهم المباشرة بعدما انتهوا من مسح أفغانستان وقتل بن لادن، و قزموا العراق، وفصلوا لبنان عن سوريا، وبدأو بالإطاحة المباشرة للثور السوري. فالدور على إيران الآن...
فبينما يكتسح المد الإسلامي الخفيف، "إسلام لايت"، وهو الإسلام الذي صعد اليوم بتونس ومصر وليبيا والمغرب... وهو ما تريده السيدة أمريكا، بعد تقليم أظافر والإطاحة بأنياب المسلمين الإرهابيين في نظرها، وبعد أن أطاحت بالنموذج الأفغاني، وشردت طالبان، وقصت أجنحت النموذج الباكستاني وجعلته يتحالف مع أمريكا والغرب... هاهي اليوم تزيد من انتصارها وتزكيتها لنموذج "الإسلام التركي"، باعتباره الصورة والنسخة التي على باقي الدول الإسلامية اتباعها، بينما ستتفرغ وفي نفس الوقت ومن دون أدنى شك لدولة الفقيه الإيرانية، النموذج الغير مرغوب فيه من طرف العقل الغربي ومصالحه المباشرة...



#هشام_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية: الثابت والمتحول؟
- مغرب الزمن الضائع...
- الحرب عند كارل فون كلاوزفيتز من خلال كتاب -في الحرب-
- قراءة في كتاب -الأمير- ل -نيقولو مكيافيلي-
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- فكرة الحرب عند ابن خلدون من خلال المقدمة؟
- فلسفة الحرب عند سن تزو؟
- الشعب والدستور؟
- دولة كامونية وشعب انتهازي..!
- إحراق الذات-اللغة الجديدة للحتجاج-
- تاريخانية عبد الله العروي؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عابد - إيران في الأفق...