العراق ومراحل الحكم (4)

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شباط 1963م
قبل الحديث عن انقلاب (14) رمضان يجدر التلميح الى الشارع الشعبي والتحرك الساسي الذي تحقن به الاحزاب منتسبيها ومدى تاثيرهم على الجماهير ........
الشيوعيون اول المتحركين للشارع بعد 14تموز وامسكوا بزمام التوجه الشعبي لسبب بسيط هو تعطش الناس لثورة تتغزل بالمواطن وتعده بالمنجزات في مقدمها حفظ كرامة المواطن وضمان حريته وتحرره من نير الذل في المعمل والحقل والشارع ... الشيوعيون خاطبوا الناس وخاطبوا الزعيم في نسق يتوائم مع اهدافهم السياسية : وهذه نماذج من شعاراتهم اثناء المظاهرات والمسيرات : ( عيني كريم للامام ديمقراطية وسلام ) و ( عاش الزعيمي عبد الكريمي حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي ) و (ماكو مؤامرة تصير عيون الشعب مفتوحة ) و ( هربجي كرد وعرب رمز النضال ) و هم ايضا هتفوا بوحدانية الحكم وحصروها بقاسم ( الزعيم الاوحد ) و (ابن الشعب البار) واضفوا على الزعيم القابا اضرت به وخلقت له اعداءا ومتربصين ... وكان احمد سعيد مذيع صوت العرب بالقاهره يؤلب الشارع العراقي ضد قاسم ومؤيديه من شيوعيين ووطنيين ... وكانت المسيرات الممنهجة وفعاليات انصار السلام والمقاومة الشعبيه من اهم عوامل التأليب ضد قاسم الذي غدا بنظر مبغضيه شيوعيا وهو لم يكن كذلك .... ورغم تراجع عبد الكريم عن انصاره من اليساريين ومغازلته للقوميين والتقرب الى بعض رموزهم فأن ذلك لم يمنع البعث العراقي والقوميين من حبك المؤمرات ضد قاسم للاطاحة به وبحكمه ....... ان عبد الناصر واعلامه اندفعا بحرب مكشوفة ضد حكم قاسم وكانوا اقوى رجل عسكري يحلم بعراق موحد بعربه واكراده وتركمانه واقلياته القومية او الدينية .. كان وطنيا شريفا ... لكنه لم يف بما وعد شعبه بالحرية وانتخاب من يريده الشعب ... ببساطه كان عسكري الفكر ... لم يفكر بترك الزعامة ... فكثر اعداؤه واسقطوه
بسهولة لانه لم يكن محصنا مثل حاكمينا الجدد بعد 2003 ............ وزارة الدفاع مقر عمله وسكناه لم تكن كالمنطقة الخضراء اليوم .... رحل قاسم وترك اليسار يواجه شراسة خصومه من البعثيين والقوميين ... وشهد العراق بعد ذلك فترة حالكة وبائسة ترسخت فيها مفاهيم لم يكن الشعب العراقي يألفها...........

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل