العراق ومراحل الحكم (1)

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1957م ... كانت بغداد نظيفة ... شارع الرشيد يحتضن المحلات التجارية الانيقة ... وشباب بغداد يتضورون حنقا من حلف بغداد ة والاسرة الملكية ونوري السعيد وبطانته وولاء الحكام لبريطانيا .......... احياء سكنية مرفهه ..... يقابلها بيوت الصفيح .......... يسكنها نازحون من جنوب العراق بعد ان عضتهم انياب الاقطاع وافترسهم الجوع ... امتلأت منهم بغداد من خلال نزوح جماعي ........ اشتغلوا في كل المهن ليدرأوا غائلة الجوع والفاقة... فيما خلت منهم مزارعهم ... كانت الاحياء الراقية مثل المنصور والمامون والكرادة والمسبح والعرصات والاعظمية تحيا في عالم لايحس بمعاناة ابناء الجنوب النازحون الى بغداد والبصرة ووو ..............
اجرة العامل يوميا لا تتجاوز 150 فلسا ان توفق في العثور على عمل ... عليه تغطية احتياجات كوخه وسكانه من اطفال وعجائز .......
كل شاب او رجل تكتشف اجهزة الامن له تحرك سياسي تقبض عليه بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي .... وترسله الى سجن بعقوبة او السجن المركزي او سجن كركوك ... ولا يطلق سراحه الا بكفالة والتوقيع على البراءة من الحزب الشيوعي ........
هناك مجلس للنواب معظم اعضاؤه فازوا بالتزكية ومن دون دخول في السباق الانتخابي............. والمعارضة تكاد معدومة .. رغم وجود نواب وقفوا بوجه الحكومة .......
كانت الحياة صعبة لكنها مستساغة تكاد تخلو من التعقيدات المعاصرة ....... مقاه ...ومساجد ... وحسينيات ... وهناك نوادي للترفيه ... وسينمات وهناك رواد لكل تلك الفعاليات
نوري السعيد هو من يدير دفة الحكم بشكل مباشر من خلال 14 وزارة شكلها منذ ولادة المملكة العراقية بعد حكومة النقيب والسعدون والرعيل الاول حيث تفرد (الباشا) بالحزم والولاء للعراق من خلال كسب ود بريطانيا لانها حسب ظنه انها تستفيد وتفيد ......... او من خلال اختيار رئيس للحكومة يتماشى ورغبات بريطانيا ......... اما الاسرة الحاكمه فلم تكن لها نشاطات الا من خلال الوصي على العرش الامير عبد الاله الذي كان ينافس نوري السعيد في تقديم الطاعة وكانت بريطانيا مرتاحة للتنافس لانه يصب في مصالحها ........ كان الاعلام مكبلا بقوانين تحد من حرية الصحافة ... رغم ذلك تصدر صحفا جريئة تواجه الوضع السياسي وتنتقده فيكون جزاؤها الغلق....
وهناك مجلات ساخرة مثل حبزبوز والقرندل ... تتنفس بصعوبة مخافة الغلق . لكن الناس تقرأ وتحلل ... وانتفاضة الشباب بوجه الحكومات الملكية مثبته تاريخيا وهي كثيره... وجوبه نوري السعيد بموجة سخط وغضب من الشارع العراقي لانضواء الوطن الى حلف بغداد مما دعاه (نوري السعيد) ان يهدأمن روع ابناء البلد حيث تكلم من خلال اذاعة بغداد وشرح منافع هذا الحلف وهدد مناؤيه بقول مشهور هو : ( دار السيد مامونة ) .... لكن دار السيد خلت منه صبيحة الرابع عشر من تموز 1958م

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات