أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب النايف - شفرة الجسد














المزيد.....

شفرة الجسد


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


شفرة الجسد
في ظل الثقافة التي سادت في العالم العربي وتسيد الذكورية في المفهوم الثقافي العربي واقتصار المفهوم المعرفي عليها لدى الكثير من كتابنا وكاتباتنا مما جعل الكتابة عن المرأة بشكل عام وجسدها بشكل خاص من الأمور المسكوت عنها أو عدم الاقتراب منها لان تناولها يعتبر من المحظورات الاجتماعية مما يضطر الكاتب أو الكاتبة في حالة تناولها أما بالإشارة اليها أو الرمز عنها ما عدا بعض الاستثناء التي ظهرت هنا وهناك لكتاب أو كتابات طرقن هذا الموضوع الحساس وبأسلوب حضاري وشيق نابع من وعي وحرفية فنية ومقدرة عالية في التناول ورغم ذلك تم اتهام هؤلاء بنعوت شتى لأنهم اخترقوا منطقة محرمة مزروعة بالألغام يصعب الاقتراب منها .
لقد انتشرت الكتابات في الفيس بوك عن ظاهرة الجسد والاستغراق فيه وتفكيك شفره الخاصة إلى درجة العري ليشكل إساءة لهذا المكون المقدس وتدنيس له بحجة حرية التعبير والكتابة .
إن التغني بالجسد و الإطلال على بعض مناطقه لا يشكل إساءة له في حالة تناوله بشكل شفاف وراقي مما يجعله يسمو ليستقطب ذوق القارئ إذا وصف بمفهوم فني ملتزم يمكن أن يتلاءم مع قدسيته وموقعه كمصدر للنماء والحياة والإبداع وذلك ان ما موجود في جسد المرأة يصح أن يوجد في جسد الرجل كمتتم له.. لكن اللهاث وراء هذا الجسد الأنثوي قد أغرى الكثير من الكاتبات الفيس بوكيات لتشريحه بطريق تجعل منه سلعة في مزاد علني يتم الإعلان عنها وتقديم الإغراء الأكثر خصوصية لاصطياد القراء المتعطشين لهذا النوع من الوصف مما يجعل الكثير يلهثون خلف هذا الصيد السهل والتعليقات التي تظهر لا لجودة المادة الأدبية أو الشعرية وإنما لما فيها من إسفاف تافه وإغراء يجعل لعاب الكثير يسيل له ..
إن تناول الجسد بأسلوب فني تحفظ له قدسيته وتضعه ضمن سياق فني يثير الشعور بالجمال كفيل بتنمية الذائقة الفنية لدى القارئ أولا والاستفادة من الفيس بوك كأداة للتواصل الاجتماعي ثانيا و يساعد على بروز بعض الأصوات الواعدة التي لها القدرة على الكتابة والإبداع وتشجيعها بالشكل الذي يجعل من التعليقات مجال لتصحيح الأخطاء أو تعديل الصور الفنية عند الكاتب الشاب الذي أراد من خلال العالم المتطور والسريع الانتشار إظهار مواهبه المكبوبة والتي لا يجد مجال للتعبير عنها سوى هذا العالم الافتراضي .... بدلا من الإطراء المبتذل والإعجاب الغير مبرر الذي نلاحظه بكثرة وكان ما يكتب عن الجسد والتعليق عليه يتجاوز ما ينشره بعض الأصدقاء لكاتب كبير لم نرى عليه إشارة واحدة للإعجاب.
إن ما يحزننا هو تحول هذا العالم الافتراضي المتطور من أداة للتواصل الاجتماعي وعرض الأفكار وتبادل المعلومات إلى ساحة لعرض التعليقات الرخيصة والمجاملات الهابطة على المستوى الفني ( ولو بحده الأدنى ) وانشغال الكثير بأمور
فارغة تجعله يفقد بريقه ومتعته التي وجد من اجلها أساسا ....



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاساس القانوني لحماية حق المؤلف
- وجوه اليفة
- رغبات مؤجلة
- القمة العربية.... هل تعقد في بغداد ...؟
- الشعب يريد اسقاط النظام
- ارادة الشعوب ..لاتقهر
- الاعلام الرقمي ...ودوره في تحشيد الجماهير
- درس مجاني
- وخزات مؤلمة
- امنيات قيد التنفيذ
- إخراج العراق من البند السابع .....والخطوات المستقبلية
- انتهاء المهام القتالية
- الموعد
- لقد ولت سلطة الطغيان .متى تبدا سلطة القانون
- اشرعة غلفها الضوء
- قبة البرلمان .من يدخلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الدعاية الانتخابية بعيون اعلامية
- الناخب.ودوره في تحديد المرشحين
- تقاسيم على اوتار الليل
- البعث. تاريخ مستمر من الدماء والارهاب


المزيد.....




- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب النايف - شفرة الجسد