أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب النايف - درس مجاني














المزيد.....

درس مجاني


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درس مجاني
الشعوب الحية لا تستكين ولا تخضع للذل مهما تجبر الطغاة واستعملوا أساليب البطش والتعذيب وتفننوا في إيجاد الطرق المتنوعة لشراء الذمم وجمع التأييد الكاذب لبقائهم وكأنهم الممثلين الحقيقيين لشعوبهم لان اليوم الذي تنطلق فيه شرارة التغيير لا يمكن إيقافها وإنها سوف تحرق كل من يريد إخمادها من الطغاة .
لقد أوضحت الانتفاضة البيضاء في تونس على حيوية الشعوب وقدرتها على صنع الثورة وقول كلمتها الفصل لتحدث التغيير الشامل الذي تريد بعد إن عجزت الحكومات الديكتاتورية من الوقوف بوجه تلك الشعوب والتأثير عليها رغم ما تمتلك من القوة ووسائل الإبادة التي تعتقد بأنها قادرة على حماية أنظمتهم المتهالكة بهذه الأجهزة القمعية والبوليسية والتي ستكون في يوم ما وبال عليها وعائق يشل حركتها لأنها أصبحت معزولة عن الشعب تفكر بأية طريقة للخلاص من غضب الجماهير والالتجاء إلى أية مكان تحتمي فيه بعد ان عجزت من توفير ابسط متطلبات الحياة لمواطنيها بالرغم من الوعود الكاذبة والتطمينات التي كانت تطلقها وهذا ما لاحظناه في وضع الدكتاتور زين العابدين بن علي عندما ضاقت به السبل وبقى بطائرته يحوم بالسماء لم يجد من يمد له يد المساعدة بعد ان تخلى عنه اقرب الأصدقاء لتضمه فيما بعد الديكتاتورية الشبيه لنظامه وسوف نرى اليوم الذي تنهار فيه ملكيتهم بعد ان سئمت شعوبهم من بطشهم وتسلطهم على الرقاب على مدى العقود الماضية ..
إن الأنظمة العربية تعيش عزلتها الآن بعد ان جثت على صدور شعوبها بالقوة فإنها قد انهارت داخليا وشعرت بان الخطر بات يداهمها لان الغفوة التي كانت تلف شعوبهم قد انزاحت واستفاقوا منها مما جعلهم يتحركون حتى لو كان حراكهم غير مؤثر في الوقت الحاضر لكنه سيكون في فترة لاحقة طوفان يجرف تلك الجث الخاوية التي أخذت الوساوس تنخرها نتيجة الخوف على مصيرها المجهول ليأتي اليوم الذي سوف تركلها شعوبها بعيدا بعد سرقة ثرواتهم وتحويلها إلى أرصدة وعقارات واستثمارات في شركات كبرى وشعوبها تعاني من الفقر والجوع وتحلم برغيف خبر يسد رمقها .
لقد اشتعلت الشرارة وانطلقت الجماهير وكسر حاجز الخوف وتبخر حلم الزعماء الذين كانوا يعتقدون بأنهم قادرون على الإمساك بزمام الأمور و ترويض الشعوب وتخديرهم بكلمات فارغة وشعارات جامدة وأخذت الإمبراطوريات المهزوزة تتساقط كأحجار الدومينو لأنها غير قادرة على الوقوف بوجة الحق وان تصمد أمام اندفاع الجماهير العفوي الذي اخذ ينتشر بسرعة البرق ليشمل الكثير من المناطق المتفرقة في وطننا العربي رمز الاستبداد وسلطة الفرد الواحد .
ان الذين يجمعون الثروات على حساب شعوبهم متصورين إنهم قد حصنوا أنفسهم وكونوا المجاميع الأمنية القمعية التي أحاطوا أنفسهم بها وأغدقوا عليهم الأموال ليحولوهم إلى كلاب أمينة تحمي عروشهم وتوفر لهم السعادة الزائفة والراحة المعجونة بالقلق باتوا يشعرون بأنهم يتربعون على عرش من قش لا تحميه تلك الهراوات المدهونة بالحقد والمنقوعة بالخوف حيث لازالت أعمالهم بالرغم من التعتيم الذي أحاطوها به والتزين الذي تطريه عليهم أبواقهم المبحوحة والانتصارات الوهمية التي لم يوجد فيها خصم لان من يعتقدوا بأنهم قد روضوه هي شعوبهم المسكينة لكنهم لم يتصوروا اليوم التي تتحول هذه الطاقات الكامنة إلى صرخة مدوية تهز مضاجعهم وتدفع بهم إلى مزبلة التاريخ
إن ما حدث في تونس درس مجاني لكل الطغاة العرب الذين أساءوا استعمال السلطة وسخروها لمصالحهم واضطهاد شعوبهم وسرقة كافة الثروات التي بحوزتهم وجعل تلك الشعوب تعاني الفقر والحرمان متصورين انهم قد سيطروا بشكل كامل عليهم مستغلين فسحة الديمقراطية المزيفة التي أوصلتهم للسلطة وإنها التذكرة التي يعتبرونها الأمان لهم والضمانة التي تجعلهم يسيرون إلى ما لانهاية بالسلطة وكأنهم قد حجزوها لهم مدى الحياة .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وخزات مؤلمة
- امنيات قيد التنفيذ
- إخراج العراق من البند السابع .....والخطوات المستقبلية
- انتهاء المهام القتالية
- الموعد
- لقد ولت سلطة الطغيان .متى تبدا سلطة القانون
- اشرعة غلفها الضوء
- قبة البرلمان .من يدخلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الدعاية الانتخابية بعيون اعلامية
- الناخب.ودوره في تحديد المرشحين
- تقاسيم على اوتار الليل
- البعث. تاريخ مستمر من الدماء والارهاب
- الانتخابات والمنافشة المشروعة
- مواعيد مؤجلة
- الحوار المتمدن ..عطاء يتجدد
- المذبحة
- اغنية الوردة
- ثقافة العنف من يقف ورائها
- تخطيطات مستعجلة
- قانون الانتخابات ..متى يتم اقراره


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب النايف - درس مجاني