أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - مفتاح الأسفار














المزيد.....

مفتاح الأسفار


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


توسٌدتُ أعتاب الأزقة
النوافذ يتيمة تغفو على أزهارها
قد رحل المكتوبون في آخر الطريق
وعادوا ورقاً أخضر
فأمهلوني أودٌع القلوب الصغيرة
أنثر مابقي من مواعيد
أيٌها الساقط تحت الإنشطار
من تراتيل التيه
طلاسم تختم سفر التكوين
يلعنها رعش الإنبعاث الأول
هل لي بصلاة على جبينك ؟
بقبلة أخيرة على خدٌ الوجد
قدرك أن تمضي بلا عنوان

ترتديني السحب وتطوف على النوافذ
تظلٌل العتبات
وتنسدل على المرابطون
نوراً من مطر يحرسها الشوك
لم أفقد المطر بعد
لكنٌي أين أضعت الريح ؟
باطل هذا الوهم
كما أنت باطل
أيٌها المجهول
متى يُغرق البحر هذا الطوفان
اللٌيلة أكسر سيفي
وأمحو آخر بيعة
وأتشظٌى شمعاً أخضراً
فوق الأكفان

أقايض خطايا قلبي بظمأ الطفولة
أرتشف ندى الهذيان
حتٌى الطقوس الأخيرة
تعبرني من المسامات
أرفع جرحي لحواف الوجع
أقرأ طقوس الجفاف
قد بلغ الدمع الحقول
وعاثت في الدماء السيوف
وأزهرت التوابيت بالنرجس الحزين
الدم موشوم على نحر الطين
طوفان هو لايُبقي ولايذر
يلطمني كفٌ العجز
وبلفظني الحزن حمماً من بركان

بعض الوقت يأتي عارياً
كما الجراح براعم للغرباء
يقرع الدراويش طبول التعاويذ
يرسمون الرحمة بدم شاهق
تكايا الصعاليك تأسر ذات كشف
أنٌ الذبح منتصف اللٌعنة
يتلو الرهبان ترانيمهم
خلف صلاة الدراويش
لكنٌ الموت يحلٌق فوق الزيزفون
وتُساق الرجال
للنحر في يوم السبات كالحملان

ما لايراه سواد البارود
قلب حيٌ ينبض بعد الموت
يسقطون مضرٌجون بأحلامهم
في بهجة البياض
يشهقون حمماً
فتحترق قسمات أصواتهم
يجمعون دمهم
مابين موت وموت
يراوغون الأفخاخ في اللٌيل المرتبك
فليس في قبضاتهم
سوى حفنة من أوجاع قديمة
كالصلاة
يبتلعهم الرصيف ويلسعهم الهوان

في البدء كان البحر
كان الرمل بطعم البارود
وكان صراخ اللٌيل مطرزاً بالشجن
شوقاً يطير عبقاً ويمطر ندى
لاتقتل هي الصرخة الأولى
قالوا
تعانقت الحجارة باكية
ومازالت شقيقاته عند قبره
طيور صحراوية
شاهدة على رحلة القتل
فكيف تضنو المواجع
والكلوم في اشتداد واحتداد
والمطر ظمآن

كم موبوء هذا البر
مدن مكتظة بالنعيق والمخاط
المدن أشباح
وحزن الأسوار موشوم دمعاً
حصاد المدينة حدٌ الرمق الأخير
طيور الغراب وسنابل الفجيعة
والدروب تشتعل بأصفادها
فمن يتلو تراتيل الملح
على الأجساد المسجٌاة
كيف السبيل
والحزن بات أكبر من الدموع
لكٌن الذاكرة جاثمة شاهدة كالبيان

الأسفار هنا والمفتاح يستجديه الظمأ
الوقت نزف من خاصرة السبيل
أمطر قاماتنا دمعاً
وتلاشى في جوف العجز
صبراً مولاي قد ترقد العتمة
فالجراح لاتدمن ملحها
منذ أن أسقيت لون الرٌيح
أطعمت الأحجار أضلعنا
وسرقت ضفائر النٌور من أعيادنا
فرش البياض موته والباب كفيف
هذا الدم بوابة العبور
هي الأوجاع يتداولها الناس
إذبح ماشئت قد حان ختام البتر
قد زيٌن لك أيٌها الشقي الشيطان



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه الأضرحة
- الصراخ المشنوق
- الرغيف الجائع
- خلف البياض
- أجنحة الظلال
- تخوم الجوع
- سر الريح
- التراب المقدٌد
- زهرة البرتقال
- ماتيسٌر بلا عنوان
- أحداث من صمت
- محراب الهلال
- مصباح خافت
- يد المساء
- سديم سرمدي
- نوافذ موصدة
- زمن الخريف
- عناقيد الملح
- هجرة النوارس
- ما استطعت صهيلاً


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - مفتاح الأسفار