أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد أبوالهيجاء - أجمل التهاني لحجاج البحر














المزيد.....

أجمل التهاني لحجاج البحر


زياد أبوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 14:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


أجمل وأصدق التهاني لحجاج البحر , لمن أغرقوا بحر يافا بأشواقهم المتأججة , لمن تذوقوا أيام عيد الفطر حلاوة المياه المالحة..والمرة أيضا , في بحر الأباء والأجداد ,فهو بحرنا مثلما الأرض أرضنا,والتعمد بمياهنا واستنشاق هواء أرضنا , متعة تستحق التضحية والتجمل والتجاوز عن مايلجم التعبير التام عن العشق الفلسطيني الدائم .
تقول الصحف , أن نحو مئة وخمسن ألفا , من فلسطينيي الضفة الغربية , " اجتاحوا " بحر يافا خلال عطلة عيد الفطر , وقدرت صحيفة " هارتس " العبرية . عدد سكان الضفة الغربية الذين " زاروا"...ماوراء الخط الأخضر بثلاثمائة ألف مواطن وهو ما يعادل زوار المسجد القصى المبارك في ليلة القدر , وبعيدا عن تقديرات الصحف والمصادر فان المؤكد أن شاطىء يافا , تحرر تماما لثلاثة أيام هي عطلة عيد الفطر , وبدت ألوان المناديل والجلابيب النسائية طاغية على زرقة البحر , فالفلسطينيات مارسن السباحة الشرعية ,,بالملابس الكاملة , بل وان معظم الشباب الذين جذبهم اغراء البحر لم يكونوا مجهزين بملابس السباحة فنزلوا الماء يمايوهات " شرعية " أيضا...فسعداء الحظ وجدوا في خزائنهم " شورتات " ومن هم أقل حظا اكتفوا برفع سراويلهم الى الركبة . واختلطت رائحة الشواء بتوابله العربية مع روائح الأراجيل , ولم يظهر اليهود على الشاطىء ,,,بل أن الشرطة الاسرائيلية اكتفت بمراقبة عن بعد للظاهرة الغريبة .
وبما أننا شعب اعتاد اللطم والحظ العاثر لعقود طويله , فقد تم الالتزام بهذه العادة حتى في طقوس فرح مارسه عشرات ألوف الفلسطينيين , ويتمنى ملايين من اخوانهم في الشتات أن يتاح لهم , فقد اشتكى بعض من شارك في هذه " الانتفاضة البحرية " من الحواجز الاسرائيلية , واشتكى بعضهم من عدم توفر المظلات ...مع أنها كما علمت متوفرة ومجانية ولكنها غير كافية طبعا لمثل هذه الأعداد...
وبما أننا شعب , عانى على مر عقود من التأمر , فان عادة تحليل كل شيء وفقا لنظرية المؤامرة , تم الالتزام بها أيضا ....والتحليل الكلاسيكي في هذا المجال عندنا ينطلق من الايمان بخبث الخصم ومكره....فاسرائيل أرادت عبر تساهلها الواضح في دخول الفلسطينيين الى ماوراء الخط الأخضر , التنفيس عن انتفاضة تتراكم في النفوس منذ سنوات نتيجة الشعور المتنامي بالاحباط , ومن هم أكثر شغفا بالفلسفة قالوا : ان اسرائيل أرادت اجتذاب أموال المشترين الفلسطينيين لتغذية اقتصادها الراكد...أما من هم أكثر تعمقا في تحليل الأمور فقالوا أن اسرائيل تريد تعويض أهالي الضفة عن بحر غزة ..بحيث يعتاد سكان الضفة على بحر بديل , فيكفون عن المطالبة بالوحدة الوطنية !
أما في اسرائيل , كيان الثعلب الداهية , كما بفترض الفلسطيني المحبط , فلم يكن هناك ترحيب تام أو حفاوة غير معتادة , وبلدية تل أبيب ردت على استنكارات عصرية لزيارة الضيوف غير المرغوب بهم بأن الشواطىء مفتوحة لجميع الزوار دون تمييز على اساس العرق أو الدين , وبمناسبة الاطلاع على ردود الفعل الاسرئيلية فقد عرفت أن في اسرائيل منظمة متطرفة اسمها " لن نطبع " وهي ترفض التطبيع مع العرب , تماما كما ترفض عشرات المنظمات الأهلية في العالم العربي التطبيع مع اسرائيل , وعلى خير صحيفة هارتس يوم أمس . كانت تعليقات مثيرة للقراء ...توزعت بين الحيادية والعنصرية , وخلت جميعها من الترحيب :
- من لوث البحر؟
- قريبا نحتفل بعيد رأس السنة , سيكون دورنا , فلنذهب الى الضفة الغربية لقضاء العيد.
- هم أتوا هنا ليس من أجل التمتع بالبحر..انهم يعتبرونها فلسطين.
- الأردن أيضا هو فلسطين ..فليذهبوا الى هناك.
- كان من الأفضل تركهم يذهبون الى غزة ففيها بحر أيضا.

وعلى الفيسبوك , جاهد الاسلاميون ضد هذا الفسق , وناضل القوميون ضد هذا التطبيع , وانقسم الفلسطينيون . وتلك رياضة وطنية يمارسونها بانتظام , بين مؤيد ومعارض لغزوة عيد الفطر على شواطىء يافا وتل أبيب. أما الغالبية العظمى من حجاج البحر فقد استمتعوا وبيتوا النية لأخذ احتياطاتهم لمرة قادمة..لابد من شراء الملابس المناسبة للسباحة , وربد من تعلمها مادام ركوب الخيل غير متيسر, وستزدهر قريبا في الضفة الغربية تجارة ملابس السباحة , بما فيها طبعا , الملابس الخاصة بالمحجبات .
من أجمل ماكتب في الصحافة الاسرائيلية حول ظاهرة بحر العيد الفلسطيني , مقال في هآرتس هذا اليوم 23-8-2012 بقلم جدعون ليفي , جاء فيه :
" وكان مفتشو البلدية بقمصانهم البرتقالية يكنسون الشاطيء، وقد تكون هذه أول حالة في التاريخ ينظف فيها اليهود وراء العرب؛ وكان هناك بحر للعرب في شاطيء بحر المدينة العبرية، بغير وجود لشرطي واحد من حرس الحدود أو شرطي واحد من الشرطة الخاصة ولا من الشرطة ولا من "الشباك" ولا من "دفدفان"؛ وكان هناك فتيان شباب يسألون أين الجليل وكيف يمكن الوصول اليه على الأقدام ليروا قرى آبائهم التي خربت؛ وشيوخ لا يصدقون ما تراه أعينهم: فقد كانت هناك حنفيات عامة مع ماء جارٍ حر؛ وهم رجال بالغون بنوا اسرائيل ورمموا بيوتها وكنسوا شوارعها يعودون اليها بعد ان لم يكونوا هنا سنين طويلة؛ ونساء ينظرن في دهشة الى أول بكيني بالحجم الطبيعي رأينه في حياتهن وفتيان يرون بحرا حقيقيا لأول مرة، برغم أنهم يسكنون على بعد ساعة سفر منه. اسألوا كل سجين ما الذي حلم به في سجنه يجيبكم: البحر. وهم الآن هنا، آلاف من السجناء، أحرارا مبتهجين. لم أر منذ زمن شاطئا سعيدا بهذا القدر"

وهذا الكاتب الاسرائيلي في نظر منظمة " لن نطبع " اليهودية المتطرفة , هو انهزامي ومنبطح ومتخاذل , كما هو حال كل فلسطيني سبح أو يشجع السباحة على شاطىء يافا , وفقا لنظرات أعداء التطبيع العرب , وقد رد عليهم ناشط فيسبوكي من الذين شاركوا في مسيرة الأمواج : لقد اقتحمناها بصدورنا العارية .



#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم ميشيل سماحه في بلاد الشام؟
- حقا.... اننا نبني كيانا ديمقراطيا
- مع الحريات في الأردن...ومع القمع في سوريا..كيف؟؟
- هل تتحول فلسطين الى قضية عقارية؟
- مخيم اليرموك...في سيرك الدم والوحوش المنفلتة
- أنت في فلسطين...بماذا تشعر؟ لاشيء.....
- موت الأحزاب
- سين سلام.....سلام سادات
- عقدة الخمسمائة جامعة
- دبلوماسيتنا....في الاتحاد الأوروبي
- تلوث سمعي في الاتجاه المعاكس
- يوم الحسم الثقافي في فلسطين
- في سبيل غزة
- مؤتمر برشلونة : شعارات بلا أفقl
- نضال نعيسة ...والشاطر أحمد
- مؤتمر برشلونة الفلسطيني
- سي السيد...كاتبا
- هل تقضي العولمة على اسرائيل؟
- انتهازيون مع وقف التنفيذ
- لابد من مراجعة جادة: فلسطين ونظام صدام


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد أبوالهيجاء - أجمل التهاني لحجاج البحر