أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية














المزيد.....

تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين روسيا وإيران حالاتُ تشابهٍ من التطور السياسي الاجتماعي، فلقد رفضتْ الدولتان في تطورهما السياسي الانتقالَ للديمقراطية الحديثة، الأولى عبرَ دكتاتوريةِ العمال الزائفة كشكلٍ لنمو البرجوازية الشمولية وتشكيل نظام دكتاتوري تشرفُ عليه الدولةُ الكلية، وهو ما جعل الروس العاديين يعانون هذه الهيمنة ومن بقاء الأشكال الاجتماعية التقليدية وهيمنة القومية الروسية على القوميات الأخرى وخاصة الشعوب الإسلامية.

وغدت روسيا الآن كدولةٍ شمولية توسعية تخسرُ (مستعمراتها)، بسبب تخلفها عن دولِ الغرب الرأسمالية المتطورة التي اعتمدتْ في تغلغلها واستغلالها على التجارة الحرة والنمو التقني الكبير بعد أن عصرت ثروات الشعوب عقودا.

المظهر الحاد العنفي الذي جرى عبر الثورات العربية- الحروب بيّنَ التحالفات المستفيدة والخاسرة، بيّن الرأسماليات الحكومية الشرقية المتخلفة تقنيا وديمقراطيا والفاشلة في المشي وراء حركة التاريخ، وبيّن الرأسماليات الغربية الخاصةَ الرابحة الناجحة في تسلق المنافع والدماء.

وكانت الخسارة في ليبيا سريعة ثم حدث التجمد في سوريا وطحن شعبها كأن الرأسماليات الشرقية الشمولية العسكرية تستميتُ في بقاء المستعمرة الأخيرة حتى لو ذُبح الشعب كله.

بالارتكاز والاعتماد على السلاح وتصديره وجوانب اقتصادية أخرى ثانوية لم يجعل رأسماليةُ الدولة الروسية المتخلفة تقنيا وثقافيا تنشرُ الديمقراطيةَ داخل مجتمعها وتقبلُ برأسماليةٍ حرة، ولم تقبل أن تنتشر في بلدان تعيش ضمن فلكها السياسي الاقتصادي هذه الرأسمالية الحرة والديمقراطية الاجتماعية المفتوحة على التحولات بين المالكين الحكوميين لوسائل الإنتاج وقوى الشعب العاملة التي تقدم قوةَ عملها لهذه القوى البيروقراطية السياسية الحاكمة الفاسدة سواء على المستويين الروسي أم السوري.

التجربة الإيرانية كانت أسوأ فالميراثُ العلماني الاشتراكي المزيف والمؤدلج تبعا لهيمنة البيروقراطية، لم تعرفْهُ إيران واعتمدت على ثقافة طائفية محافظة قومية فاشية تركزتْ سياسيا واجتماعيا في قهر القوميات والمذاهب الأخرى والنساء والمثقفين الأحرار.

لهذا كانت ثمة قواسم مشتركة كبيرة بين جهازي الدولتين الروسية والإيرانية في بقاء المستعمرات الإسلامية العربية وبقية القوميات وعدم تحول الليبرالية في روسيا لديمقراطية علمانية حقيقية، وبقاء الشكل الاستبدادي الديني الإيراني وفرض الهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية.

عبرتْ (مستعمرة) سوريا عن أن المصطلحات والشعارات الزائفة عن الاشتراكية والإسلام والديمقراطية لدى الدولتين أنها ليست سوى أقنعة لفاشيين قتلة، ولمجرمين مطلقي السراح يمتلكون أجهزة عسكرية وقوى بشرية اجتماعية سكانية مغيّبة العقل مخدرة بثقافة دينية أو لا دينية لا عقلانية غير إنسانية، ولهذا يتم ذبح شعب بدمٍ بارد وبهذه التقنيات العالية وبهذه (الكائنات البشرية) المفرّغة من كلِ حسٍّ ديني وإنساني.

سيرورة تطور المجتمعين؛ ومذابح (الثورات) التي قابلتها البشرية بالكثير من السلبية، وعدم الدرس والتحليل والنقد العميق المتواصل، هي أخطاء فكرية وسياسية مروعة في العالم النامي والعالم قاطبة، فعدم النقد ذاك أنتج مثل هؤلاء الجزارين الذين يعدون المنطقة والعالم بأسره لحروب وكوارث أخرى مغيبة داخل تلافيف أنظمة عاجزة عن التطور والتخلي عن حكم العصابات الإجرامية والسير مع التجارة الحرة من دون مدافع ومليشيات مسلحة.

لم تعد المشكلة هي الاستغلال فهو ظاهرة مجازة بين الرأسماليتين الشرقية والغربية ولكن الكارثة هي الاستغلال المسلح واستغلال الحروب والمذابح من أجل الأرباح كأننا عدنا لزمن شركة الهند الشرقية.

نشر الفاشية كتعصب طائفي متغلغل في كيانات سياسية معادية للعقلانية، جعل من بول بوت والأسد نموذجين سياسيين ممكنين في أماكن كثيرة من العالم.

سوريا المستعمرة كأنها وُلدت في هيمنتهم وأنه لا يمكن أن تخرج من الاحتلال ومن أدواته الدموية.

هذا سيؤدي إلى كوارث كبرى في السنوات القادمة لأن هذه الأساليب ستؤدي إلى ردود فعل حادة لشعوب روسيا وإيران والصين وغيرها، وأن أسلوب ميدان تيان مين لا يمكن أن يصبح ظاهرة عادية، وسوف تشتعل نيران خطرة في القادم من الأيام والسنين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ


المزيد.....




- صاروخ -سجيل- الباليستي.. ماذا نعرف عن الصاروخ الجديد الذي تم ...
- روسيا تخشى من خسارة أخرى في الشرق الأوسط جراء مواجهة إيران م ...
- من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
- ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي ا ...
- مع تصاعد القصف .. غياب الملاجئ يزيد من معاناة الإيرانيين
- قيادة الأمن السيبراني الإيراني: صد هجوم كبير على الشبكة المص ...
- الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت بقنبلة جوية نقطة تجمع للقوات ...
- الخطوط الجزائرية تلغي جميع رحلاتها إلى الأردن حتى إشعار آخر ...
- ما هدف ترامب من حرب إسرائيل ضد إيران؟
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الحرب الإسرائيلية على إي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية