أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تناقضات المنطقة














المزيد.....

تناقضات المنطقة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبّر الوضعان العربي والإيراني عن نموذجي رأسمالية دولة مختلفتين، ففيما توجه النموذج الإيراني لمنحى قومي مركزي عسكري، تنوعت الرأسماليات الحكومية العربية بهذه الدرجة أو تلك من إتاحة مساحة لرأسماليات شبه حرة وليبرالية.

الجذور القوميةُ تلعب دوراً في مركزة رأسمالية دولة من جهة، وتعددية دول رأسمالية حكومية من جهة أخرى.

النموذجان الإيراني والعربي يعبران عن مرحلة وسيطة بين الإقطاع التقليدي كما تشكل في العصر الوسيط ودرجات رأسمالية تحديثية لم تستطع أن تبلغ الرأسماليةَ الحرة بما فيها من سيطرة السوق وتبادلية السلطة وتفكك المحافظة الاجتماعية.

توجهَ المجتمع الإيراني بعد انتهاء العصر الوسيط للمركزية المتنامية، وانتقل من سلطة العمق قرب طهران إلى التمدد نحو المناطق القومية الأخرى والسواحل المغمورة بالقبائل العربية سواء على الشاطئ الفارسي أم العربي.

قبضة الدولة المهيمنة على المساحة الجغرافية الواسعة أدت للتشدد المذهبي وغدت المركزيةُ معبراً عنها بالتعصب خاصة أنها قامت في نموها بضم قوميات أخرى غير فارسية، ومذاهب أخرى غير المذهب الشيعي، فيما تنوعت الدول والإماراتُ العربية، ولم يستطع أي مركز أن يضم كل الأجزاء، التي تعددت علاقاتها بالعالم القريب، وتباينت مذاهبُها مع وجود قومية عربية واحدة مضمرة في القبلية والوطنية الصاعدة، وتوجهت على عكس المسار الإيراني للتخفف من المذهبية المركزية المتعصبة رغم بقاء هذه كقوة خطيرة متحولة حيناً لإرهاب.

التمركزُ الفارسي أدى إلى نشوء دولة توحيدية مهيمنة بشكل قسري واسع، وهذا التضخمُ المركزي خلق الإحساس بالتضخم السياسي الإمبراطوري، ولعب الشاه الأب والشاه الابن دوريهما في تصاعد النموذج المركزي العسكري، وبدأت العودة لتاريخية الإمبراطورية والعنصر الآري الموهوم في تغييرِ اسم الدولة، ولم تستطع الفئات الوسطى أن تصعدَ إلى مسرح التوحيد الوطني بسبب ضعف الصناعة الخاصة، وتدني قوى الإنتاج والاتصال، وجاءت الضربات لهذه الفئات التحديثية من قبل الشاه والاستعمار الأمريكي لتصعد الفئات ما قبل الرأسمالية الريفية الدينية، التي انتشرت وتغلغلتْ في الحياة الاجتماعية وأقامت دكتاتوريتها.

لهذا فإن الفكر العقلاني أخلى المكانَ للاعقلانية التي دمجت بين الفاشيةِ المستوردة من ألمانيا ونصوص الخرافات المذهبية، وقام كلا العنصرين بتجميع الهوس السياسي القومي لمرتبة عليا، حيث غدت القومية الآرية خارقة للتاريخ، ولهذا راحت تتمدد جغرافيا على الأرض. والمَلكيةُ لم تستطع أن تقوي المذهبية الأسطورية بسبب انفصالها عن العوام المحدودي الثقافة الريفيين خاصة الذين ملأوا المدن بسبب رأسمالية تنموية ساحقة، وهذا تكفلت به الدكتاتورية السياسية المذهبية التالية.

من الجانب العربي تصاعدت الأنظمةُ المحافظة ورأسمالياتُ الدول المحدودة الليبرالية، وكان تنوعها الوطني، لا يلائم العصر التوحيدي، فتقاربت، بخلاف نماذجِ رأسمالياتِ الدول العسكرية الشمولية في العراق واليمن وسوريا التي شابهت النموذج الإيراني والتي توجهت للانفجار بأشكالٍ مختلفة.

بقاء وتطور دول الخليج العربية اعتمد على هذا التنوع وتوسع الأشكال الرأسمالية الخاصة، رغم أن رأسماليات الدول لاتزال تلعب دوراً معرقلاً لتطور الحياة الاقتصادية والسياسية والاعتماد على البذخ وتضخم الهياكل البيروقراطية العامة وتوسيع القوى العاملة الأجنبية على حساب التطور الإنتاجي الداخلي.

جاء التطور السريع الصاعق في السنوات الأخيرة ليجعل نموذجي الرأسمالية الحكومية العسكرية والرأسمالية العربية المتعددة الأشكال في موقعين متضادين.

إن انهيار رأسماليات الدول العسكرية الشمولية بتلك الأشكال الحادة الرهيبة، أضعف النموذج الإيراني القائم على هذا النمط الاقتصادي السياسي.

وقد قامت السياسة الإيرانية بعكس التطور التاريخي المتصاعد، فهي حالةٌ متناقضة مأزومة، بحاجة للتنوع الاقتصادي السياسي الداخلي، وأن القبضة المركزية العسكرية الاقتصادية المتجسدة في الحرس الثوري وسلطته اللامحدودة، بحاجة للتبدل.

لكن العصاب القومي، وهو شبيه بالعصاب القومي الروسي، أو بالعصاب المذهبي لدى جماعة القاعدة، يفاقم المسألة بالتوجه للخيارات الخطيرة مثل التوجه لصنع القنابل النووية والتغلغل في البلدان الأخرى، وتشجيع العصاب الديني السياسي لدى الجماعات التابعة.

نصف قرن من إضعاف الخيار الليبرالي الديمقراطي وتصعيد الدول ذات المنحى القومي المتعصب الحاد، أوجد هذا التحجر الاجتماعي السياسي وغياب فعل الشعب المضاد الديمقراطي. وهذا يظهر بشكل عصاب عنفي على طريقةِ مجاهدي خلق كمتنفس مرَضي يعبر عن المغامرة لا عن الفعل النضالي الديمقراطي المتصاعد.

خيار إيراني خطير بجانب خيار عربي محدود الليبرالية والديمقراطية، والقوى الغربية تستغل مثل هذا الصراع استثمارا للنفط والأسواق فيما يُدفع المجتمع الإيراني من داخله وخارجه لأزمةٍ غير مسبوقة وهو لا يملك خيار الديمقراطية الداخلية المتدرجة ولا الهجوم على الدول الأخر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ
- الإخوان المنشأ والتطور
- صعوباتُ التراكمِ في الخليج بالقرن ال ١٩


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تناقضات المنطقة