أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحديدُ (عصرنا)














المزيد.....

تحديدُ (عصرنا)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعوبةِ بمكان تحديد مواقعنا الموضوعية على خريطة الزمن، فالبشريةُ الغربية في زمنيتِها الخاصة العالمية ويدخلُ فيها من يدخلُ في التصنيع والتحديث والديمقراطية، فهي ليست زمنيتنا، فنحن نعيش القرن الواحد والعشرين شكلاً، وفي الرزنامة فقط، فيما تتعدد أزمتنا العربية، الزمن المصري والتونسي ليس هو زمن الجزيرة العربية، ولا هو زمن السودان.

إن زمنية الخروج من العصر الوسيط تختلف بين الأقطار المقاربة للتحول الحديث والأقطار التي لاتزال خارج التحول.

وقيادة القوى الدينية للتحول الجديد هي بمثابةِ إشكالية كبيرة، فهل هي تقودنا للعودة إلى العصور الوسطى وزمنية التقليد وعصر الطوائف، أم هي تريد أن تعبر بنا نحو حداثة الشعوب المنتشرة التي تُقاد غربياً؟

لاتزال أوهام الزمن راسخة لدى القوى السياسية، فكشف طبيعة المجتمعات الشرقية الاستبدادية التنموية كانت بمثابة صدمات كبيرة، لم تُستوعب بعد.

لقد خيل للكثيرين أن هذه النقلات التي حدثتْ في الأبنية ونقل الآلات والأجهزة الغربية والقيام بالمشروعات الكبيرة، أننا انتقلنا من مجتمعاتنا التقليدية الشرقية وأصبحنا في مصاف الدولِ المتقدمةِ التي اجتازتْ الحدودَ القوميةَ فأنشأتْ الدولةَ القارة.

يكفي أننا شكلنا الأحزابَ والدول الوطنية والاشتراكية والقومية والاسلامية لنكون في مستوى الشعارات، لكن انفجار الحروب الأهلية وتفجر الصراعات الطائفية والعودة لحبس النساء وتفشي الممنوعات وتحول رأسماليات الدول من قيادات للتحرر والنهضة إلى قيادات لخنق الحرية وتصدير الأسلحة لذبح الشعب السوري على سبيل المثال لا الحصر، وهي كلها تدعونا للعودة لمعرفة زمننا التاريخي الحقيقي، وقراءة علاقاته الاجتماعية بموضوعية وتحديد المهام السياسية والاجتماعية والاقتصادية الممكنة التي تشكلُ نقلةً للخروج مما نحن فيه من تطاحن طائفي كشف لنا حقيقةَ أوضاعنا العامة وأفكارنا المتخلفة، وتنظيماتنا الورقية وعجزنا عن تحقيق مصالحات ووحدات وطنية محدودة، بدلاً من أن نزحف نحو الهاوية.

لهذا تشكلُ مراجعاتُ التجاربِ التاريخيةِ وكشفَ أعماقَها ونزع سرابَها وتحديدَ حجمَها التاريخي، وكسرَ الأوهامَ المعبودة، ضروروات فكرية لتحديد الزمن.

وسوف تتغلغل التحليلاتُ أكثر فأكثر للتواريخ الوطنية، فمن العالمي إلى المحلي، من الشرقي الاستبدادي المركزي، لنماذجهِ المنتشرة في الأقطار العربية والإسلامية، من أجل كشف المسرح التاريخي الذي مشينا فيه وقفزنا ثم ترنحنا على صخوره ونيرانه.

خاصةً أن مسلسلَ الطيران عن التاريخ الموضوعي لا يتوقف، فثمة أناسٌ حالمون جددٌ يمتشقون السيوف الخشبية نفسَها ويحاربون طواحين هواء، ففي الوقت الذي يريدون إنشاء الخلافة تتحارب الأزقة في أي مدينة، وتصدعت دولٌ كانت متماسكة، وتحاربت أديانٌ كانت صديقة لبعضها بعضا، وكانت الثقافاتُ تغرفُ حتى من العصور البدائية والنهضات الأولى في بدء التاريخ، وكان الناس يحبون ديلمون وحضارتها الوثنية والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية اللتان جاءتا بعدها من دون خوف من حقبة دون أخرى، وتمسكاً بالإنسانية النهضوية، والآن هشموا حتى الوحدة الإسلامية، وصارت الطوائف تسنلا السكاكينَ لبعضها بعضا، وهذا الموقف المخزي من الثورة السورية والصمت عن المذابح الرهيبة وخرس البيانات الصادحة التي كانت تتناثر فوق الرؤوس لأي ظاهرة عادية تبين مدى الخزي الذي وصلتْ إليه هذه القوى السياسية.

الغرق في المستنقعات الطائفية وتبدل النظارات وامتلاؤها بوحلِ المرحلة يشيرُ إلى هذه الزمنية المتراجعة في العديد من الأمكنة الاجتماعية حتى عن زمنية النهضة.

خاصةً أن القوى الشمولية السياسية والاجتماعية قامت بتأجيج عواطف العوام ودفعهم عبر ثقافة الغرائز ليعود الزمن بنا إلى زمن دويلات الانحطاط، أي إلى ما قبل زمن النهضة العربية.

ثمة بقع مكانية اجتماعية، غير بقع أخرى، وثمة فئات غير فئات أخرى، وثمة رموز لم تسقط في المستنقع، ولم تبدل نظاراتها بل اكتشفت طبقات المستنقع وجذوره.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ
- الإخوان المنشأ والتطور
- صعوباتُ التراكمِ في الخليج بالقرن ال ١٩
- صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية
- المقارباتُ الديمقراطيةُ مطلوبةٌ
- بين قطبينِ اجتماعيين مختلفين
- الدينُ والاشتراكية (٢-٢)
- الدينُ والاشتراكية (١-٢)
- ديمقراطيةٌ من دون برجوازية
- الطريقُ الجنوني للديمقراطية


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحديدُ (عصرنا)