أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العودةُ الحادةُ للوراء














المزيد.....

العودةُ الحادةُ للوراء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد محاولاتها للقفزات الكبرى للأمام يعود العديدُ من دول الشرق إلى الوراء. بعض الدول التي حافظتْ على تطورٍ متدرج كالهند والبرازيل لاتزال تنمو من دون العودات الحادة التي جرت في روسيا وشرق أوروبا وبعض الدول العربية.

وهذه فرصة للذين يحاولون نفس القفزات للوراء أو للأمام أن يقوموا بقراءة تاريخ القرن العشرين المؤلم.

دولٌ شكلتْ اقتصاديات تقول إنها (حرة)، ودولٌ تقول إنها شكلت اقتصاديات (اشتراكية)في حين أن الدول العربية تعود لأنظمة مختلطة هجينة، إن لم تكن فوضوية، والاضطراب الراهن والمطالبة بالعودة الحادة للوراء هي كلها بحاجة لوضع علامة توقف قوية لمناقشة وتحليل تاريخ التجارب الرهيبة التي أُجريت في لحم البشر!

هي هزاتٌ كبرى حين نجد أن أجيالاً تعلمت في الدول (الاشتراكية) أو تأثرت بالتجربة وصورتها بالجنان ولم تقدم أي شهادات موضوعية وحنطتْ التنظيمات بسبب هذا التسطيح والذاتية، في حين أن كتاباً (منشقين!) أدلوا بشهادات مهمة خاصة في الكتابات الروائية والمذكرات، فلماذا لم تنشأ كتاباتٌ تحليلية نقدية لهذه التجارب وقراءة آثارها ونتائجها التالية في التكوينات السياسية والحياة الاجتماعية؟

وهذه التجريبية لم تجرِ فقط في الدول الاشتراكية بل في الدول التي أدعت أنها تسير في الاقتصاد الحر!

ولهذا فإن الدول النامية في هذه اللحظات المفصلية بحاجة لمراجعة تاريخ التجارب التنموية وتصويبها حسب الأسس والقوانين الموضوعية للاقتصاد السياسي، يجب أن يصبح الاقتصاد السياسي مادةً رئيسية للوعي الطيعي خاصة.

غياب القراءة الموضوعية للتجارب هي لدى اليمين واليسار بسبب عدم إنتاج الدراسات لتجارب هذه الدول والجماعات وتحليل بياناتها وأفكارها بشكل جديد يثري ويلقي اضواء على تطورها وإقتصاد بلدانها ليجعل البلدان النامية على سكك غير تجريبية.

إن هناك كتاباً مختلفين يعرضون الأمر بشكل جديد وحماسي ومثير رغم أنهم انتقلوا بحدةٍ من أقصى اليسار إلى اليمين كما يقول صاحبُ هذه الفقرة:

(كم من ساعات جلس كاتبُ هذه السطور ينصت لإحصائيات سوفيتية يقرؤها له ولزملائه من طليعة التكوينات الماركسية فى مصر خلال النصف الثانى من الستينيات في تنظيم (فزم) قطب التنظيمات الشيوعية المصرية خلال الخمسينيات عن رفاهية

الحياة فى المجتمعات الاشتراكية، وكيف أن مستويات التغذية والملابس والعطلات فى الدول الاشتراكية تفوق مثيلاتها فى المجتمع الرأسمالية!

وكم من إحصائيات زائفة عن عطلات نهائية الأسبوع والتعليم والرياضية ووسائل الترفيه ومستويات التغذية والرعاية الصحية فى الاتحاد السوفيتى، جنة البروليتاريا والمظلومين كافة، قد سُكبَت فى أذهاننا التى لم يكن قد أتيح لها من وسائل المعرفة

عن تلك الأمور إلا وريقات مجلة(الاتحاد السوفيتى)وما شابهها من منشورات مكتظة بالبيانات والإحصائيات التى لا أساس لها من الصحة) طارق حجي، الاقتصاد الماركسي، الحوار المتمدن.

في هذا العرض ثمة جوانب مفيدة وإن كان البحث في العناصر الرئيسية كالفكرة النظرية ونضال الطبقة العمالية وحقيقة فائض القيمة كانت متجهة للجانب السلبي ورفضتْ دراسةُ الباحث ما هو موضوعي حقيقي.

وهذا الاضطراب والانتقال من اليسار المتطرف لليمين المتطرف أو البقاء في التجريبية الغامضة، كله بسبب عدم التطور التدريجي لتجاربنا وفكرنا الاقتصادي السياسي، الذي غدا شحيحاً أو معدوماً.

ففي حين أننا بدأنا تجارب (رأسمالية) بأشكال فوضوية ومن خلال سيطرات الدول لم تُقدم دراساتٌ دقيقة عنها أو حتى رؤى نقدية حيادية، وإن كان الواقع العيان يُخبرك بالمشكلات الحادة!

في الواقع لابد من قراءة الأوليات التي تجاوزناها قسراً، أي أن نعود لقراءة الاقتصاديات الكلاسيكية عند آدم سميث وريكاردو وغيرهما من الاقتصاديين الدارسين للأنظمة الرأسمالية كما تجلت في بداياتها ونقرأُ قوانينَها ونعيدُ النظرَ في هذه الهيمنات من قبل الحكومات على الاقتصاديات في كل مكان.

سببت تدخلاتُ الدولِ الشرقية مشكلات كبيرة مازالت تعاني منها هذه المجتمعات، وحدثتْ الاختلالاتُ الاجتماعية التي غدت التنميات فيها هي تنمياتٌ عليها علامات استفهام كبيرة ورُحلت فوائض مالية كبيرة أو أهدرتْ فيما تجوع هذه البلدان نفسها لرأس المال!

لقد عصفتْ هذه الدولُ بالقوانين الاقتصادية فلا تعرف هل هي اشتراكية أم رأسمالية؟

أعدادٌ هائلةٌ من العاطلين وأعدادٌ أكثر من العمال الأجانب وبعضهم كذلك عاطل أو يسرحُ في كل مكان.

دولٌ تنتجُ موادً قليلة وتستوردُ كلَ شيء وتشكل بنىً اقتصادية خدماتية معتمدة على هذه المواد المتجهة للنضوب، فمن سوف يعبئ كل هذه الفنادق والعمارات وناطحات السحب غدا إذا ما توقفت هذه المواد الخام، أو اُكتشفت بدائل لها أو ترنحت أسعارها إلى الحضيض؟

أين ستذهب كل هذه الملايين من البشر؟

كذلك فإن هذه التنميات أدت لعودة الأفكار القديمة المحافظة ليس فقط في الحياة الاجتماعية بل في السياسة والخدمات المالية والسياحية وهي مسألة خطيرة، وهي البيئة التي أدت إلى قيام تنظيمات مغامرة تستطيع أن تشرع أي عنف وتجد لها مؤيدين كثيرين.

القفز فوق التنميات الليبرالية المتصاعدة المُخطّط لها قادتنا إلى الكثير من الكوارث ونحن بحاجة إلى فحص هذه القفزات ودون العودة الحادة للوراء ورفض التقدم والحداثة كذلك.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ
- الإخوان المنشأ والتطور
- صعوباتُ التراكمِ في الخليج بالقرن ال ١٩
- صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية
- المقارباتُ الديمقراطيةُ مطلوبةٌ
- بين قطبينِ اجتماعيين مختلفين


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العودةُ الحادةُ للوراء