أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !















المزيد.....

بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إطلاق سراح ابو قتادة خلال اولمبياد لندن قد يكون امرا مسببا للمشاكل على نحو استثنائي ...
بهذا العبارة حسم القاضي في المحكمة العليا في لندن طلب محامي المتطرف ابو قتادة اطلاق سراح الاخير الذي تم احتجازه بطلب من وزير الداخلية البريطاني ثيريزا ماي ...والذي قضت مفوضية الاستنئاف الخاصة للهجرة The Special Immigration Appeals Commission (SIAC) قبل شهرين حول موضوع الاحتجاز بان " احتجاز هذا الشخص امر قانوني" لاغبار عليه.
هذا القرار التي تم بحق هذا الشخص المزعج الذي اصبح وجوده في بريطانيا ، في راي اغلب البريطانين، عبئا ثقيلاً، قد ادى الى اطلاق سيل من التصريحات القانونية والسياسية بين وزارتي الداخلية والجهات القضائية من جهة وبين محاميه من جهة اخرى .فقد أكد المتحدث باسم الداخلية بان ابو قتادة شخص خطر ونحن نتمنى من المحكمة العليا ان توافق على ابقاءه في السجن من اجل تحقيق الغاية وهي طرده من بريطانيا بالسرعة الممكنة..وأن هنالك تطمينات من الحكومة الاردنية بانها سوف تسمح لنا بالقيام بذلك.
من جهة اخرى لم يقبل محامي ابو قتادة بهذا الحكم ووجد بأنه محتجز منذ سبع سنين و" انها فترة طويلة من الاحتجاز الاداري ولم نسمعه بها لحد الان كما نعرف في التاريخ الانكليزي الحديث " على حد تعبير ادورا فيتزجيرالد من غير ان يقف عند ماقام به ابو قتادة او ماحرّض عليه او ما قاله في خطبه من عبارات تحث على الكراهية والارهاب والحقد على الاخر بشكل ينافي مبادئ اللجوء والمواطنة التي منحتهما له بريطانيا.
وقد ردت الحكومة البريطانية عبر مستشارها السيد روبن تام بالتأكيد على أن ابو قتادة فرد خطير جدا وهو موجود في مركز فعاليات ونشاط الارهاب في بريطانيا المرتبط بالقاعدة وأن اساس بقاءه في الاحتجاز امر صحيح " بل ان اطلاق سراحه حتى لو كان بكفالة قد يؤدي الى هروبه واختفائه الى جهة غير معلومة".
ابو قتادة الذي لديه انصار من المتطرفين الذين يعيشون خارج التاريخ وبعيدا عن الحضارة كعادة اغلبهم ان لم اقل جميعهم كان قد حكم عليه غيابيا في الاردن بسبب تورطه باعمال ارهابية عام 1998 ويواجه الان اعادة محاكمة في بلده، وهو متهم بالقيام او بالتحريض على القيام هجمات ارهابية ومحتجز تحت حماية مشددة في سجن لونك لارتن في مدينة ويرسيستر شير.
المدهش في الأمر ان التقارير البريطانية الرسمية تشير الى أن هذا الشخص الذي اصبح مصدر ازعاج للمواطنين البريطانيين قد كلف الحكومة الربيطانية اكثر من ثلاثة مليون جنيه سواء اجور محاماة قانونية او احتجازه في السجن بحماية امنية عالية او مراقبته تحت شروط صارمة.
الخبر الذي ورد في صحيفة الديل ميل البريطانية الأسبوع الماضي قد احدث جدلا بين القراء المعلّقين، اذ تفاعل القراء مع الخبر وكان لديهم اراء تصب اغلبها في العتب على الحكومة التي تتساهل مع هكذا شخصيات توصف بانها ارهابية وتثير الحقد والكراهية ضد الانسان فقال أحدهم متهكما بان ابو قتادة سيضل لعشر سنوات اخرى في بريطانيا !
ويقول معلّق اخر سواء كان لدينا أولمبياد ام لم يكن فأن هذا الشخص يجب ان يبقى في السجن ويؤكد ثالث بانه " متاسف وجدا مصدوم لاني ارى هذا الشخص لم يرحل لحد الان" في حين راي رابع بان التعامل مع هذه الشخص يجعل " العالم يضحك علينا " فهو يستانف كل مرة قرار المحكمة ومنذ سنوات ...فمن ياترى يدفع للمحامين ؟.
هذه القضية تكشف على نحو جلي وفاقع ديمقراطية بريطانيا وتعاملها الاستثنائي مع هذا الشخص من جهة ولاعقلانية أبو قتادة ونموذجه من جهة أخرى ، فبريطانيا تتعامل بشكل أنساني مع هكذا شخصيات مثيرة للجدل لاتتعامل نفسها مع بريطانيا ومواطنيها بشكل انساني مع العلم ان هذا الشخص قد تم طرده من بلده الاصلي الاردن، وذهب للكويت ومنها سافر إلى بريطانيا في 1993 بجواز سفر إماراتي مزور، ليطلب اللجوء بحجة اضطهاد الديني الذي منحته لهوعاش فيها بأمان وعاملته كانسان بريطاني له حقوق وعليه واجبات.
وفي الواقع أن بريطانيا تتعامل مع هذا الشخص بكل قانونية وتدخل معه في نزاع قانوني حول بقاءه في الاحتجاز وتوفر له محامين للدفاع عنه مع العلم ان اسمه كان ضمن القرار الدولي رقم 1267 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر في عام 1999 والذي يختص بالأشخاص والمؤسسات التي لها علاقة بالقاعدة أو حركة طالبان الارهابية.
بريطانيا تفعل ذلك مع هذا الشخص وهي قد اكتوت بنار الارهاب الذي ضربها في 7 يوليو 2005 وراح ضحيتها الكثير من الابرياء في حين ان دول اخرى لو تعرضت لنفس ماتعرضت له بريطانيا من هجمات ارهابية لطردت، ربما، جميع الذين لديهم صلات من قريب او بعيد مع الحركات الارهابية.
بريطانيا تمنح مثل هذا الشخص لجوئا وهو يعتبر مطلوباً من قبل حكومات الأردن، الجزائر، بلجيكا، فرنسا، الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا وإيطاليا !
بريطانيا تمارس التحضر والمدنية والقانون ومبادئ حقوق الانسان مع شخص ليس له اي علاقة بالتحضر ولا المدنية ولايعترف بالقانون ويفسر مبادئ حقوق الانسان حسب هواء ...لذا فليس الصراح والخلاف بينهما " مع انهما ليسا طرفين متكافئين..فهذه دولة كبرى وهذا شخص مغمور" سوى صراع التحضّر بكل مضامينه مع التطرف بكل بؤره الفاسده !
الاسئلة البريئة التي تداهمنا الان:
الا يشعر ابو قتادة وامثاله بالخزي مما يفعلونه ويحملونه من افكار تسيء لدول مثل بريطانيا تعاملت معه بانسانية واحترمته وترفض ان تسلمه لدول يعتبر ابو قتادة مطلوب لها ؟
هل من ضمير حيّ يستقيظ عند امثال هؤلاء المتطرفين وهم يحرضون على الكراهية في بلدان تعاملت معهم بكل حب وود وانسانية ؟
وكيف تتقبل اخلاقيات هؤلاء المتطرفين ان ينتهكوا قوانين بلدان اوربية مثل بريطانيا لجأوا اليها واحتضنتهم بفعل قوانينها وتشريعاتها ؟
اليس من حق بريطانيا وكل دولة ان تطرد اي مواطن او لاجئ تشعر انه اصبح مصدر تهديد لامنها القومي ولاستقرار بلادها وأمن مواطنيهم من غير ان تدخل في جدال قضائي وسجالات قانونية تمنح المتهم الحق في البقاء في ارضها على الرغم مما يفعله من موبقات ؟
انها اسئلة نوجهها لهؤلاء المتطرفين ممن ليس لديهم اذان يسمعون بها او قلوب يفقهون بها الكلام الهادئ والخطاب الموضوعي والجدال البنّاء ...



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستجواب المالكي..الحل الاخير والوحيد !
- جواد المالكي بديلاً عن نوري المالكي !
- أسقاط المالكي برلمانياً وبقاءه سياسياً !
- لاتخسروا مقتدى الصدر !
- فلسفة الشيعة في مواجهة الموت !
- عجائب البرلمان العراقي السبع !
- لاتخسروا مسعود برزاني !
- مقالات بحثية...الجزء الاول / إدمان الفيسبوك!
- الديلي ميلي تفضح الملك البحريني !
- العراق سيقود العرب...افتتاحية بلومبرج الأمريكية !
- ستيف جوبز...وكلمات علي بن أبي طالب !
- العراق ومؤشر الفساد العالمي لعام2011 !
- دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !
- عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !
- صورتك في الفيسبوك ..ماذا تعني !
- هل العراق بحاجة الى - قانون كلير- البريطاني؟
- صدق النجيفي ..فلاتلوموا الصادقين !
- أيهما حجر العثرة ؟.. المالكي أم علاوي ؟
- احترام صور الضحايا بين براثا وديلي ميل
- الضحايا الصامتون لأحداث 11 سبتمبر !


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !