أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديكتاتورية وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - على جدار الثورة السورية - رقم 39 .















المزيد.....

الديكتاتورية وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - على جدار الثورة السورية - رقم 39 .


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 18:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الديكتاتورية وإعدام التاريخ والرأي الاّخر على جدار الثورة السورية رقم 39 ؟
في الحلقة السابقة رأينا كيف نفذ إنقلاب الثامن من اّذار عام 1963 بقوات قادمة من الجبهة السورية مع العدو الإسرائيلي في الجولان ..ولم يتساءل القراء الكرام أو يتفاجأوا عن ذلك ..كما لم يصدر أي بيان حسبما أذكر من الأحزاب السورية يستنكر ذلك بإستثناء رموز وطنية معروفة لاتملك قوة للردع والمحاسبة ..لذلك قلت مراراً إن نظام الخائن حافظالأسد لم يهبط من السماء بل جاء نتيجة ضعف وأمراض القيادات السياسية والأحزاب المشخصنة المعزولة عن الشعب التي كانت طافية في المجتمع السوري ..
في اليوم الثاني للإنقلاب حطّّت في مطار المزة طائرة عراقية تقل وفد القيادة العراقية الجديدة بعد إنقلاب 8 شباط 63 الأمريكي الصنع ,, وعلى رأسها السفّاح ( علي صالح السعدي ) لتهنئة البعث السوري بالنصر القومي العظيم . وفي قاعة الإستقبال أخرج – علي صالح السعدي – مسدسه وقدمه هدية للسيد صلاح البيطار الذي كان على رأس مستقبليه قائلاً أمام الجميع رافعاً عقيرته كديك الحبش : بهذا المسدس قتلت مئة شيوعي ..فصفق له الحاضرون ..
هذا السفاح صرح بعد أشهر من إنقلاب العراق الدموي في 8 شباط 1963 :( لقد ركبنا قطاراً أمريكيا دون أن ندري ....) فهل يجرؤ بعثيو سورية بعد كل مافعلوه بوطننا وشعبنا حتى أوصلوا الطاغية عميل الموساد حافظ الأسد ووريثه حتى الساعة ,أن يعلنوا الحقيقة كما أعلنها السفاح السعدي ..؟؟
وفي اليوم الثالث العاشر من اّذار أعلن -- مجلس قيادة الثورة – تشكيل أول حكومة للإنقلابيين من البعثيين والناصريين برئاسة صلاح البيطار وعضوية كل من : محمد الصوفي وزيراً للدفاع – أمين الحافظ وزيراً للداخلية – وليد طالب وزيراً للبلدية والقروية – جمال الأتاسي للإعلام – إبراهيم ماخوس للصحة – جهاد ضاحي للمواصلات – سامي الجندي للثقافة -- شبلي العيسمي للإصلاح الوراعي – أحمد أبو صالح للأشغال العامة -- سامي صوفان للتموين – عبد الكريم زهور للإقتصاد الوطني ...—
وافتتحت هذه الحكومة عملها بحملة إعتقال همجية ضد الشيوعيين بالدرجة الأولى وضد أكرم الحوراني ورفاقه وضد حكومة خالد العظم الوطنية وسائر الوطنيين ..
توقعنا ذلك لكن ليس بهذه السرعة .إتصلت بصديقي الصدوق المرحوم منذ قولي وهو المقرب من صلاح البيطار لنعرف نواياهم : سألته : هل نلبس البيجاما تحت البنطلون ؟؟ جاءني الجواب بعد ساعة فقط حرفيا : الشغلة مو بإيدهم .. وفهمك كفاية ..
وكان رئيس المخابرات الأمريكية إيلسوب وجواسيسه يجوبون مكاتب مجلس الوزراء ووزارة الداخلية والخارجية بدمشق كأنهم في واشنطن ..وقد كتب عنهم المرحوم أكرم الحوراني بالتفصيل في مذكراته ..
لم يكن أمامنا سوى مغادرة دمشق و اللجوء لمنزلنا ومنازل رفاقنا في القرية تمهيداً لإجتياز الحدود إلى لبنان عن طريق الجرد ..وأصبح منزلنا في القرية محطة للرفاق الفارين من دمشق في طريقهم إلى لبنان رغم خلافنا المبدئي مع القيادة الفردية البكداشيةالإنتهازية التي باعت نضال الشيوعيين السوريين برخص التراب لأنظمة الإستبداد والخيانة الوطنية فيما بعد ..
وفي ذلك العام تأخر البرد وهطول الثلج لأواخر اّذار....كنا نتابع الأخبار من محطة الشرق الأدنى البريطانية التي كانت تبث من قبرص ..
في 12 اّذار ألغت حكومة البيطار العتيدة إمتياز 16 صحيفة حرة كانت تصدر في سورية بما فيها صحيفة "" الحرية ""للسيد أكرم الحوراني .. ولم يبق من الصحف السورسة سوى : صحيفة البعث – وصحيفة بردى للسيد نجيب الريس , وأسبوعية المضحك المبكي للسيد حبيب كحالة .وصحيفة اللواء للإخوان المسلمين ... واعتقل عدد من رجال الصحافة وصودرت مكاتبهمومطابعهم الخاصة وختمت بالشمع الأخمر ..كما صودرت أموال أصحابها المنقولة وغير المنقولة بصورة تعسفية ..إستناداً لقانون الطوارئ الفاشي الذي فرض على سورية بالأمر العسكري رقم 2 صبيحة الثامن من اّذار المشؤوم ولا يزال مطبقا حتى اليوم رغم أكاذيب المجرم بشار وعصابته بإلغائه .. وبموجب أمر عرفي ودون أي حكم قضائي .. إنتقاماً من حرية الكلمة في وجه الهمجية العسكرية ..
وأشرف على تنفيذ هذا الإجراء التعسفي وزير الإعلام السيد جمال الأتاسي وصلاح البيطار رئيس الوزراء بنفسه ..
وأعلن النظام الجديد قائمة العزل المدني الشملت أكثر من 120 شخصية وطنية ديمقراطية
شملت أعضاء حكومة السيد بشير العظمة السابقة ثم حكومة خالد العظم الأخيرة و معظم الذين وقعوا وثيقة الإنفصال في 28 أيلول 1962 هذه الوثيقة التي كان أول الموقعين عليها صلاح البيطار نفسه ..وكان أبرز الوطنيين المحرومين من حقوقهم المدنية والمفروضة الإقامة الجبرية عليهم في منازلهم السادة : أكرم الحوراني – الفريق عفيف البزري – خالد العظم – بشير العظمة – خليل كلاس – أمين النفوري – صالح عقيل – أحمد عبد الكريم – سليم إبراهيم – صلاح زلفو – عبد الكريم النحلاوي -- هيثم المهايني – موفق عصاصة -- وغيرهم ..
كما صدر أمر بإعتقال الشيوعيين دون أي مبرر إرضاء لأمريكا فقط ..رغم أن الجميع يعلم أن صلاح البيطار لم يصل إلى البرلمان في إنتخابات ال 54 التكميلية بدمشق لولا أصوات الشيوعيين الذين سحبوا المرشح الشيوعي مصطفى أمين دون أي مبرر لينجح صلاح البيطار ..وأنا شخصياً يومها كنت ضد إنسحاب مرشحنا المحامي مصطفى أمين لينجح هذلا التاجر السيء صلاح البيطار الذي أعطى أسوأ نموذج ومثال في التربية السياسية والوطنية...كما أطلق يد الغوغاء من البعثيين والناصريين ومخابرات السرّاج يجوبون الشوارع ويهددون الوطنيين في منازلهم بالقتل والسحل .. الأمر الذي أرغم الوطنيين لمعادرة منازلهم إلى منازل الأقارب والأصدقاء , وأرغم رئيس الوزراء السيدج خالد العظم للجوء إلى السفارة التركية بدمشق المجاورة لمنزله ..
قال أكرم الحورانيفي مذكراته : ( ليلة 9 اّذار إقتحمت مجموعة عسكرية منزلي ,,لم أكن في المنزل , كما أرسلوا أولام الناصريين في باصات مّروا أمام منزلي ورموه بالحجارة وهم يهتفوا ضدي –ج4 ص 3162 )
وقال السيد خالد العظم في مذكراته : ( حمّل البعثيون والناصريون أتبعهم بسيارات النقل للهجوم على منزلي لإخراجي منه وسحلي , ولما خاب رجاؤهم , رموا الشبابيك والمصابيح بالحجارة , وتداعوا نساءً ورجالاً للوقوف على مقربة من داري لينعموا بمشاهدجة سحلي ,, وكانت ( ثريا الحافظ ) زوجة السيد – منير الريس – صاحب جريدة بردى ..قد إستحضرت حبالاً غليظة ليربطوني بها ويجرّوني على الأرض كما إعتاد العراقيون أن يفعلوا – ج3 ص 438 )
كما أعلنت حكومة البيطار دون خجل عن جائزة مالية قدرها /عشرين ألف ليرة سورية / لمن يدل على مكان أكرم الحوراني – المصدر السابق –
وتستمر المأساة في حكم العسكر والذين إرتضوا أن يكونوا أذنابهم ويغدرالبعثيون بقائد الإنقلاب زياد الحريري وينفونه إلى الخارج بعد أقل من ثلاثة أشهر من الإنقلاب ....
وينتهي زواج المتعة بين البعثيين والناصريين بكارثة يذهب ضحيتها عشرات الشباب السوريين والفلسطينيين في سبيل الصراع على السلطة في 18 تموز 63 بعد محاولة إنقلاب فاشلة . وتستمر مقولة الثورة كالقطة تأكل أبناءها لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم وسنتابع خطوات الجرذ حافظالأسد وارتباطه بإسرائيل منذعام 65 وماتلاه حتى إتمام وريثه رسالته الخيانية اليوم بقتل شعبنا وتدمير ما بناه الإنسان في وطننا ... يتبع – 5/ 8 - لاهاي



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصنة . وإعدام التاريخ والرأي الاّخر . مع الثورة السورية ا ...
- دانات وتعليقات مختلفة على جدار الثورة السورية الرائدة - رقم ...
- أين ستصل صفقات الإخوان المسلمين مع أمريكا وإسرائيل - ؟؟
- دانات وتعليقات هامة على جدار الثورةالسورية- رقم - 36
- الكتابة في حضرة الدم - على جدار الثورة السورية - رقم 35
- الماركسية علم العلوم , وعلم الثورة الظافرة بأيدي الكادحين ال ...
- نداء إستغاثة إلى الضمير العالمي ومنظماته لإنقاذ معتقلي الرأي ...
- تعليقات على متن ملحمة الثورة السورية . رقم - 33 ؟
- الذهب الإبريز في باريز ؟؟ على جدار الثورة السورية رقم - 31 ؟
- هوامش وتعليقات على جدار الثورة السورية - رقم 32 -- النقاط عل ...
- مزامير مجلس إسطنبول ؟- على جدار الثورة السورية رقم - 30 ؟
- أنسنة الحجر -- من وحي الإنتفاضة الفلسطينية , والثورة السورية ...
- النوروز رمز الثورة على الإستبداد والطغيان - جدارية رقم 29 عل ...
- ثورتنا المجيدة في عامها الأول - مالها وما عليها - جدارية رقم ...
- دستورنا : دستور الشعب والوطن الديمقراطي في سورية - أم دستور ...
- دستورنا - دستور الشعب والوطن الحر في سورية - الجزء الثاني - ...
- دستورنا : دستور الشعب والوطن الديمقراطي في سورية - أم دستور ...
- رحلة تاريخية سريعة : من الغابة إلى النظام الوراثي الطائفي ال ...
- من إغتال شاعر سورية الكبير - بدوي الجبل - ؟ - على جدار الثور ...
- على جدار الثورة السورية البطلة رقم 22- طريق الحرية مليء بالأ ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الديكتاتورية وإعدام التاريخ والرأي الاّخر - على جدار الثورة السورية - رقم 39 .