أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - القبط، بين عهد الرسول ونكث الصحابة















المزيد.....

القبط، بين عهد الرسول ونكث الصحابة


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 20:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يخبرنا التراث الاسلامي ان الرسول اوصى خيرا بالقبط، غير ان التاريخ نفسه يخبرنا ان الصحابة نكثوا بوصية الرسول واذاقوا القبط الامرين منذ استعمار مصر وحتى الان.

روى أبن لهيعة من حديث عمرو بن العاص : حدثني عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه أنه سمع رسول الله (ص) يقول:" إن الله عز وجل سيفتح عليكم بعدي مصر فأستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم منكم صحرا وذمة " ( ورد في صحيح مسلم وابن باجه وسنن الترمزي وأبو داود).

وروى ابن وهب قال: أخبرني حرملة بن عمران النجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله يقول:" أنكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط، فأستوصوا بأهلها خيرا لهم ذمة ورحمة، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرجوا منها" (صحيح البخاري وسنن الترمزي).
وفي رواية : " ستفتحون مصر، وهي ارض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا الى أهلها فإن لهم ذمة ورحمة ( أو قال ذمة وصهرا) ورواه ماللك والليث وزاد ( فأستوصوا بالقبط خيرا) حديث أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب. وقال محمد ابن أسحاق قلت للزهري: مالرحم الذي ذكر رسول الله؟
قال: كانت ه اجر ام أسماعيل منهم.

وروى ابن لهيعة من حديث أبي سالم الجيشاني أن بعض اصحاب رسول الله أخبره أنه سمع رسول الله يقول:" إنكم ستكونون اجنادا وان خير أجنادكم اهل الغرب منكم، فأتقوا اهل القبط، لاتأكلوهم أكل الخضر" ( صحيح البخاري، مسلم وسنن ابن باجه).

وعن مسلم بن يسار أن رسول الله قال:" استوصوا بالقبط خيرا فأنكم ستجدونهم نعم الاعوان على قتال العدو".

وعن يزيد بن أبي حبيب أن ابا سلمة بن عبد الرحمن حدثه ان رسول الله اوصى عند وفاته ان تخرج اليهود من جزيرة العرب وقال:" الله الله في قبط مصر، فأنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة واعوانا في سبيل الله".

وروى ابن وهب عن موسى بن أيوب الغافقي، عن رجل من الرند، أن رسول الله مرض فأغمي عليه ثم أفاق فقال:" استوصوا بالأدم الجعد" ثم أغمي عليه الثانية ثم أفاق فقال مثل ذلك، ثم أغمي عليه الثالثة فقال مثل ذلك،
فقال القوم: لو سألنا رسول الله من الأدم الجعد.
فأفاق فسألوه، فقال " قبط مصر، فأنهم أخوال واصهار، وهم أعوانكم على عدوكم، وأعوانكم على دينكم"
قالو: كيف يكونوا اعواننا على ديننا يارسول الله.
قال:" يكفونكم أعمال الدنيا، وتتفرغون للعبادة، فالراضي بما يؤتي اليهم كالفاعل بهم، والكاره لما يؤتى اليهم من الظلم كالمتنزه عنهم".

وعن عمرو بن حريب وابي عبد الرحمن الحلبي أن رسول الله قال:" أنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم، فأستوصوا بهم خيرا، فأنهم قوة لكم، وبلاغ الى عدوكم بأذن الله" ( الكامل في التاريخ).

وعن ابن لهيعة ، حدثني مولى عفرة ان الرسول قال:" الله الله في أهل المدرة السوداء ، السحم الجعاد، فأن لهم نسبا وصهرا". ( صحيح مسلم وسنن ابو داوود)
قال عمرو مولى عفرة: صهرهم ان رسول الله تسرى فيهم ونسبهم ان أم اسماعيل عليه السلام منهم.

ويروى عن الرسول انه قال: "لو بقي إبراهيم ماتركت قبطيا إلا وضعت عنه الجزية". وكلم الحسن بن علي معاوية بن ابي سفيان في ان يضع الجزية عن جميع قرية أم إبراهيم (مارية القبطية) لحرمتها ، ففعل ووضع الخراج عنهم، فلم يكن على احد منهم خراج، وكان جميع أهل من اهلها واقربائها فأنقطعوا. ( المقريزي، الجزء الاول، ص 99).

ولكن الصحابة لهم رأي آخر في القبط:

المقريزي، يورد ايضا اقوال للصحابة تعارض ماوصفهم به الرسول، واوصى به،
. يقول ابن العباس رضي الله عنه: المكر عشرة اجزاء تسعة في القبط وواحد في سائر الناس.
ويقال : اربعة لاتعرف في اربعة: السخاء في الروم، والوفاء في الترك، والشجاعة في القبط، والعمر في الزنج.

وقال المسعودي: لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه، البلاد على المسلمين من العراق والشام ومصر وغير ذلك كتب الى حكيم من حكماء العصر: إنا لناس عرب قد فتح الله علينا البلاد ونريد ان نتبؤ الارض ونسكن البلاد والامصار، فصف لي المدن واهويتها ومساكنها وماتؤثر الاهوية في سكانها.
فكتب إليه: وأما أرض مصر فأرض قوراء غوراء، ديار الفراعنة ومساكن الجبابرة، ذمها أكثر من مدحها، هوائها كدر وحرها زائد ، وشرها مائد، تكدر الالوان والفطن ، وتركب الاحن.. وفي أهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة. وهي بلدة مكسب وليس بلدة مسكن، لترادف فتنها واتصال شرورها ( المقريزي، الجزء الاول ص 150).

وعن هشام ابن أبي رقية اللخمي أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر: أن من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته (ص 222)، هذا مع العلم انه مذكور عن ابن عبد الحكم عن ابن عبد الله بن لهيعة، لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح على جميع من فيها من الرجال من القبط. . على دينارين دينارين ، بلغت عدتهم ثمانية الاف الف.

وأن قبطيا من أرض الصعيد، يقال له بطرس، ذكر لعمرو بن العاص أن عنده كنزا، فأرسل اليه فسأله فأنكر وجحد، فجسمه في السجن وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن احد؟
فقالوا: لا، انما سمعناه يسأل عن راهب في الطور.
فأرسل عمرو الى بطرس فنزع خاتمه ، ثم كتب الى ذلك الراهب ان ابعث الي بما عندك، وختمه بالخاتم.
فجاء الرسول بقلة شامية مختومة بالرصاص ، ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها " مالكم تحت الفسقية الكبيرة".
فأرسل عمرو الى الفسقية فمنع عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين اردبا ذهبا مصريا مضروبا. فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد، فأخرج القبط كنوزهم شفقا ان يبغى على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس.

وعن يزيد ابن ابي حبيب أن عمرو بن العاص استحل مال قبطي من قبط مصر لانه استقر عنده انه يظهر الروم على عورات المسلمين ، ويكتب اليهم بذلك، فأستخرج منه بضعا وخمسين اردبا دنانير، (ص223). ونرى كيف انه اكتفى بالمال ولم يهتم بقطع رأس الخيانة، على الاغلب لانه يعلم ان التهمة ملفقة لاقيمة لها، اهميتها للاستيلاء على اموال الفقبط، فلم ينج من جشع عمرو بن العاص لا برئ ولا مذنب.

قال هشام بن ابي رقية اللخمي : قدم صاحب اخنا على عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال له: اخبرنا على ما أحدنا من الجزية فنصير لها.
فقال عمرو وهو يشير الى ركن الكنيسة: لو أعطيتني من الارض الى السقف ماأخبرتك ماعليك، إنما انتم خزانة لنا، إن كثر علينا كثرنا عليكم وان خفف عنا خففنا عنكم. (ص 224)

وقال الليث بن سعد: جباها عمرو بن العاص اثني عشر الف الف وجباها المقوقس لسنة عشرين الف الف دينار وجباها عبد الله بن سعد بن سرح ( عامل عثمان على مصر) اربعة عشر الف الف دينار ، فقال عثمان لعمرو بن العاص، الذي كان قد عزله عن مصر: ياأبا عبد الله درت اللقحة (البقرة) بأكثر من درها الاول،
قال: اضررتم بولدها

وكتب معاوية بن ابي سفيان الى وردان، وكان قد ولى خراج مصر، أن زد على كل رجل من القبط قيراطا،
فكتب اليه وردان: كيف نزيد عليهم وفي عهدهم ان لايزاد عليهم شئ؟
فعزله معاوية

وقال عمر بن شبه: ذكر ابن عبيدة في كتاب اخبار البصرة، عن كعب الاحبار، خير نساء على وجه الارض نساء أهل البصرة الا ماذكر النبي من نساء قريش، وشر نساء على وجه الارض نساء مصر. ( ص 151).

وقال عبدا بن عمر : ولما أهبط ابليس وضع قدمه بالبصرة وأفرخ في مصر (المصدر السابق).
وقال معاوية بن ابي سفيان: وجدت اهل مصر ثلاثة اصناف: ثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لاناس. وأما الثلث الذي هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذي لاناس المسالمة، يعني القبط ( السابق).

ويبدو ان العرب قد بالغوا في الاعتقاد بمسكنة القبط وانهم يتحملون الظلم بلا حدود..
ذكر المقريزي _( ص 130) ان أبو عمر محمد بن يوسف الكندي قال في كتاب " امراء مصر": وفي امرة الحر بن يوسف امير مصر كتب عبيد الله بن الحبحاب ، صاحب خراجها، الى الخليفة هشام بن عبد الملك بأن ارض مصر تحتمل الزيادة ، فزاد على كل دينار قيراطا، فأنتفضت كورة بنو ونمى وقربيط وطرابية وعامة الحوف الشرقي ، فبعث اليهم الحر بأهل الديوان، فحاربوهم فقتل منهم بشر كثير، وذلك اول انتفاضات القبط ضد العرب المسلمين.

وكانت انتفاضهم في سنة سبعة ومائة، ورابط الحر بدمياط ثلاثة اشهر، ثم انتفض اهل الصعيد.
وحارب القبط عمالهم في سنة أحدى وعشرين ومائة، فبعث اليهم حنظلة بن صفوان امير مسلميي مصر، أهل الديوان فقتلوا من القبط ناسا كثيرا وظفر بهم.
وانتفض القبطي بخنس في سمنود، فبعث اليه عبد الملك بن مروان موسى بن نصير أمير مصر فقتل بخنس في كثير من اصحابه، وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومائة.

وخالفت القبط في رشيد فبعث اليهم اخر خلفاء الاموينن مروان بن محمد الجعدي -لما دخل مصر فارا من العباس، والمعروف بالحمار- بعثمان بن ابي قسعة، فهزمهم.

وانتفضوا في عام خمسين ومائة وفي عام ستين ومائة. وفي عام ستة عشر ومائتين انتفضوا مجددا فأوقع بهم الافشين في ناحية البشرود ، حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم عليهم بقتل الرجال وبين النساء والاطفال، فبيعوا وسبي اكثرهم( ص 231).

والحقيقة ليست المرة الاولى التي يضرب بوصية الرسول وعهده عرض الحائط، إذ جرى ضرب عهد الرسول لنصارى نجران في عهد عمر بن الخطاب الذي قام بتهجيرهم من ارضهم الى العراق ومصادرة املاكهم، بل ان عمر بن الخطاب كان قد ضرب بوعد الله للمؤلفة قلوبهم في اموال بيت المال عندما رفض دفع ماوعدهم الله به.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطيئة من الفطرة الى قبيلة الاسلام والمسيحية
- السكر السم الابيض
- استخراج الطاقة من العدم وقانون حفظ الطاقة
- ذاكرة الخلية وعلاقتها بالسرطان
- دور العبيد في صعود وسقوط الاندلس
- ضريح الولي والميت كلب
- جرائم جوزيف ستالين
- أهل الشام فينيقيين أم عرب؟
- شعب مُذهل وطنه البحر ولم تلوثه الاديان
- مسلمون فاشيون ام الاسلام فاشي؟
- فضيحة مساجد ستوكهولم
- هل تنتحر الحيوانات ؟
- هل جاءت الحياة الى الارض من الفضاء الكوني؟
- هل حضارات كونية من زرع الانسان على الارض؟
- الخازوق عبر التاريخ
- مظاهر استمرار تطور الانسان الحديث
- اجداد البشر: الهجرات المبكرة -4
- اجداد البشر: النيندرتال -3
- اجداد البشر: الايريكتوس -2
- اجداد البشر: ماقبل الايريكتوس -1


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - القبط، بين عهد الرسول ونكث الصحابة