أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير














المزيد.....

قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة "روعتنا" أصبحت كلمة مستهلكة هذه الآيام، فقد روعتنا احداث السويس، وأبو كبير، وفندق سيتي، وروعتنا أحداث دهشور. ولعلنا - لو تروينا قليلا- لقلنا ان أحداث دهشورأقل ترويعا، فلقد اعتدنا أحداثا كثيرة مثلها، الجديد كان في السويس في قتل شاب لمجرد أنه ضبط وهو يقف مع خطيبته في الطريق العام، أو الشابين الذين قتلا وهما في عمر الزهور في أبو كبير لأنهما كانا يعزفان الموسيقى، أو الاعتداء عيانا جهارا على فندق بهدف السرقة، هذه أحداث جديدة، لذا فهي مروعة، وتنبئ بعصر جديد من الإرهاب، ومروعة لأن الرئيس قد أفرج عن فريق من الإرهابيين؛ من وصلت عقوبات بعضهم للإعدام لما قاموا به من قتل وترويع، مما ينبئ بالمزيد من أحداث مشابهة لما حدث بالسويس وأبو كبير وفندق سيتي.

أما دهشور، فهو الأمر المعتاد،
- هل تختلف دهشور عن العامرية، وأطفيح، وإنبابة، والمريناب وغيرهم الكثير؟
- لا تختلف، لذا فهي لا تروعنا..
- يقولون شر البلية ما يضحك.. ولكن يبدو أن شر البلية ما نعتاد عليه.

لقد اعتاد الأقباط أن يدفعوا كل الفواتير، واعتادت مصر أن تبتلع جراحها كي تحفظ وحدتها الوطنية، كي تواجه ما هو أكثر ترويعا وقهرا.

من أيام النظام البائد، والأحداث الطائفية تأتي تباعا، وكانوا يقولون أنها أحداث تهدد الوحدة الوطنية، وحتى يكمل القتلة تمثيلياتهم الدموية، يحضرون شيخا بريئا، وكاهنا لا ذنب له كي يتعانقا، وطبعا لا يجدا- أي الشيخ والكاهن- أية مشكلة في أن يتعانقا ويرفعا أيديهما للسماء يدعيا لمصر ولوحدتها الوطنية، ثم تطور الأمر بعد ثورة يناير واشتداد قبضة التيارات الدينية، لتتحول تمثيلية الشيخ والكاهن إلى جلسات عرفية يحكم فيها السلفيون في العامرية بتهجير الأقباط.

ويصل الأمر في تطوره الطبيعي، في دهشور، إلى تهجير الأقباط بدون جلسات عرفية، تهجيرهم وحرق محالهم التجارية وقطع أرزاقهم، معاملتهم كمواطنين بلا دية، حاجة أقل من رعايا، هذا في الوقت الذي نطالب فيه أن نكون جميعا مواطنين متساوين أمام القانون.

ولا جديد في دهشور، فالحكومة هي الحكومة، نفس التقاعس والانشغال والتهوين، نفس الحكومة الضالعة، فمليشياتها تشيع الرهبة في الشوارع، وإرهابيوها خرجوا من السجون كي يدعموا هذه الحكومة في مشروعها لامتلاك البلاد بأقباطها ومسلميها، امتلاكها- ومن حكم في ماله ما ظلم.

لا زلنا رعايا أو أقل، لم نصبح مواطنين بعد، وما يروعنا ما هي إلا أحداث لزوم الولاية، ولنا أمل أن الوحدة الوطنية الراسخة في أعماق هذا الشعب أن تنتصر على مشاعر الكراهية التي يبثها دعاة الإرهاب، فالمصريون يعلمون أن الكراهية تقسم ظهر الوطن، تقسمه كما فعلت بالسودان، نأمل أن تنتصر الوحدة الوطنية على مشاعر الكراهية.

- ومعلش يا أقباط دهشور، جت فيكم المرة دي، نعتذر لكم ولأطفالكم وبناتكم، نعتذر أنكم تتحولون من فقراء يحصلون على قوت يومهم بعملهم المتواضع الشاق، إلى لا جئين لا يعرفون من أين يحصلون الآن على قوت يومهم.

- نعتذر لكم حتى تصبح لنا دولة يحكمها أبناؤها، لا تحمكها جماعات ولا تحالفات، دولة تصل حكوماتها للحكم بانتخابات نزيهة، دولة يحكمها رجال وطنيون لا حزبيون وإخوانيون، دولة يحكمها رجال ونساء لهم رؤية للوطن، وليست رؤية لكيف تتحكم جماعة في كل الوطن.

كلنا يعلم أن الأحداث الطائفية مؤشر الفساد والضعف، وها قد جاءت الأحداث الطائفية لتؤكد لنا أنهم يسيرون على الطريق الخطأ، وأن الطريق الصحيح الوحيد أن تستمر الثورة، كي تزيح التعصب والطائفية والتمييز ضد الناس على أساس الدين والجنس، كي توحد بين الناس على أساس المواطنة.. فإما أن نكون أو لا نكون، إما أن نكون دولة مواطنين أو دولة تقسمها الكراهيات إلى دويلات صغيرة ضعيفة، نريد مشروع دولة يلملم شمل الوطن.

لو سقطنا في المحظور، لن يرحمنا أحد، ولن نلوم إلا أنفسنا، ولعل الجديد هو أننا في كل الأحداث الطائفية السابقة كنا نتوجه للحكومة، وهذه المرة نتوجه للثورة أن تستمر، فليس لنا ثقة في هذه الحكومة، ثقتنا في ثوارنا فإن صمتوا تضيع البلاد أو تسحق تحت أقدام دعاة الكراهية والنبذ والتقسيم.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية هي الحل
- طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني ...
- يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب ...
- الرئيس الأول
- الشعب يريد بناء النظام
- المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
- التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
- أخي الدكتور البرادعي
- موتوا بغيظكم
- بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
- ننتخب خصما لا رئيسا
- المكاسب والخسائر حتى تاريخه
- ثورة بالتفويض ورئيس بالتزوير
- ننتخب الإخوان ونحتمي بالعسكر؟ أم ننتخب العسكر ونحتمي بالثورة ...
- الرئيس الخاسر في البلد الفائز
- أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك
- يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك
- سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة
- وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير