أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - طلال الغوار..وجع شاعر باهات وطن














المزيد.....

طلال الغوار..وجع شاعر باهات وطن


رائدة جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


دراسة ..


القرية
................
هناك عند تلك الضفاف
نحت الصباح قلبي
أيقضه لهاث موجة هاربة
من عرض النهر
نركض مع وقع القصيدة إلى الضفاف لنرى ومنذ بدء النهار كيف نحتت انثيالات الشاعر طلال الغوار قلبه ولم تدعه للهواء لهاث الموجات الهاربة وهي صورة عن انزياح لغوي بعيد يصور عطش الموجات.. ترى لاي شيء للماء ام للسكينة الموجات تلهث تعبا وحرا
وعن صور لذكريات تأبى إلا ان تشد الشاعر إلى الأصالة والانتماء للوطن .الوطن الذي دفع ضريبته طلال الغوارسنوات عمره وشبابه الجميلة حيث السجون والتهجير وأقسى المنافي منفى في عمق الوطن دون وطن


كنت أبايع المدى بأناشيدي
فاركض ُ
اركضُ
اركض
حتى اكتشف غابات حنيني
هناك
انشقت عن صدر النهر أحلامي
ومشتْ بها السواقي والحقول
أحلامي كم كانت خضراء
لكثرة ما كنت أودعها عند الأشجار
كنت أقول لصوت الناي المنبعث
من بعيد
ان نتفيأ تحت شجرة
لأكتشف أحزان الرعاة
هناك
لانشق عن صدر الأنهر إلا الطمى والغرين ورائحة الأرض العبقة. صير الشاعر أحلامه مولودة من صدر النهر ليعطيها صورة الخصب والنماء
هذه الصور عبارة عن لوحة تشرح واقع حال عاشه الشاعر لاهثا خلف أحلامه التي زرعها عند الأشجار علها تثمر عن مواعيد ومواليد نور
ويناجي صوت الناي ليتفوق على آهاته حزنا وكأنه يلم أعشاشا من حجر نسجتها أحلام الرعاة الحزينة للقمة ورداء لأغنية بلحن وطن


كان أبي يسّرب شموسه
في راسي
فتنكشف أمامي الظلمة
كم كانت احزانك مضيئة
يا ابي
من حزن شموسه أنار درب ولده بالانتماء والإيمان والعقيدة فرسم له الأنوار ورسم الفرح بدموع عجنها بتراب وطن مفقود وطن مذبوح


في تلك الليالي الطوال
كنت اتمرأى في كلماته
فأراني في غفلة النعاس
احتضن اسطورة وانام
هناك
حينما استلقى على كتف الليل وحدي
كم كنت ارى القمر جميلا
كم كنت احبه..
و يشعرني بالامان
وهو يطارد خطوات اللصوص
من هنا تعلم ان يقتحم الحياة ويكسر مصاعبها واحباطاتها بالنقاء حيث ان كلمة اللصوص إشارة هنا إلى الخيانة والخداع وبذور السوء وهي إشارة إلى الصعاليك المردة الذين يسرقون المال والنفس والأوطان حيث يطاردها القمر وهو دلالة على الحارس الامين الذي بزرع الصدق والوفاء وحب الأرض في النفس


يا لتلك الايام
كانت احدى صبايا القريه
قذفتْ بالوردة يوما قلبي
فأرتجف الطفل المختبيء في حنجرتي
وتناثرت حولى اشجار المعنى

اه....بعد كل هذي السنين
بعد كل هذه الحروب التي دخلتني
بعد كل هذه الاحزان
والاحلام
بعد كل هذه الهزائم والمرارات
كل صباح
تتفتح الوردةُ في صدري
هذا هو الحوار الداخلي ومركز القصيد حيث استعادة الماضي
فيتشبث الشاعر الرقيق بالذكريات التي هي نحت الماضي في صفحات الذاكرة الذهبية التي لانمحى أبدا ونستعيدها متى ما شئنا واغلب الأحيان تفرض نفسها بالحضور في لحظات شرود الذهن وتشدنا معها إلى حيث الأمل الساطع أو لحظات فرح وأحيانا نشم عطر اللحظة وهناك مثل عراقي لأهل الموصل يقول
(ألي ماله عتيق ماله جديد) وفعلا هي الذكريات تاريخ الإنسان وجذوره
تاريخ مطعون بخناجر الانهزامات لذا يحثه الشاعر على القفز إلى سطح الواقع لربما يتخلص منه بالذكريات الجميلة
وهذا ما فعله الغوار هنا بان فتح وردة في صدره أي استعاد ذكريات جميلة من ألبومه المخبأ بين ثنايا الروح ليثري الذاكرة بالجميل بعيدا عن هزائم التاريخ المطعون بخناجر الطغاة والغرباء والسياسة
إن هذا النص عبارة عن عجين ذكريات ممزوج بألوان الدموع والذكريات النقية التي خبزت بتنور الآهات المفخور طينه من عائلة رضعت الوطن قبل الحليب هذا هو طلال الغوار
لغة سلسة بعيدة الصور إنسان كبير في ثوب شاعر وشاعر رقيق في ثوب إنسان حالم ثائر وهادئ مسالم حبيب عاشق الأرض والوطن والحبيبة تتمثل عنده بكل أشكال النبل ويوقظها صور نقاء وحب متى شاء



#رائدة_جرجيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخبُ الهمس
- رقاصٌ صدِء
- فناجين الاغتراب
- و تضافرت الجهود وانتصر القلم
- أدعيك يا شهريار
- هل لدينا دولة؟!
- طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في ..
- هذيان صوفي
- الذي سيؤذن لصلاتي
- من أوراق شاعر
- للظل لون ..واحد
- العمر يبعث من جديد
- استدعاء الماضي
- رسالة من ولدي
- نافذة القمر
- اقرار قانون حماية الصحفيين ..اقرار بسلطتهم الرابعة
- قَاب ذَاكِرَة
- مهمة.. في ليلة مطر
- غزالة ..بنية
- سؤدد الحب


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - طلال الغوار..وجع شاعر باهات وطن