أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في ..














المزيد.....

طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في ..


رائدة جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


أيها النهر
لماذا كثرت التواءاتك
وأسنت خلجانك
حتى توقفت عن الغناء
-------------------------------
يضع الشاعر كلماته ليتبادل موقعها مع المتلقي بثنائية متبادلة عبر أحاسيسه المفعمة بالحب و (حرريني من قبضتك ) نص محرر من كل السلبيات اللغوية حيث لغته الانسيابية الرائعة والرمزية الموحية والصارخة بالألم والمتأملة صباحات زاخرة بالحب والحرية في وطن استبيح كغانية ضائعة !؟
هو نص أدبي فكري وسياسي إيديولوجي وكأخريات نصوص طلال الغوار التي يختزل فيها المسافات ويزين اللغة بأسلوب متفرد يجعلك تنسبه إليه دون وضع اسمه حيث له احترافية كتابية واضحة ..

بعد آلاف الأميال من السؤال

والمناديل التي تصببت أحلاما
على شرفة الصباح
بعد كل هذي المساءان التي
ذرفت أشجانها
في صحوني
والانتظار الذي ملأ سلالي
بالغيب
انتحي طرفا آخر من حياتي
واترك قصائدي
تنزفني
وجعا مرا
خطوة الحرية هنا عند طلال الغوار تبدأ بآلاف الأسئلة النازفة والتي تمسحها مناديله أحلاما تقطر في سلات الانتظار محطات خوف وألم تذرف دموع الأمسيات وجعا مرا ينتظر مخاض صبح يشرق بالأمل بعيدا عن انتهاكات الكسل على مسرح القصيدة التي تلبس وجدان الشاعر ويتماهى معها تكمن حقيقة الغوار وقوة العلاقة بين ماضيه وحاضره حيث الطرق اللامنتهية وهو يضع ثقته في القصيدة التي تتأبط آفاقه الإنسانية والتي تحمله على التأمل الأليم ..
كل صباح
تتأبطني
وتمشي معي
في طرق لا تنتهي
وللتأمل
شيء من زجاج
يتكسر في داخلي
وبعدها رحلة الأسئلة المرة والموجوعة بالتغيرات الحزينة وبلغة رمزية رقيقة تنساب كموسيقى حيث بسائل النهر عن التفافه ويقصد به الحياة وكيف غير النقاء والحب مجريهما إلى الكره والأحقاد والقتل ..
أيها النهر
لماذا كثرت التواءاتك
وأسنت خلجانك
حتى توقفت عن الغناء
وسائل الأناشيد و هي أناشيد الطفولة حيث كنا نلوح بمناديلنا فرحا حين إنشادها وابتسامات الطفولة على محيانا وتغاريد الطيور فهي أناشيد الصباحات الندية ..

أيتها الأناشيد
لماذا تعريت عن المناديل
والنوافذ التي
أيتها النوافذ
لماذا تتحينين الفرص
لاقتناص الشموس
أيتها القصائد
أوجاعي مريرة
وفمي يملئه الشوك
وقلبي
صارت تنحته الأحزان
كل هذه الانزياحات اللغوية لصالح الثورة على النفس كي تتصاعد الآهات عند الشاعر فيصرخ آمرا قصائده بتحريره ..
فحرريني من قبضتك
ثم يعود إلى أسلوب أقل قوة لإحساسه بالضعف وعدم القدرة لفعل ما تستطيع أن تفعله الكلمات التي يرسمها ليعلن الثورة على نفسه وينتصر لوطنه ..

اخرجيني
من جبّ الكلمات
فقد قبض الأعداء
على البلاد
هنا يرسم الشاعر معاناته في الوطن المستباح المنثور الدماء بعد أن كان مهد الحضارات وفيه ملاعب الصبا ..
قبضوا على الطرقات
على الصباحات والنوافذ
على الحدائق والذكريات
ويطالب بإخراج كل دخيل وعميل فكفى وفؤوسهم تغرس في قلوبنا وكفى وإقدامهم تطا تراب أجدادنا
ما جدواك إذن
إذا لم تنتزعي الفؤوس
المخبئة في قلب الأشجار

ويصر الشاعر في خضم وطنيته وأحاسيسه الحقيقية التي لم ولن تخضع للمتاجرة على أن تكون لقصائده القوة في الدفاع عن وطن يخشى أن يبقى في الذاكرة فقط ..
ما جدواك
وأنت تشيرين إلى حياتي
أو إلى بلادي

لا فرق

ولم اعد أراها

إلا في شجر مدمى
يمتدّ على طول الصباحات


وإلا فما جدوى الصراخ والحزن ما لم يتحول فرحا بأشجار الفضيلة والاستقلال الذي نتوق له والتخلص من قيود لفت أرواحنا قبل معصم البلد

ما جدواك
ما جدوى الخطوات التي
لم تصل.....
المقصود تصل الى الحرية
*حرريني من قبضتك..المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر طلال الغوّار..صدرت عن دار رند- دمشق-2011.



#رائدة_جرجيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان صوفي
- الذي سيؤذن لصلاتي
- من أوراق شاعر
- للظل لون ..واحد
- العمر يبعث من جديد
- استدعاء الماضي
- رسالة من ولدي
- نافذة القمر
- اقرار قانون حماية الصحفيين ..اقرار بسلطتهم الرابعة
- قَاب ذَاكِرَة
- مهمة.. في ليلة مطر
- غزالة ..بنية
- سؤدد الحب
- رائديات
- رااا..ئديات
- حب في الاكوادور
- جروح الغواية
- ذاكرة الجلد
- كرسي المسؤول وبسمة رقية
- سؤال نازف


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة جرجيس - طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في ..