جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 23:31
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
كثيرة هي الجهات التي تنتقد السياسين و اعضاء الحكومات في الدول الديموقراطية و تظهر نفسها كملائكة و لكن قيلة هي الجهات التي تبحث عن اسباب لجوء السياسي الى الغش و الفساد ناهيك عن التفكير في اخلاق المنتقد ايضا. يخرب ضغط الانتخابات الديموقراطية اخلاق جميع البشر بصورة عامة و السياسي ليس اسوء الناس في المجتمع.
لا ياتي سياسي الى الحكم في نظام ديموقراطي الا بفوزه و فوز حزبه بالانتخابات فذلك يجد نفسه في منافسة شرسة تشجعه على اللجوء الى مختلف الوسائل و الحيل و الغش و شراء الضمائر او ما تسمى بحملة الانتخابات لاجل الحصول على نسبة تؤهله للحكم و لكن السياسي هنا لا ينفرد بالغش والفساد لوحده بل ان الذي ينهال عليه بكتاباته الاخلاقية ليس مقدسا ايضا و لا هو افضل من السياسي اخلاقيا و لربما كان اسوء منه لو تسنى له فرصة الحكم. كم رأينا من الملائكة التي دخلت السياسة و الاقتصاد و سقطت لتتحول الى شياطين.
لست هنا بصدد الدعوة الى الدكتاتورية و لا الدفاع عن السياسي الفاسد و لكن النظام الديمقراطي هو الذي يفتح المجال للغش و الفساد:
اولا بسبب صيد الاصوات اثناء حملات الانتخابات و هنا تشبه السياسة الاعلانات التجارية
ثانيا بسبب قصر فترة الحكم التي لا تتعدى 4 او 5 سنوات لا تكفي لتنفيذ مشاريع طويلة الامد فالناس تريد دائما نتائج ممتازة باسرع وقت ممكن و بهذا نمارس الضغط على السياسي و نجبره على الكذب. ليس السياسي ساحرا ليستطيع ان يحل جميع المسائل المعلقة في فترة قصيرة و لا يستطيع حتى المعلم ان يحصل على استحسان جميع الطلاب.
ثالثا نطلب من السياسي شروط تعجيزية اي ارضاء جميع الاطراف في نفس الوقت. و السؤال هو: هل ينتخب سياسي مرة اخرى اذا اعلن عن اجراءات غير محبوبة؟
ليست الكتاتورية بديلا عن الديموقراطية و لكن اظن ان الوقت اتى للنظر الى دور السياسي من زاوية اخرى و نقبل بدورنا في فساده. يقال في الالمانية ان اللوم يقع دائما على طرفين.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟