حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 20:27
المحور:
سيرة ذاتية
الخال ابا ذكرى وداعا
يلُفني الحزن ، وغيري كثيرون ، لماذا غادرتنا الآن ؟
هل تمكن منك السرطان ، أم انك استسلمت له ؟
كنت قويا عندما بلغك خبر استشهاد ام ذكرى ، وبقيت قويا بعد ذلك ، تواصل المسير في درب النضال الصعب الذي اخترته .
اتذكر لقاءنا الاول عند التحاقكما في قاعدة هيركي على الحدود العراقية التركية في عام 1981 ، اتذكر ايضا اني كنت اترجم لك من الكردية الى العربية وبالعكس عند زيارتنا من قبل ضيوف اكراد ، وأتذكر انتقالكما الى قاعدة نوزنك 1982 ، والتقينا في الفصيل المستقل من جديد ، وتنشقنا السلاح الكيمياوي مساء 5 حزيران 1987 ، وفقدنا بصرنا لاسبوعين ، وتحملنا حروق الجسد وخوف المجهول .
التقينا من جديد في اربيل قبل اعوام ، في نادي المعلمين ، اصررت انت ان لقاء الصدفة غير كاف ، واتفقنا ان نلتقي في اليوم الآخر لقاء متفق عليه . كانت سهرة جميلة معك ، تذكرنا الاحداث الجميلة والمؤلمة ، ضحكنا على بعض الذكريات ، وتحدثنا عن الحزب والعراق الجديد ، وكنا نتأمل خيرا ، وكلانا يحمل في داخله شك ، من شركاء السياسة الجدد . كان ثالثنا في تلك السهرة ابن اخي محمد ، المهندس الجديد حينها ، في زيارته الاولى الى اربيل ، التي ابهرته المدينة ونظافتها ، والاكثر لقائه مع رفاق لي من سنوات النضال المسلح .
محمد ، ابن اخي كان معجبا بك ، لانك اخبرته اشياء لم يكن يعرفها ، وأسر في اذني ، انك امتدحتني كثيرا اثناء غيابي عنكما لبعض الوقت . كم انا ممتن لك ايها العزيز .
لمن لايعرفك عن قرب اقول انك كنت ودودا ، حنونا ، مرحا ، لم تؤذ احدا ، طيب القلب ، تساعد الآخرين قدر استطاعتك ، لم تتوان عن واجب ، تفرح عند فرح الآخرين ، التزامك الحزبي بمستوى عال ، واشياء جميلة اخرى كثيرة .
ستحزن عائلتك ومدينتك السماوة لفقدانك ، سنحزن نحن رفاقك واصدقائك لانك فارقتنا في وقت مبكر جدا .
لك ان تنام بهدوء وطمأنينة بعد عذابات المرض .
لعائلته الكبيرة واصدقائه ورفاقه الصبر والسلوان .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟