أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي














المزيد.....

!!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كما كان خالد محيى الدين يتشاءم إذا تحدث الرئيس الراحل أنور السادات عن تعميق الديمقراطية، أصبحت أكثر تشاؤماً من حديث أهل الحكم عن الإصلاح السياسي!
كان السادات يتحدث عن التعميق الديمقراطى فإذا بمداهمات ليلية لمقرات حزب التجمع، واعتقالات بالجملة لقياداته وكوادره، وكلما عمق السادات الديمقراطية صوردت جريدة الأهالي الناطقة بلسان حال الحزب الذى كان ! يسبب صداعاً مستمراً فى رأس الرئيس المؤمن.
وكان خالد محيى الدين يسارع بالقدوم إلى المقر الرئيسى للحزب، وكنا لا نزال أعضاء فيه، ليحذر الموجودين بالمقر بضرورة اتخاذ اللازم تجاه التعميق الديمقراطى المزمع من قبل السادات.
وواصل الرئيس الراحل تعميقه للديمقراطية حتى تمكن فى إنجاز ديمقراطى كبير من التحفظ فى أماكن أمينة على كل معارضيه السياسيين من كل الاتجاهات، من اليمين كما من اليسار لا خيار ولا فاقوس بين أحد منهم!
ولكن الرئيس السادات رحل ولم تكن نظريات التعميق الديمقراطي قد توصلت بعد إلى مثل ما توصلت إليه على يد خلفه، وبسبب انشغال الرئيس مبارك بتعميق العلاقات الأخوية مع جيراننا على الحدود الشرقية، وربما بسبب إيمان الرئيس بالديمقراطية بدون تعميق فقد ترك مهمة التعميق الديمقراطى أمانة فى عنق قادة الحزب الوطني.
وفى ظل أحدث موجات التعميق الديمقراطى أصبح المعارضون بالخيار بين الضرب فى مكان بعيد، أو الحبس فى مكان أمين.
وكما أن للمعارضين فى ظل التعميق الديمقراطى حق المعارضة، فإن نظرية الحقوق مقابل الواجبات تجعل من واجب الحكومة تأديب المعارضين منعاً للافراط فى المعارضة، وحتى لا يستغل البعض الحق فى المعارضة استغلالاً تعسفياً!
وكان آخر ما تفتقت عنه عبقرية التعميق الديمقراطى أن يسجن وينكل برئيس حزب شرعى مع التأكيد فى الوقت نفسه على عدم المساس بالحزب، لأن القانون يسبغ الحماية على الأحزاب، وليس على رؤساء الأحزاب، وهذه هى أصول العمق الديمقراطى فى بلدنا!
وكان من باب تسجيل الأرقام القياسية فى التعميق الديمقراطى أن طلب رفع الحصانة البرلمانية عن رئيس الحزب المغدور لم يستغرق كما عودتنا البيروقراطية البرلمانية فى حالات سابقة - أكثر من 24 ساعة، الأمر الذى يظهر جدية الاتجاه الجديد فى التعميق الديمقراطي!
ولمزيد من تعميق الديمقراطية واصلت السلطات إجراءاتها الديمقراطية فمنعت صحيفة الحزب من الصدور بناء على طلب جاهز من أشخاص جاهزين دائما للقيام بالأدوار المرسومة سلفاً! وهذه هى القيمة الحقيقية للتخطيط بعيد المدى من أجل تعميق الديمقراطية فى الأحزاب المصرية!
ومن باب حسن نية القائمين على سياسة التعميق الديمقراطي، مازال الاعلان عن بقاء الحزب سارياً حتي، رغم حبس رئيسه، ووقف جريدته، لأن العمق الديمقراطى لا يهتم بالأشخاص ولا يلتفت إلى الجرائد، إنما ينصب اهتمامه على الأحزاب خاصة إذا كانت بدون رؤساء ومن غير جرائد!
وكان من قبيل مقابلة الحسنة بمثلها أن ترفض المعارضة التدخل الأجنبى فى شئوننا الداخلية، مقابل استمرار سياسة التعميق الديمقراطي؟ وهكذا أغلق باب الحديث عن التعديل الدستورى لأنه يفتح المجال للتدخلات الأجنبية فى شئوننا الداخلية، وهو الأمر الذى لا يرفضه الحزب الوطني، ولكن إصرار المعارضة ورفضها بالإجماع جعل الحزب الحاكم ينزل على رغبتهم، ورغبة فى زيادة العمق الديمقراطى وافقت قيادة الحزب على عدم التدخل فى شئوننا الداخلية التى تتعرض لمسألة بقاء الرئيس مدى الحياة، أو تلك التى تلمز التحضيرات الجارية لوراثة الحكم!
ولاشك أن الحوار الوطني دخل كأحد أهم أساليب التعميق الديمقراطى فى المجتمع، وهو أسلوب قابل للاستخدام أكثر من مرة بدون أن يتلف أو يقل تأثيره، كما أنه الأسلوب الذى تثبت الحوادث أن المعارضة تفضله وتسعى إليه، وتتنافس من أجل المشاركة فيه.
وكان من آخر إنجازات التعميق الديمقراطى أن يكون من حق المعارضة الحديث عن الوجود الديكورى للأحزاب، فى الوقت الذى تقف فى خلفية مشهد الحوار الوطنى مجرد ديكور على طريق التعميق الديمقراطي.
وتواصلت مسيرة التعميق الديمقراطى لتصل إلى أن المبايعة هى الوسيلة الأكثر ديمقراطية من أسلوبى الانتخابات أو الاستفتاءات.
كما ثبت باليقين أن المبايعة هى الوسيلة الديمقراطية الأنسب لبيئتنا الثقافية والحضارية، وهى فى الوقت نفسه تلغى الحاجة الماسة إلى تعديل الدستور على الأقل فى الوقت الحاضر.
والمبايعة ليست مجرد وسيلة عند أصحاب نظرية التعميق الديمقراطي، ولكنها مفهوم شامل ينظر إلى الفترة الرئاسية ليس باعتبارها مدة دستورية يجب أن يكون لها أول ولها آخر، ولكن باعتبارها ولاية جديدة لمولانا الرئيس!.



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟
- متى يحسم الناصريون موقفهم من تعديل الدستور؟
- الجمهورية البرلمانية هي الحل
- نسأل الرئيس مبارك؟
- كفاية استقرار واستمرار
- قمة اشهار العجز
- استعباط القائد التاريخي
- الأخ قائد ثورة الفاتح سابقًا المغلق حالياً
- سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي