أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حماد - استعباط القائد التاريخي














المزيد.....

استعباط القائد التاريخي


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الأخ قائد ثورة الفاتح "سابقا"، "الغامق" حاليا يعيش حالة (استعباط) متواصلة منذ ثلاثة عقود ونصف. أكثر الأمور الجادة التى يهزل فيها الأخ العقيد هى أنه جماهيرى وليس حاكما ولا هو رئيس، رغم أن أكثر من 80% من الشعب فى ليبيا لا يعرفون حاكما للجماهيرية العظمى غير الأخ القائد!.

ومن بعض "استعباط" الأخ القائد أنه أطلق على نفسه لقب عميد الرؤساء العرب بانتظار رحيل الملكين الحسن والحسين اللذين كانا يقفان حجر عثرة أمام حصوله على لقب عميد الحكام العرب، وهو اللقب الذى تمناه وسعى للحصول عليه حتى تحققت آماله الجماهيرية العظمي!.

ورغم حيازة الأخ العقيد على لقب عميد الحكام إلا أنه لا يزال فى حالة "الاستعباط" الثورية، وما ينفك يعلن بين الحين والآخر أنه ليس حاكما، ولا هو رئيس!.

يحضر الأخ اجتماعات القمة العربية لا بصفته من الحكام ـ لا سمح الله ـ ولكن يحضرها بصفته أكثر الحاضرين قدرة على المضى فى "الاستعباط" بلا حدود!.

ويستقبل الأخ العقيد كل كبار الزوار فى ليبيا ليس لأنه حاكما لها، ولكن لأنه قائدها التاريخي!.

ونظرية "القائد التاريخي" هى إبداع خاص بالأخ العقيد استراح بها من كل مشاكل الحكم، وتركها للشعب وحده يحلها بمعرفته، وحصل بمقتضاها على كل ميزات الحكم يتميز بها وحده بدون شركاء ولا أجراء!!.

وهى نظرية لها سبب، ولها نتائج.

السبب أن الأخ القائد لا يحب أن يكون فى موقع المسئولية، لأنها وجع دماغ، وبعبارة أصرح فهو لا يحب أن يسأل، ولا يرى أحدا فى الشعب فى موقع الأهلية لسؤاله عما يفعل، فضلا عن مساءلته التى هى مستبعدة بطبيعة الحال!.

ونظرية "الأخ القائد" تعطى لحالة (الاستعباط) التى يعيشها الأخ العقيد عمقا نظريا يقوم على قاعدتين؛ الأولى أن الشعب يجب أن يحكم نفسه بنفسه، والثانية ترفض فكرة التمثيل النيابى، لأن التمثيل تدجيل وعليه فإن الشعب كله يحكم الشعب كله، والنتيجة أن الأخ "القائد التاريخي" هو الذى يحكم بمفرده، وبدون مساءلة، من الشعب الذى يحكم نفسه بنفسه، وباعتبار أن الأخ العقيد هو نفس الشعب وروحه وقلبه وعقله أيضا!.

ولا شك أن التزاوج بين نظريتى "القائد التاريخي" و "الحكم الجماهيري" تعطى ديمومة لثورة الشعب ضد نفسه، فالشعب الذى يحكم نفسه بنفسه لا مجال لثورته إلا على نفسه، وهكذا تبقى الثورة دائمة والكفاح دوار دوار!.

ونظرية (القائد التاريخي) تريح طرفى العلاقة، فمن ناحية تريح الشعب من أن يكون له حاكم يتحكم فيه، وهذا هو الجانب النظرى، ومن ناحية أخرى تريح القائد من أن يكون له شعب يسأله عما يفعل، وهذا هو الجانب العملي!.

إلى جانب العمق النظرى فإن " القائد التاريخى "نظرية تعطى حالة (الاستعباط المستدامة) عمقا قانونيا على قاعدة أن العقد شريعة المتعاقدين.

والكتاب الأخضر الذى هو دستور الثورة يعطى للشعب حقوقا لا يحق للقائد التاريخى أن يتدخل فيها، ويعطى له بدوره حقوقا لا يجوز للجماهير أن تعترض عليها، وهكذا قسم البلد نصفين:

فمن حق الجماهير أن تملك السلاح وتشكل لأول مرة فى التاريخ ظاهرة "الشعب المسلح" بأحدث طرز البنادق لى أنفيلد ومثيلاتها!.

وبالمقابل فمن حق "القائد التاريخي" أن يحتفظ لنفسه على سبيل الاستثناء بأجهزة المخابرات والجيش والشرطة السرية بالإضافة إلى الثروة النفطية، وفيما عدا ذلك فهو كله من حق الجماهير الشعبية تتحكم فيه بنفسها ولنفسها وبالطريقة التى تراها مناسبة!.

هذه القسمة العادلة جعلت ليبيا خالية من سجناء الرأى، لأن حرية الرأى مكفولة للجماهير فى الشئون الجماهيرية، أما شئون القائد فهى تخص القيادة التاريخية وليس لأحد رأى فيها!.

ببساطة لا سجناء رأى فى ليبيا لأنه لا يوجد فيها رأى أصلا!.

ومن منجزات حالة (الاستعباط) المستدامة للأخ القائد أنه نفسه الذى أعلن من قبل قيام "عصر الجماهير" سيعلن عما قريب عن إنهاء هذا العصر بناء على طلب الشقيقة الكبرى جماهيرية أمريكا العظمي!.

ولن تكون آخر انجازات الأخ القائد أن يحافظ على بعض شعاراته القديمة فى مرحلته الثورية الجديدة مع بعض التغيير الضرورى وستبقى اللجان فى كل مكان، ولكنها لجان التفتيش الأمريكية وليست اللجان الثورية!.

ومع المرحلة الجديدة سيترك الأخ القائد للشعب حرية التمثيل ويحتفظ لنفسه بحرية التدجيل!.

**

بعد أن تأكد الأخ العقيد من أن الأمريكان ظلوا يتعقبون الرئيس العراقى صدام حسين لأنه لم يعترف بوجود أسلحة دمار شامل فى بلاده حتى قبضوا عليه، قرر أن يعترف على نفسه بالزور ويدعى امتلاك ليبيا أسلحة دمار شامل لعل وعسى يتركه بوش فى حاله!.

**

يرجع البعض اعتماد الأخ القائد على نجليه" فى شئون الحكم إلى العمل بالمثل العربى الأصيل، "ما حك جلدك مثل ولدك، فتول أنت وهو جميع أمرك، وأمر الجماهيرية وملحقاتها فى إيطاليا وبلاد تركب الأفيال!!.       

 

·        محمد حماد نائب رئيس تحرير جريدة العربي الناصرية



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ قائد ثورة الفاتح سابقًا المغلق حالياً
- سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حماد - استعباط القائد التاريخي