أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل














المزيد.....

سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 686 - 2003 / 12 / 18 - 05:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الفارق بين حكامنا، والحكام الأجانب ان الحاكم الأجنبي يري نفسه واحدا من الشعب له مالهم، وعليه ما عليهم.. أما حاكمنا فيري نفسه واحداً فوق الشعب، له ما يريد، وعلينا ما يريد!

الحاكم الأجنبي يقبل أن يحكم شعبه عن طريق انتخابات نزيهة يحصل فيها علي ما يزيد علي خمسين في المائة من أصوات الشعب ولو بنسبة ضئيلة، لأنه يأتي الي الحكم عن طريق أغلبية الأصوات..

أما حكامنا فلا يقبل الواحد منهم إلا أن يحكمنا عن طريق الاستفتاءات المزورة التي يحصل فيها علي نسبة لا تقل عن مائة في المائة من أصوات الشعب إلا بقليل، لأنه يأتي الي الحكم عن طريق اجماع الشعب كله حتي الميتيين منهم!

الحاكم الأجنبي يمرض، وتظهر عليه الشيخوخة، أو يعتزل أو لا يحصل علي الأغلبية التي تكفل له الاستمرار في الحكم، أو يموت..

أما حكامنا فلا يمرضون، ولا يظهر أي أثر للشيخوخة عليهم، ولا يعتزلون الحكم، وإن لم يبق معهم من الشعب غير جنود الأمن المركزي.

حكامنا يعاملوننا علي أساس أننا شعب متخلف، لم ينضج بعد لكي يجرب طريق الديمقراطية!!

يعاملنا حكامنا علي أساس أن مقاس الديمقراطية واسع علينا، لا يصلح لنا ولا نصلح له!!

يستكثرون علينا الديمقراطية، ويفضلون عليها سياسة "الجرعات الديمقراطية" التي تتناسب مع درجة تخلفنا التي لهم وحدهم الحق في الحكم عليها، وتقدير ما إذا كنا نصلح لديمقراطية نص نص، أم ديمقراطية بالتدريج الممل!!

حكامنا لا يريدون أن يدس الشعب أنفه فيما لا يعنيه من شئون حكم نفسه أو أن يتجرأ فيطالب بأن يكون له حق اختيار حكامه عن طريق الانتخاب الحر المباشر!

والفارق بيننا وبين الشعوب الأجنبية أن حكامهم بشر عاديون، أما حكامنا فآلهة أو ملهمون!

الفارق بيننا وبين الشعوب الأخري أننا سكتنا سبعة آلاف سنة علي حكامنا يفعلون بنا ما يريدون، وهي عبقريتنا الخاصة التي لا يدانينا فيها شعب آخر!

أما الشعوب الأخري فهي تسكت دورة أو دورتين، وبعدها تحاسب الحاكم ثم تجبره علي أن يترك الحكم لغيره اذا رأت ذلك، لا تمسك في يدها غير صندوق زجاجي تضع فيه أصواتها التي ترفع وتخفض، تؤتي الحكم لمن تشاء، وتنزعه ممن تشاء!!

الفارق بيننا وبين الشعوب الأخري أننا نري ان الذي نعرفه أحسن ممن لا نعرفه، وهم يرون أن يجربوا الذي لا يعرفونه بعدما تأكدوا أن من يعرفونه لم يفعل لهم ما يريدون!

الشعوب الأخري زمامها في يدها، أما نحن فزمامنا في ايدي حكامنا!

وحكامنا يعاملوننا علي أساس أننا غير جديرين بأن نختار بأنفسنا حاكمنا الذي نريد!

ولا يرون أننا شعب يستأهل أن تكون له الكلمة العليا في اختيار حكامه، ويرون أنفسهم أعلي شأناً من أن يقوم شعب مثلنا بانتخابهم!!

حكامنا لا يريدون أن يتعب الشعب نفسه، أو أن يدخل في تجربة انتخابات شاقة وطويلة فيسهلون علي شعوبهم المهمة فيختارون أنفسهم لحكمنا، ولا يتركونا إلا وقد اختاروا من يحكمنا من بعدهم!!

وهي أصالة وبعد نظر لا تجدها في الحكام الأجانب..

ولماذا يريد الشعب أن يختار بنفسه الحاكم؟.

الحاكم ـ طول عمر مصر ـ فرعون تجري من تحته الأنهار!

طول عمر مصر، وليس الآن فقط، يحكمها فرعون تفرعن بنفسه أو فرعناه نحن علينا!

فلماذا الآن أصبح أمل الشعب أن يختار رئيسه بالانتخاب الحر المباشر؟

لماذا الآن فاضت أشواق الشعب فزادته عشقا في أن ينتخب بنفسه حاكمه؟

هل نقحت السبع آلاف سنة حضارة فجأة علي الشعب فراح يطالب بأن يكون له الحق في انتخاب الحاكم انتخاباً حراً مباشراً وتحت اشراف قضائي وشعبي يضمن نزاهة الانتخابات؟!

فجأة أصبح الشعب يريد أن يحكم نفسه!

فجأة أصبح الشعب يريد أن يجرب انتخاب الرئيس من بين أكثر من مرشح وعلي أساس برامج يعلنونها!

الحق.. أن الأمر ليس فجأة، فالصبر طال.. ولكل شيء آخر..

وآخر صبرنا أن نحكم أنفسنا ولو لمرة واحدة.

مرة واحدة يريد الشعب أن يختار رئيسه لا يختاره له شخص أياً كان، ولا يختاره له مجلس حتي ولو كان مجلس الشعب، أو خاصة إذا كان مجلس الشعب، ولا يفرض عليه من الخارج..

مرة واحدة، قبل يوم القيامة، ينتخب الشعب المصري حاكمه في انتخابات حرة ونزيهة..

مرة واحدة قبل أن نموت..

أو يدخل البلد الي الموات الأخير..  



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل