أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة














المزيد.....

مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


غزة تحت أنقاض الحياة

وفي صباح اليوم التالي كانت المركبة تجر ويلات تاريخها القديم ، وتتحول إلى قصص أخرى ، وأنا أواجه تموجات المخيم الضيق ، والشوارع التي تجري بداخلها المياه العادمة ، وأجد رجلاً يغفو قيلولته أمام عتبة خندقه المكروب ، وتتكاثر حول الحشرات ، وقد لا يستيقظ رغم ضجة أبواق السيارات ، و صراخ الأطفال بين سعادة عارمة وبكاء .. ورائحة الخبز التي تعجنه الجارات بعد أن يستلفن الحلة الكهربائية في ضيق الوقت . ألا يستطيع الله أن يشق هذه الأرض ، وأنا أراقب الفقر الذي يمارسه الناس كل يوم ، بين عربات الجوع والمذلة ، ويخلق من هذه المأساة راحة بال . يجب على الأحياء منهم أولاً أن يتعلموا كره الحياة ، وثم يمارسونها بعيداً عن هذه الغربات داخل الكوابيس في ساعاتٍ قليلة ..

يقترح أحد السائقين أن تتوقف جميع المركبات لحظة تأمل وعجز حتى تقف ثم يرسلها الله إلى أعلى .. وبعد ذلك تتهم امرأة مقعدة - تنتظر في المركبة التي أنصفتها نيران الشمس – رجل المرور بزيادة هموم أبناء شعبها ؛ حتى أن العديد من الرجال لا يستطيعون إلا أن يصلوا بعد كل دعوة أن يستجيب الله لصلواتها ، وهم عاجزين عن الرغبة ، وعن الوضوء .. وتنوح طفلة صغيرة بعد أن كانت والدتها تجاهلت حاجتها وهي عطشى ، وتقرر أن تضمها بعنفٍ إلى صدرها حتى تستكفي وتصمت .. بدلاً من الخوف والجوع والعطش ..

كيف يستطيع رجل أن يملأ بيته بالهدايا و حتى في ظل غياب حاجياتهم الضرورية وينقل أغراض المنزل عبر هذه الشوارع الضيقة ؟؟ ألا تستطيع السماء أن تمتد أفقاً أبعد من هذه الصرخات ؟؟ أم أن وجودهم جميعاً على هذه الأرض يجعل الأرض مائلة ، تمنع الوقوف والوقوع معاً إلا في لحظات شروق الشمس وغروبها ؟؟
قد لا يستطيع بعض الأطفال أن يمارسوا ألعابهم الجنسية ، ووالدتهم في سوق الخضروات الفقير المزدحم إلا في احدى هذه الزقازيق ، و ثنايا هذا الركن المظلم القديم ، ولا تغيرهم الرائحة التي تحرق الأوراق القديمة ؛ لتتخلص منها ، وتترك متسعاً من الآيات القرآنية ليمسحوا فيها ما تبقى من آلاتهم أو آليتهم ..
وفي كثير من الأوقات قد تصل المركبة وما بداخلها إلى الأماكن التي لا تجعلهم يشعروا بضيق الوقت ، و في حالات أكثر من ذلك قد يجدوا أنهم فقدوا آمالهم وهم يخضعون لتجربة دون أمانة أو آمالٍ بالنجاة ..

لقد بُنيَ فقرهم من حُبٍ ، وبنت آمالهم الضحية ، وقرى من الجوع و الآمال ، التي تركتهم دون رجوع .. الضحية هي أن تقع في الحب ، والجهل .. وتفسر رغبتك بالانتقام على أنها هي الحياة .. لا مكان لراحة البال في ذلك المخيم ، ولا متسع في المقابر إلا لحالات من الوهم والضياع .. نقاط .. نقاط كثيرة على السطر .. ولا متسع لباقي الوجوه أو الأحلام .. هنا فقط ينتهي الوجود .. غزة تحت أنقاض الحياة ..



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم
- من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور


المزيد.....




- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما
- 7مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة