أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد يحي - ثلاثة نساء ورجل ...حكاية ليبية















المزيد.....

ثلاثة نساء ورجل ...حكاية ليبية


فريد يحي

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 16:48
المحور: كتابات ساخرة
    


ولأنه يحب اكتشاف المجهول، غطس في بحر التحليلات، ولأنه احب النساء، ابتعد عن الاصدقاء واختار الصديقات،بدهاء ...ليكن حبيبات، وحتى تكتمل الفكرة،ويحصل على النتائج، تورط في الزيجات،ففي بلادي...ماذا زواج بدون حب؟!،إلا انه يأتي منكرا،ويعتدي على الحرمات،و يتعمد الاثام والفاحشات،ولكي لا يوصف بأنه أبو المنكرات،أعود فأقول أنه تورط في الزيجات.

ولأنه أمن بأن النساء مع الرجال متساويات، أختار الاولى لتعلقها الاول بالحريات، وأثناء نقاش محتدم يتعلق بالحقوق والواجبات، وبينما وهو جالس يتحدث بهدوء،واضعا رجلا على رجل، مستمعا بالنقاش،و بتلك الحوارات، وبين غمضة عين وأخرى، ينزل عليه شيئا،لم يستطيع أن يتبينه،فلقد عم الظلام مكان الضوء،فقال من المؤكد انه احدى الصاعقات،حتى يكتشف بعد حين،بأن هذه الصاعقة لم تكن إلا صفعة من اقوى الصفعات،ليتحول الجدل الديمقراطي الي قمع...لالالالالا،بل الي أم المعارك بعد تصاعد الازمات،مترافقة مع فتح قنوات من افواهما لتطلق منها كل شعارات السباب واللعنات ،الا التكبيرات فالصراحة انها لم تكن حربا دينية ،ولكنها كانت حرب اعتبارات استعملا فيها كل الاسلحة الخفيفة من نطح بالرؤوس،تقطيع بالأظافر،كدم بالتيروات1 ،تبادلا بالقبضات،تطيرا للدفلات 2ولكن للحقيقة،فقد كنا حضاريين،وملتزمين بالقوانين والأدبيات،فلم يعتمدا على الاسلحة الثقيلة مثل الاحزمة والهراوات،أنزل كل منهما علم الاخر...أغلقا السفارات،لتتدخل وفود الصلح،ولكن بدون جدوى فقد قطعت العلاقات،وسجل في التأريخ قطيعة من اطول القطيعات،لو حاول الود فيها احيانا أن يرفع رأسه،سرعان ما قطعاه بسيوف الكراهية المشرعات...أين منها كراهية التعصب للديانات.

أما الثانية،فلقد أصر أن تكون خارجة من بحر الظلمات،مراهنا على نظراتها المعلقة به،وترقيص الحجبات3،وسجنها طول الوقت في المطبخ ،تحاول أن تبتدع خليط من السيمفونيات بين الطناجر4 والطبخات،مصاحبة بإيقاع تراثي من الزغاريد... ومرة مرة تصفيق،ولوي بالخصر ... لا يملك هو أن يقول ،الا فقط ...يا سيدي على الرقصات،لا تتحدث إلا عن الكنس والتنشيف ومسح الغبار،وضمان الشكمجات5 ،هوايتها الوحيدة التسوق...وخاصة انواع الصابون والمنظفات،متهكمة على كل النساء الخامرات6 ،ولهذا السبب ،هي دائما كانت تشتكي وتستغرب، كيف لا يصفها ،بأنها أحدى الحوريات،حتى ان رمت الكثير من الاشياء في القمامات ،باعتبارها عفن يصنع جبل من الغبار،فلا داعي لهذه الحاجيات،ليكتشف في أحد الايام ان من ضمن هذه الحاجيات،شهادة بكالوريوس حرص طول العمر أن يحتفظ بها،وحرصت هي ان تكون مجرد ورقة من الوريقات،طفح الكيل،وبلغ السيل الزبى،ولعن الاكتشافات،ليسبق الريح برجليه،يصم اذانيه عن كل التوسلات،رافضا وبشدة كل الوساطات وكل المفاوضات،بأسلوب متأدب ،تأدب الامير الرفيع البديع،متمنيا لها أيام سعيدة في اللمات7 .

أما ثالث الاكتشافات،فقال علي بالمثقفات ،فهن لن يحتجن لصقل او تعليمات،فصار يبحث عن افضلهن بعيون الفتشات8 ،الي أن عثر وبالتأكيد حسب ما أفاده به ظنه ،على أحدى الخيرات،ولأنه مازال يحب المغامرات،ويحسب نفسه مثقفا يرتوي من كل منابع الثقافات،وبالأخص وبدون ملل صفحات الفيسبوكات ،وشعوره الذي لا يفارقه أبدا،بأنه احد فلتات زمانه في اختراع الشعر،وسرق القصائد،التي لا تجعل صاحبها ينام ،فهوايته اشعار الاخرين بالنكد والحزن ،والاستطياب بسماع الاهات والتنهدات ،فصار يكتب ما يطلق عليه شعر،مجتهدا الساعات وهو يبحث فيها عن القافيات،حتى يرتبها على بعضها البعض في وريقات ملونة،مستغلا اما سذاجة أو مجاملة القارئات ،فهكي تبي التحبريكات9 ،فالنحل لن يرى إلا زاهية الوريدات10 ،ليغمض عينيه ،ويسقط كحجر من العليات...وهكذا كان...نجح اختباره،فلقد تذوقت شعره...أهههههه مال كيف!11 لأنها مثقفة من المثقفات،اهداها كتابا يسمى "الجيل الخائب"حتى يسهل عليها معرفة شخصيته،فهو صاحب نفسية من أشد النفسيات تعقيدا،وبهذا يسهل عليها أحدى أعضل المشكلات،عبر تمريره لها ببعض الحجيبات 12،فهذه المرة يريد أن أن يرى الصحيفة حلوة ونظيفة من غير كعكات13،وبقدر ما كان هو يستعجل المناقشة حتى يعرف النتيجة،كانت هي مستعجلة على عقد الصفقات،وحسب رأيها ،فالصحيفة هي عقد الزواج،والشروط المذاعة من مقدم ومؤخر،والأخرى المتفق عليها في السر هي أهم التقييمات ،ولا يهم ان كانت ذو تفاصيل طالمل مهمات وباهيات14،ولأنه هبل وفرحان بهباله 15 ،أيدها في رأيها،وكيف لا!وهي مثقفة المثقفات،والحوار لن يفسد للود قضيات 16 ،ليكتشف سريعا بسرعة انجاب الشجرة للثمرات ،بأن الكتاب الذي أهداه إياها كان ولازال ملتصق الصفحات،لم يفتح ولم يقرأ،وانزوى لينام في المخيلات،وعند سؤاله لها عن السبب،قوبل بعاصفة من الرديح17،والتصفيق،المصاحب بضربات متتالية على الفخذين،وبالتحديد الفخذ الايسر،فلقد كانت أحدى العسراوات،وبأبيات كانت محكمة القافية،مليئة بالسجع والجناس والطباق والتشبيه وكل اصناف دروس البلاغة،أين منها المعلقات،وبشرر يتطاير من العينين،واستيكات 18من التحقير والاستهزاء،مترافقة بسؤال من أنتم !...ما أنتم الا حشرات...بيني وبينكم ،سكرفما19 ،فقد تذكر فيما سبق أحد الصفعات،فإذا كانت صفعة الحرية مؤلمة،فما بالك بصفعة المثقفات...حط الساكو20 فوق كتفه وأعطاها يابوي21.

ومنذ ذاك اليوم وأنا مازال أبحث عنه،وهو مازال يبحث عن النساء والحبيبات،فهو لم يقتنع ابدا ،بأن ليس له نصيب إلا مع الحرفات22 ،يموت الزمار وإصبعه يلعب على النايات..إياكم أن تعتقدوا بأن بطل القصة هو أنا،فمن شاء فليصدق،ومن شاء فليحسبني كاذب ،ويحسبها أبيض الكذبات .

حاشية
1- ضرب بالأقدام بطريقة كاتمة للصوت
2- قذف اللعاب والتفنن في تطيره الي مسافة بعيدة،متزامن مع صوت يخرج من الفم يشبه دق طبول الحرب ( أنصحكم بعدم محاولة تجربته،لأنه ببساطة تضيعون وقتكم،فالعميلة تحتاج الي ساعات طويلة من التدريب،ولا يمكن اتقانها إلا متى كان هذا التدريب منذ الصغر،والأفضل لو كانت موهبة اكتسبت بالوراثة).
3- رفع الحواجب الي اعلى وأسفل بحركة ارادية،تكون اما للإغراء،أو للتهديد ،على حسب موقع الاعراب،وعلى حسب الحواجب كبيرها من صغيرها (سبحان الله على التناقض).
4- جمع طنجرة،ببساطة "وعاء الطبخ".يستعمل للطبخ،أيضا يمكن الاستعانة به في الحماية
5- ترتيب خزانة الملابس.
6- من لفظ "الخمر والتخمر"غير النظيفات.
7- يطلق هذا اللفظ على الاجتماع النسوي، بغرض تبادل احاديث الثرثرة.والقيل والقال،ولا يخلو الامر من شرط أساسي الا وهو التباهي.
8- المرأة المتخصصة في البحث عن العروس.
9- التفنن في خلق شيء،بتجميع اطرافه ،وعادة ما يطلق هذا اللفظ على البراعة في المؤامرات والدسائس،والإبداع في حبكها بحيث تكون ناجحة.أما هكي تبي"تعني هكذا تحتاج"
10- جمع وردة
11- كلمة توصف الثقة بالنفس والزهو في فعل أمر ما.
12- جمع حجاب،وهنا يقصد به الاوراق الصغيرة،التي تكتب فيها المعلومات ليغش منها الطالب خلال الامتحانات.
13- شهادة بدرجات نتائج المواد الدراسية،وعادة ما درج على رسم حلقة فيها تشبه "الكعكة" باللون الاحمر تشير الي الدرجة التي لم تتجاوز المتوسط،واعتبر صاحبها راسبا.وقد كان الاطفال الناجحون يخرجون من المدرسة،وهم يرفعون صحائفهم باليد اليمنى،وهم ينشدون"الصحيفة حلوة ونظيفة،اشارة الي عدم وجود حلقات حمراء،اما الاخرون،فويلا للآخرين،يمشون بثقل شديد ،مطأطئين الرؤوس نتيجة الهم الكبير،والخجل العظيم،ووساوس العقاب السعير،من الاب،الذي لا يملك الا الاستجابة الي الي وصف الام وهي تصف الراسب،بأنه جلب العار للعائلة،وسيجعل رأسها ممرغ في التراب أمام قرينتها.
14- جمع مهم،وجمع بهاء"تعبر عن القبول والرضاء"
15- مجنون وسعيد بجنونه
16- جمع قضية
17- نوع من هز الخصر ،مصاحب بحركات دائرية من اليد،والحان للتهكم والسخرية ،تشكل في مجملها لوحة فنية تقليدية متناسقة ،تعبر عن الثبور وعظائم الامور،والوعد والوعيد.
18- حزمات
19- اغلق فمه قهرا،حتى يمتنع عن الكلام.
20- كلمة ايطالية تعني الكيس"كيس الملابس"مازال الكثير من الليبيين يفضلونه عن الحقيبة ،في السفر،لتعب حمله،أو لسهولة الحمل،لازالت لا أعرف بالضبط.
21- اطلق ساقيك للريح،اما بوي فهي كلمة بالليبي تعني "بابا"،الوالد
22- المرأة الصعبة المراس، صاحبة الاستعداد الكبير للأذى.



#فريد_يحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لفهم نهج تحالف القوى الوطنية الليبية
- الفكر الفوضوي في ثورات الربيع العربي
- علم الحب وميكانيكية الزواج
- اثينا بانتظار -كليسثنيز- ليبعدها عن الطاغي -ميالولياكوس-
- أسباب انحسار المد اليساري في العالم العربي
- فنلندا...ونجاح المدارس
- من هو كازانوفا؟ (حياتي هو موضوعي وموضوعي هو حياتي)
- وردة الرغبة
- رؤية محايدة -للعنف ضد المرأة-
- وجهان لعملة واحدة
- في انتظار أن تشرق الشمس في الأمم المتحدة
- أشفق على صنم يتكسر بمعول الكرامة
- وصفة سحرية لسرقة ثورة عربية
- شعور بالثقة
- أجندة الاسلامويون
- الشباب يدفعون بالليبرالية الي حافة الهاوية
- الدين والتمرد...والفوضوية
- الهدية...حجر الكهرمان
- الاختفاء الغريب لخنفساء كروسنر...خرافة علمية
- نحن وهي...حبيبتي


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد يحي - ثلاثة نساء ورجل ...حكاية ليبية