أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد يحي - اثينا بانتظار -كليسثنيز- ليبعدها عن الطاغي -ميالولياكوس-














المزيد.....

اثينا بانتظار -كليسثنيز- ليبعدها عن الطاغي -ميالولياكوس-


فريد يحي

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوالي 500 عام قبل الميلاد، وقف كليسثينز على هضاب سولون،معلنا العديد من الاصلاحات الثورية البارعة، حتى يضمن لاثينا ،عدم وجود مستقبل للطغاة ، لتصبح في نهاية المطاف خير تمثيل للديمقراطية، وتنهي قمعية الطغاة والحكام المستبدين.

الان في العام 2012 ،صاراليونانيين غاضبين،مكتئبين ومتعبين،فاما الغضب فسببه الدولة،واما الاكتئاب فهو بسبب ما يخبئه المستقبل لهم،واما التعب فهو نتيجة حاجة اليونانيون للاستماع كل يوم،للجميع وهم يلقون عليهم اللوم ،نظرا بما سببوه من مشاكل للعالم عامة،ودول اليورو خاصة.

الشعب اقتنع بثقة ،بأنه يتحمل جزء كبير من المسؤولية ،نتيجة المواقف التي أدت بهم، الى ما هم فيه اليوم، ولكنهم يقولون بأنهم ليسوا مسؤولين عن النظام الذي سمح لعدد قليل منهم، لم يكشف عن اسمه،كي يرسم المسار الذي أدى بهم إلى هذه الحال،الذي صار فيه الدخان بدل الديمقراطية يملأ ظهر الغرف!
نتائج الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي في اليونان،اظهرت بجلاء أن الوسط السياسي قد انهار، نتيجة اجتداب طرفاه الي اليسار واليمين،حاصلين على الغنائم، هذا الامر يعكس تآكل تدريجي للفئة المتوسطة في البلاد، والتي حافظت تقليديا من التطرف بالمحافظة على المركز،عبر حزب يسار الوسط "الباسوك" ، ويمين الوسط المتمثل في حزب الديمقراطية الجديدة.

هذان الحزبان خسرا نحو ثلاثة ملايين صوت لأطراف أخرى، أي تقريبا أكثر من نصف الناخبين،ونتيجة خسارة الطبقة الوسطى ، فإن اليونان تصبح تدريجيا أقل تماسك اجتماعي، مع كل ما يترتب على ذلك بشأن استقرار البلد على المدى البعيد.

الأمور تقريبا تزداد سوء،وتقريبا أيضا انها لن تتحسن في أي وقت قريب، بغض النظر عمن يشكل الحكومة، فوفقا لهيئة الإحصاء اليونانية، فأن معدل البطالة شهد ارتفاعا،وصل الي 21.7 في المئة في فبراير الماضي...هذا يعني ان 922 شخصا يفقدون وظائفهم يوميا.

اليونان تدخل عامها الخامس من عمر الركود، وقد كانت رسالة الناخبين واضحة ،وبصوت عال ،لا للتقشف، الذي طال أمده وقتل الطبقة المتوسطة ،وبهذا لن يعود هناك حلا سياسيا وسطا ، وسوف يتقلص تدريجيا حتى يصل إلى انعدام الصلة.حتى ان هناك العديد من اعضاء الاحزاب،المصنفين من افراد الطبقة الوسطى،والذين وصلوا الي خط الفقر،قد باتوا يعثرون في التطرف،والافكار الراديكالية ،جاذبية أكثر بكثير مما كانوا سيحصلون عليه، في ظل الاستقرار المالي.

في اعتقادي ،لا أحد بامكانه أن يلومهم،متى غرقوا في قاع اليأس،فاي يد تمتد اليهم ،حتى ولو كانت شعوبية أو مضللة ،فلن يرفوضها...باختصار هم محتاجون للحياة،وللراحة،وطالما لا يوجد استقرار مالي،فأن تيار الوسط سيختفي،نتيجة انخفاض التأييد.

...هذا الاستقرار قد يستغرق سنوات لتحقيقه،كما ان الطبقة الوسطى قد تستغرق وقتا أطول لامكانية اعادة تأكيد نفسها. وحتى ذلك الوقت، فأن البندول سوف يتأرجح جيئة وذهابا ،من اليمين إلى اليسار ،وتصير الاصوات التي تمثل المركز همسا.

فتقريبا جميع اليونانيين، الان غاضبون من عواصف المحنة الاقتصادية، التي تمرعلى البلاد اليائسة في هذه الأيام. الا ان هناك تقريبا سبعة في المئة، يصنفون بأنهم غاضبون جدا . ..هذا الغضب ، بالاضافة الي المخاوف من ارتفاع الركود القائم على الجريمة ،حرم الأحزاب التقليدية ،من حصة اصوات تبلغ سبعة في المائة ،ليتحصل عليها "حزب الفجر الذهبي "القومي المتطرف ،الذي يخرج من الغموض ،ويحصل على 21 مقعد في البرلمان.

رويترز أشارت بانه من الصعب العثور على الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لمجموعة اليمين المتطرف ،فهم تقريبا على الأقل، يحجمون عن الاعتراف بالتصويت،كما ان بعض القلة،والذين فعلوا ذلك،صرحوا بأنهم يتأسفون لذلك. وانهم أدركوا بأن (الفجر الذهبي)،ليس سوى مجموعة من البلطجية...وانهم لن يصوتوا لهم في المرة القادمة.

المجموعة تستخدم الرمز اليوناني القديم،والذي يشبه الصليب المعقوف كشعار،و لكنها تنفي تسمية "النازيين الجدد"،وغالبية الذين صوتوا لصالح "الفجر الذهبي"، هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34، والعاطلين عن العمل ويفتقدون الي التعليم العالي، كما أن المجموعة، ربطت هجماتها العنصرية ضد المهاجرين، بالقول في نشراتهم الانتخابية ،بأنهم يريدون اغلاق الحدود اليونانية ،بواسطة الألغام الأرضية ، واعدين الناخبيين "بتخليص البلاد من الرائحة الكريهة ".

الحزب انشي منذ العقدين،في ظل عدم معرفة اعضائه،بغض النظر عن زعيمه "نيكولاوس ميالولياكوس"،الذي كان معجبا بالديكتاتور اليوناني"يوانيس متاكساس"،والذي حكم اليونان من العام 1936 حتى العام 1941 ،"ميالولياكوس" خدم في القوات الخاصة التابعة للجيش، بعد سجنه بتهمة حيازة متفجرات في العام 1970.

في أحياء أثينا المتهدمة، نجح الحزب في بناء صورة روبن هود بين الناس، فاعضاء الحزب الرجال ،والذين هم عادة من الشباب ذو العضلات، برؤوس حليقة،وقمصان ضيقة،قد رافقوا النساء المسنات الى البنك ،وأعطوا أكياس من المواد الغذائية للأسر الفقيرة التي تكافح للحصول على جانب ،خلال هذه الأزمة ،التي تعتبر الاقسى اقتصادية ،والتي تشهدها البلاد منذ عقود.

فهل سيحافظ "الفجر الذهبي" على جاذبيته ،خلال الانتخابات القادمة ،والمزمع اجرائها الشهر القادم،بعد الفشل في تكوين حكومة،ام ان الغموض الذي ساعد في تألق الحزب،سيفقد بريقه،في البلاد التي قاومت الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية ،وحكمت في وقت لاحق من قبل المجلس العسكري الحاكم.



#فريد_يحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب انحسار المد اليساري في العالم العربي
- فنلندا...ونجاح المدارس
- من هو كازانوفا؟ (حياتي هو موضوعي وموضوعي هو حياتي)
- وردة الرغبة
- رؤية محايدة -للعنف ضد المرأة-
- وجهان لعملة واحدة
- في انتظار أن تشرق الشمس في الأمم المتحدة
- أشفق على صنم يتكسر بمعول الكرامة
- وصفة سحرية لسرقة ثورة عربية
- شعور بالثقة
- أجندة الاسلامويون
- الشباب يدفعون بالليبرالية الي حافة الهاوية
- الدين والتمرد...والفوضوية
- الهدية...حجر الكهرمان
- الاختفاء الغريب لخنفساء كروسنر...خرافة علمية
- نحن وهي...حبيبتي
- المثلية...وراثة أم اكتساب
- الجنس والشهوة
- حكمة...قبل الموت
- الرحيل إلي حبيبتي... الحرية


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد يحي - اثينا بانتظار -كليسثنيز- ليبعدها عن الطاغي -ميالولياكوس-