أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - حجاب يصون أو تنهش عيون














المزيد.....

حجاب يصون أو تنهش عيون


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 02:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أورد الدكتور علي أبراهيم خبراً يقول فيه في جامعة بابل، وتحديدا في كلية التربية وقسم علم النفس، رأيت ملصقا معلقا على جدار احد الممرات.في الجهة اليسرى منه صورة طالبة محجبة، وفي الأخرى صورة طالبتين سافرتين تقرأن في كتاب. وفي الأعلى كتبت بحروف كبيرة عبارة ضعيفة الصيغة والمعنى " حجاب يصون أو تنهش عيون" بحيث جاء النصف الأول منها فوق صورة المحجبة، والنصف الثاني فوق الطالبتين غير المحجبتين. وتحت المحجبة وضعت صورة قطعة حلوى نظيفة، وكتب تحتها (والله أراد أن يتوب عليكم) بينما ظهرت تحت غير المحجبتين صورة حلوى نزل عليها الذباب وكتب تحتها (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) . استفزني الملصق، الذي انفق على انجازه مبلغ لا أظنه من جيب طالب أو مجموعة طلاب، فهو عبارة عن (فلكس) ملون وبحجم كبير، قد يصل عرضه الى مترين وارتفاعه الى متر ونصف المتر. (أنتهى)
صراحة أقول أنه هذا أمر خطير أذا كان بأمر رئاسة الجامعة أو أحد أقسامها , وأمراً أخطر أن حدث بدون علمهم , وتوضيف لأيات القرأن في مكان ليس مكانها , كأنه تهديد سماوي للطالبة السافرة .
دستورياً .... ألسنا في دولة مدنية تحترم الحريات الشخصية ؟ وأين ذهب دور مؤسسات الدولة الرقابية , والحرم الجامعي هو حكومي أصلاً ؟ هل حدث هذا الأمر سهواً أم أنه بداية لمشروع أسلمة المجتمع أجبارياً ؟ فهذا انتهاك كبير للحريات , فليس هناك أي بند في الدستور العراقي يشير الى شرط الحجاب أو السفور في أي مكان , ويشكل هذا الكلام خرقاً لقانون حقوق الأنسان , الذي جاء في المادة 29 منه : (يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته للحقوق التي يعينها القانون) .
تصوير ردئ جدا لحالة الرجال في العراق , صورة الذكر فيه غرائزية بحته لا تضع لمنطق أو عقل وأن كان واقعياً في جزء منه , وربط سخيف بين الحجاب والأخلاق , جعل المحجبة امرأة وقورة والسافرة امرأة فاجرة , فهل لا يقول لنا صاحب الملصق , متى رأى طالبة ألتهمتها عيون الطلاب لكونها سافرة فقط .
من تجربتي الشخصية كوني في عمر هؤلاء الطلبة , وكنت حتى عهد قريب طالباً مثلهم , أقول أن الأمر ليس كذلك أبداً فالكبت الجنسي الذي كنا نعاني منه لم يسمح لأغلبنا بأن يفرق بين السافرة والمحجبة فالكل سواسية في عيون الطلاب المحرومة جنسياً , لا فرق بينهما أبداً , وكنا عند ذكر الأحترام للحجاب وصاحبة الحجاب , يجاوب البعض منا جواباً أشبه بالنكتة ويقول أخوان بدون طائفية وبدون تفرقة , وهذه الحقيقة المرة للأسف في جامعاتنا .
النقطة الأخطر في هذا الملصق هي عدم قبول الأخر والتعايش معه كما هو محترماً كل خصوصياته , والحرم الجامعي هو المكان الأمثل للأندماج بين مختلف الشراح والأطياف , فليس هناك مكان داخل الحرم لمثل هذه الأمور , وهناك نقطة مهمة يجب ذكرها من باب الحرية الشخصية والعمل بالمثل , فأذا وضع أحدهم ملصقاً لأمرأة سافرة على حائط أحد المساجد أو الحسينيات أو المعاهد الدينية , وكتب عليه (لا أكراه في الدين) مثلاً , فهل سيمر هذا الكلام مرور الكرام أم أن صاحب الملصق سيصلى ناراً ذات لهب .
دمتم على حب العراق ......



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة على من حكم العراق من ألف عام الى اليوم
- أبكاني قحطان العطار
- من هالمال حمل جمال
- روحين بجسد وحدة
- أمة الأحلام المقدسة
- مأساة عراقي مغترب
- جلاد معدل وراثيا
- قطعان سليماني
- لا يمسه الى المطهرون
- برنامج منو مفتهم شي
- وصيتي الى أبنتي في ظل فوضى الفتاوى
- قصتي ولحم الخنزير
- الى قراء وكتاب الموقع الكرام
- هل مات العراق ؟
- الى من يهمه امر العراق
- مفاهيم ومصطلحات عراقية
- موسم الهجرة الى الوراء
- شوفينية الفكر
- الثقافة العربية والتحديات الحضارية
- ابن خلدون ومكيافيلي اكتشفوا بعد موتهم


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - حجاب يصون أو تنهش عيون