رباح حسن الزيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 08:17
المحور:
كتابات ساخرة
لم يعد كما كان او كما يجب ان يكون او كما قدر له ان يكون .
هل انا حقاً سليل سومر؟ هل انا حقاً اور ؟ اين انا من بابل ؟ !
يتهمني البعض هذه الايام بالتشاؤم , لست متشائماً , بل انا قد مت منذ زمن بعيد , منذ سالف العصور , لم يعد لي ذكر بين صفحات الكتب ولا على صفحات الجرائد , بالله عليكم لمن يملك الضمير منكم ألست انا بلاد الرافدين ؟ مني أم من بلد لم أعد أعرفه انطلق سرجون الاكدي ؟ مني أم من بلد أخر ظهر أعتى الطغاة على وجه الارض ؟
ألست أول بلدان العرب التي دخلت الى عصبة الامم ؟ أم كان ذلك البلد غيري ؟
بل انا , نفس البلد انا اول البلدان التي سنت قانوناً , انا اول البلدان التي فتحها المسلمون, وانا اول البلدان التي تقاتل فيها المسلمون , انا أول البلدان التي ظهرت بها اول الطوائف الاسلامية واول البلدان التي نصرت الفرقة والتي دعت اليها .
ما هذا التناقض , أحقاً انا اول خير وأول شر ؟ ماهذا الاختلاط , أول البلدان التي فتحت وأول البلدان التي فرقت ؟ ما هذا السواد اكثر البلدان التي تم غزوها على سطح الارض , ما هذا الظلام أكثر البلدان التي أحتلت ؟ .
أحقاً انا من خاض الحروب؟ هل صحيح اني قتلت اولادي ؟ هل انا من نصر الطغاة على مر الازمنة والعصور ؟
أين أنا الان ؟ ؟!!
مستحيل ألم يأتي لحد الان زمان غير الزمان ومكان غير المكان ؟ ألم أترك هذا الدمار ؟ ألم أتحول ؟ ألم يطرأ علي طارئ ؟ أمازلت بلد السياسة وأهوائها ؟ ألم يتبدل حال السياسيين ؟ أمازالوا يسرقونني ؟ أما زال الشعب يسكت ؟
لا يا عراق , لم تعد كذلك بل طورت ما كنت عليه , أصبحت تسرق وتقتل وترتشي وتراوغ وتهادن وتخطف وتسلب وتتحايل وتسكر وتزني وتلعب على الشعب القمار .
أصبحت من كثرة السكوت بلا شعب , أصبحت من كثرة الهجرة بلا شعب , بل أصبحت شعب بلا وطن أو وطن بلا شعب , أصبحت ظل وطن , وحتى هذا الظل , ظلك بدأ بالتلاشي .
لقد مت يا عراق فالى جهنم وبئس المصير , الى جهنم وبئس المصير .
#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟