أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - ازمة الاجتماع العربي














المزيد.....

ازمة الاجتماع العربي


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن الخلاف الراهن في الدين ليس مسألة دينية , ولا يرتبط بالعقيدة , ولا حتى بأسلوب فهمها وتفسيرها , بقدر ما يرتبط بالسياسة الكبرى , بما هي نظرية في التنظيم الاجتماعي العام , والرؤية الشاملة التي تحدد في كل جماعة , أسس اجتاعها السياسي وبادئه وغاياته .
وعندما نقول أن الخلاف في الدين ليس مسألة دينية فنحن نقصد أنه ليس نتيجة للجهل أو تشوه الوعي بقدر ما هو أحد مظاهر أزمة الاجتماع العربي ذاته , دينيا كان أم مدنيا ولو كان هناك إجماع على الغايات والوسائل والسياسات الكبرى لما حصلت القطيعة , مهما اختلفت نظرتنا الراهنة للتاريخ عن نظرة أسلافنا , ومهما تبدلت رؤيتنا الدينية , ولتحقق بسهولة الاجماع حول مكانة الدين وطبيعته ومقاصده ودوره .
وتتجسد هذه الازمة بافتقار الاجماع العربي الى مبدأ جامع وملهم في الوقت نفسه , وبالتالي يتفجر الصراع الشامل سواء على صعيد الدولة وإعادة تأسيس توازنات مستقرة للسلطة والسياسة , بما في ذلك بناء العقيدة الاجتماعية , وما تتطلبه من التوصل الى اتفاق واسع حول غايات الاجتماع المدني نفسه , وأهداف السياسة , ووسائل ممارسة السلطة , وطبيعتها , أو على صعيد الدين وأعادة تنظيم السلطة الروحية , أي تجديد المعاني والمفاهيم الدينية , واستيعاب التطور العميق الذي حصل داخل الوعي الديني وتوفير الأطر الفكرية والنظرية والاجتماعية التي تساعده على معرفة نفسه وتحقيق ذاته بشكل طبيعي .
والتقاء أزمة الدولة العربية بأزمة الوعي الديني هو القاعدة الحقيقية للأزمة التي يعاني منها الاجتماع السياسي العربي , والسياسة بالمعنى العميق للكلمة , أي بما هي بناء له . وهو الذي يفسر حالة الافلات والتشتت الروحي الجماعي , وغياب الاجماع , وأنعدام التضامن , وإخفاق محاولات التنظيم الجمعي , حزبيا كان ام قوميا , وتعميم الشعور بالضياع الفكري رغم التقدم المطرد في الوعي النقدي .
كما يفسر هذه المفارقة الكبرىالتي تجعل سياسي الأمس يتصرف بمنطق العقائدي والمبشر الروحي بدين العلمانية , وتحول رجل الدين , أو العقائدي بامتياز , الى رجل سياسة براغماتي وعملي حتى فيما يتعلق بالدين .
لقد تغيرت نظرتنا للدين مثلما تغيرت نظرتنا للعالم , لأن الفكر الديني , بعكس الوحي , ليس من خارج العالم وإنما هو من داخله .
وخطأ المنهج السائد في التعامل مع الدين يكمن في عجزه عن وضع مشكلة العلاقة مع الاسلام ضمن مشكلة أزمة السياسة العامة , وسعيه الى فهم أثره ومشكلاته , بمعزل عنها .
فمن المؤكد أن ما نريده من الدين لا يمكن أن ينفصل عما نريده نحن في المجتمع ومن النظام الاجتماعي عموما .
ومشكلة التجديد الديني نفسها لا تستقل عن مشكلة التجديد الاجتماعي التي لا بد من أن تطرح بشكل متجدد كلما تفاقم ضغط التحديث وزاد الاندماج الفعلي بالنظام العالمي , وبرز بالتالي بصورة أوضح عجز نظامنا المدني السياسي القائم , الفكري والاقتصادي عن حمل مسؤولية هذا الاندماج بنجاح وحل المشاكل التي يثيرها .



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاف القرون
- اول صراع بين الدولة والدين في الاسلام
- من سلوكيات الفرد العراقي
- كيف سيختار عامة الناس ؟
- مفهوم الدين في عصر التنوير
- الاسلام والعلمانية تنافر وانجذاب
- اسلام الساسة
- اراء برناردشو وغاندي في نبي الاسلام محمد
- لا تغالي
- دور منظمات المجتمع المدنى فى التحول نحو الديمقراطية في العرا ...
- بعض الاشكاليات العامة للديمقراطية
- الديمقراطية : بعض الاشكاليات العامة
- بعض الاشكاليات المرتبطة بمضمون الدولة
- المجتمع المدني بين كرامشي من جهة وهيجل وماركس من جهة اخرى في ...
- المجتمع المدني العالمي : تعدد التفسيرات
- نرجسية المثقفين العرب
- العلمانية بين التضامن الاجتماعي و الواجبات تجاه الله
- دور الاشتراكية والشيوعية في تشكيل المدرسة العلمانية الفرنسية
- الإكليروس و العلمانية في النموذج الفرنسي للعلمانية
- اصبح الاسلام موضوع من لا موضوع له


المزيد.....




- انتقادات لترامب بعد استخدامه كلمة معادية لليهود
- تحقيق حصري: هل الكنيسة الروسية في السويد وكر للجواسيس؟
- فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
- روسيا تصبح أول دولة تعترف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- أغاني حصرية هتفرح أطفالك طول اليوم .. تردد قناة طيور الجنة ب ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- السعودية وفكرة بناء كنيسة قبطية على أرضها.. البابا تواضروس ا ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- قرأت لكم -انكسار الروح- لمحمد المنسي قنديل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - ازمة الاجتماع العربي