أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - سياسات العطش














المزيد.....

سياسات العطش


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 20:30
المحور: كتابات ساخرة
    



لا أحد قادر على فهم ما يحصل اليوم مع حكايات التعطيش و التظليم و التهميش و التجويع و التعطيل ..لا الشعب الكريم و لا أذكياء البلد ..و حتى الحكومة تبدو غير مدركة بشكل دقيق ما يحدث وراء قطع الماء و الكهرباء في مدن كثيرة في البلاد ..من يتآمر على من ؟ لخبطة في الاجابات الحكومية و غموض و أحكام ..و توتّر ينتاب الجميع شتائم و خصومات ..كأنّنا في سوق سوداء لبيع قطع غيار قديمة..كل و نصبته ..كل و سلعته ..و الشعب بين النصب و النصّابين ..و السياسة بين السلع و الأثمان الباهضة ..من يشتري من ؟ و من يدفع الثمن لمن ؟ برنوغرافيا عامّة و كوميديا عملاقة ..و أين الشعب الكريم من هذه الأضحوكة السياسية البائسة ؟ مؤتمرات ضخمة و مضخّمات صوت في كل مكان و تجارة الدين على قدم و ساق ..و سياسات العدالة الانتقالية و تحقيق أهداف الثورة صارت بفعل فاعل ،علّه شيطان ماكر يكلكل بطيفه على البلاد،الى سياسات العطش و تجفيف المنابع ..هل هي لعنة الاهية أصابت هذا البلد أم مجرّد عطب تقني أصاب الحديد و النحاس فصار زنكا أسودا انصهر من فرط الحرارة ..و كل شيء أصابته الحرارة و حمّى الديمقراطية ..و لك أن تختار أيّها الشعب الكريم شكل موتتك اليومية ..امّا أن تموت جوعا أو أن تموت عطشا..و ان استطعت أن تجمع بينهما فلا حرج عليك ..و بوسعك أيضا أن تكون من المعطّلين عن العمل ..و ان رغبت في الزواج ..يا حبّذا ..ستبقى عانسا عن الزواج و عن العمل معا ..لا حرج عليك ..يسّر على نفسك ..ثمّة اجابة كسولة جهّزناها خصّيصا لك "ربّي يسهّل "...
و بعد أيام سيأتيك شهر تصومه نهارا و تتسكع فيه ليلا و تفقُر بين أضلعه بعد صلاة الظهر..و في أثناء ذلك سيعدّونك خصّيصا للانتخابات القادمة ..يأتونك حيثما أنت ..لن تميز حينها ان كنت مواطنا أو رعية أو مهدّدا في الشهرية ..ان كنت ذاتا أو بضاعة أو مسرحا للدمى المطاطية ..ههنا عليك أن تسأل نفسك بصوت مرتفع :"ماذا غنمت من الانتخابات السابقة ؟و من يوم طال فيه يومك و أنت تتمطّط وقوفا في طوابير العطش ؟ اسأل نفسك بصوت مرتفع أكثر قبل أن تقف في طابور الجوع ثانية..يا ابن العطش ..لا تلقي بصوتك سبهللا ..في صناديق الاقتراع فقد تداهمك القُمامة ثانية ..سينقطع عنك الهواء هذه المرّة من تراكم مزبلة الخطابات الفارغة ..و مرة أخرى سيحدثونك عن الكرامة و الحرية و مقاومة الفساد
القديم ..ماذا عن الفساد الجديد ؟ ستداهمك المفاهيم الطنانة من كل صوب :"هذا سيحقق العدالة ..و الآخر سيعطيك الكرامة ..و من المرّيخ وعد بالتشغيل ..و من المشتري اعلان بيع بالجملة لما تبقى من الخيول و القصور ..و سيكون سوقك حافل يا ابن العطش.. كل جمعة .."
حذار يا هذا ..يا أولئك ..يا هؤلاء ..يا أبناء العطش و الجوع و الظلام المخيم ..و انقطاع الهواء ...ففي كل خطوة تخطوها في هذا الطابور الكبير من الخوف و الفجيعة ..قد تجد حتفك ..أو قد تظفر بليلة القدر ..لا أحد يدري ..لكن حذار من انتصاب القمامة في كل أركان بيتك ..
و في كل الحالات ..ستبقى هنا صامدا حتى لو جوّعوك ..حتى لو عطّشوك ..حتى لو همّشوك ..حتى لو كنت معارضا ..لن تموت ..حتى لو سجنوك في صفر مكعب أو في دائرة مربّعة ..كُن ما تريد ..أنت ما أنت ..أنت ما تريد ..يا ابن العطش أنت ههنا بالمرصاد لكل من يخطئ في حق الشعوب ......



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - سياسات العطش