أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - فضاءات الكلمة














المزيد.....

فضاءات الكلمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 02:35
المحور: الادب والفن
    


بعيداً عما يعرفه العاملون، في مجال الإعلام، والقانون، والسياسة، حول إمكان انزياح الكلمة إلى دلالات أخرى، وذلك استناداً إلى سياقها في الجملة، حيث أن تنكيرالمفردةأو تعريفهامن جهة، أووضع أحد حروف الجر، بدلاً عن غيره، وقس على ذلك من التغييرات الطفيفة، قادرأن يدفع بالكلمة لأداء معنى مختلف، بل مناقض، وهوما يتم التركيزعليه-عادة-أثناء الاتفاقات التي تتم بين دول العالم، حول مختلف الأمور، لذلك فإنه ينصح في مثل هذه الحالات الاستعانة، بخبراء اللغة، لئلا يتم التوقيع على معاهدة ما، يتم خلالها تمريرما لايقصده أحد الأطراف الموقعة.
ولعل مثل هذا الغنى الذي تتمتع به الكلمة، جعلها قادرة على أن تكون معجم الحياة، برمتها، إذ أن ترجمة كل مايفكربه الإنسان، وما يقوم به، ويتركه من أثر، سواء أكان متعلقاً بدقائق الأمورأو عظائمها،إنما لكل ذلك ترميزه اللفظي لدى الإنسان،لتكون الكلمة صدى للواقع والمتخيل، في آن واحد.
وغيربعيد عن مثل هذا الغنى في عالم الكلمة، فإن علم اللغة بات يتعرف على مصطلح "الانزياح" الذي يعني أداء كلمة مامعنى مختلفاً عن شرحها المعجمي، وهويشمل فضائي : الأدب والحياة اليومية في وقت واحد، مايثري الكلمة، ويجعلهاأداة قادرة على أداء دورها ليس على صعيد التواصل اليومي بين الناطقين باللغة الواحدة، فحسب، وإنما من خلال توظيفها في عالم الأدب، حيث أن هناك فنوناً إبداعية كثيرة، لايمكنها أن تكون من دون الكلمة، كماهوحال الشعر، والقص، والرواية، والمسرح، والمقال، بل إن الكلمة عمادعالم الإعلام حيث لابد منها،في الصحافة المقروءة أوالمسموعة، أو المرئية،لتكون بذلك حاضنة للحضارة البشرية منذ بداية الخليقة، وحتى الآن، و إن مثل هذه الحضارة ما كان لها أن تنجزلولا أن الكلمة تلعب دورالعمود الفقري فيها، وهي جزء نفيس من حضارة كل أمة من الأمم..!
والكلمة قد تستخدم من قبل آلة الخير، كما أنها قد تستخدم من قبل آلة الشر، فهي مبذولة أمام كليهما،على حد سواء، بل إن لكلا العالمين طريقته في استخدامها، ولعل في مكنة آلة الشر، أن تزوق الكلمة، وتتفنن بها،و تقلب الوقائع، رأساً على عقب،وهوما يجعل آلة الخير، ترقي على الدوام كلمتها، لتكون في مستوى خطاب الحق والعدل، على اعتبارها تحمل أعظم رسالة كونية، تتجددجيلاً بعد جيل.كما أن من المطلوب من هذه الآلة نفسها، أن تظهرمن خلال مواكبتها لدورة الزمن،مدى زيف الكلمة، المتأنقة، المتبرِّجة، المخادعة التي توظفها الآلة المناقضة لها، لتؤدي دورهاالشريرفي تزييف الواقع،والإجهازعلى كل ماهوخير، انطلاقاًمن التناقض الأزلي بين عالمي الخيروالشر..!.
وبدهيٌّ أن نبرة خطاب الشرتكون عالية، وأن صداه يكون مدوياً إلى تلك الدرجة التي قد يستطيع فيها خلق اللبس، عبرعملية تجميل الذات، وتشويه الآخر، وخطابه، ما يمكن لأي كائن بشري قراءته، بوضوح، في ظل أمثلة هائلة، يتناولها الخطابان، إذ ما أسهل تمييز"الخيط الأبيض من الأسود"...!، وذلك بقليل من التبصر، والأناة، والحكمة، حيث ليس من المعقول أن يكون تسويغ المستبد لقتل الضحية، هوالأصدق، في الوقت الذي يتم فيه تقديم الضحية وهويؤدي رسالة الحق، والعدل، والإباء، والكرامة، والحرية،على أنه المجرم، وما هذه المفارقة الصارخة، إلا المثال الأوضح على البون الهائل بين هذين العالمين……!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال اللبواني يعود إلى أرومته
- خطاب الرأب ورأب الخطاب:
- سقوط ثقافة الاختطاف
- في انتظارساعة الصفر: إلى دمشق الباسلة
- شعرية النص الفيسبوكي
- نفقٌ ومنافقون
- ماء الحب وهواؤه:
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين: أسئلة التطبيق والضوابط1
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين:أسئلةالتطبيق والضوابط
- أولى ثمارالدبلوماسية الكردستانية
- الشاعروقصيدته التالية:
- عزلة المثقف الكبرى
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!
- الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الا ...
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - فضاءات الكلمة