أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - بٱلروح يقوم ٱلإنسان ويقوم ٱلسَّلام وٱلأمن















المزيد.....

بٱلروح يقوم ٱلإنسان ويقوم ٱلسَّلام وٱلأمن


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 00:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبشريعة أحد ٱلطَّوآئف تقوم ٱلحرب

فيما يُكتب من "دستور" للحكم فى "مصر". يسعى مشايخ ٱلأزهر وأحزاب ٱلمسلمين إلى تحديد ٱلإسلام دينا للدولة ولرئيسها. وإلى هيمنة شريعة ٱلمسلمين على شرع ٱلدولة. ويمنُّون على ٱلأقباط أنّهم سيذكرون فى ٱلدستور شريعتهم ٱلخاصّة.
وكنت فى مقال "ماذا فىۤ إعلان ٱلأزهر؟" قد بيّنت أنَّ ما يعلنه ٱلأزهر وما يسعىۤ إليه مع أحزاب ٱلمسلمين يخالف وصيّة ٱللَّه ولا يتخذ من رسوله أسوة حسنة.
وحجّة هـٰۤـؤلآء أنّ شعب مصر أكثره من ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱسم مسلم.
وبعقل لحجّتهم مع قول ٱللَّه فى كتابه:
"وإن تُطِع أَكثَرَ مَن فِى ٱلأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبيلِ ٱللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِن هُم إِلَّا يَخرُصُونَ"116 ٱلأنعام.
تسقط. ومَن يتمسّك بها يظنّ ويخرص ويضلّ عن سبيل ٱللَّه.
كمآ أنّ دمغة مأمور ٱلنفوس على شهادة ٱلميلاد لا تبيّن موقف ٱلمولود بعد أن بلغ رشده. وكثير ممن لهم هذه ٱلدمغة. لا يقبلون بشريعة ٱلمسلمين. ومنهم لا دينيون وفىۤ أحزاب لا دينية مختلفة. ويسعون إلى كتابة "دستور" لحكم لا دينىّ.
وأقول لمشايخ ٱلأزهر وأحزاب ٱلمسلمين. أنّ ما تسعون إليه هو ما رفضه ٱلكافرون بما عُرض عليهم من حكم:
"قُل يَـٰۤـأَيُّهَا ٱلكَـٰـفِرُونَ(1) لَاۤ أَعبُدُ مَا تَعبُدُونَ(2) وَلَاۤ أَنتُمـ عَـٰـبِدُونَ مَاۤ أَعبُدُ(3) وَلَاۤ أَنَاْ عَابِد مَّا عَبَدتُّم(4) وَلَاۤ أَنتُمـ عَـٰـبِدُونَ مَاۤ أَعبُدُ(5) لَكُمـ دِينُكُمـ وَلِىَ دِينِ(6)" ٱلكافرون.
فما يطلبه ٱللّه بلسان رسوله من ٱلكافرين. هو ميثاق ٱجتماعى "دين للمجتمع" (ٱلدستور). لا ينحاز إلى دين فريق من ٱلناس وشريعتهم. بل هو يعرض على ٱلكافرين حماية دينهم كما يحمى دين ٱلمؤمن من مفهوم ٱلوصاية ومن مفهوم ٱلحفظ.
فدين ٱلمجتمع هو ميثاق عيش بين ٱلذين بيّنهم بيان ٱللّه:
"إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰـبِئِينَ وَٱلنَّصَـٰـرَىٰ وَٱلمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشرَكُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفصِلُ بَينَهُمـ يَومَ ٱلقِيَـٰـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىءٍ شَهِيد" 17 ٱلحج.
فلا يمكن لمؤمن أن يطلب سلطة خالصة للمؤمنين. وليس عليه أن يقبل بما يطلبه ٱلمسلمون فى مصر وفى غيرها. وإن أصرّ مشايخ ٱلأزهر وأحزاب ٱلمسلمين على ما يسعون إليه من دستور كافرين. لن يقوم فى مصر سلام ولن يكون لشعبها أمن من خوف.

من بعد ٱلنفخ فى ٱلبشر ٱلوحش من روح ٱللَّه. حدث تأديب لوحشيته. وصار للمؤَدَّبِ ٱسم "ءادبَ" (أساطير سومر).
ومن بعد ٱلتأديب حدث تدريب للمؤدَّب. ليخبر بفعل ما فيه من روح ٱللَّه. وليعلم أنّ ٱسم ٱللَّه هو للنور فى ٱلسَّمَـٰـوٰت وٱلأرض. فلا بقعة ظلام فيها عليه. وهو ٱلبصير وكلُّ ما فيها عربىّ بيّن عليه.
وليعلم أنّ مَن تدرّبَ وخبر بفعل ما فيه من روح ٱللَّه. هو مَن نظر فى بقع ٱلظلام حوله ونوّرها. وبما نظر ونوّر شحن ما فيه من نور وصار "ءادمَ".
وبذلك يعلم كيف ٱصطُفِىَ "ءادم" علىۤ "ءادب". وكيف ٱفترقا واحد هو "سعدان" لم ينظر ليوسع لنوره. فلم يشحن ما فيه من نور وٱنطفأ نوره. وأخر هو "ءادم" نظر ووسّع نوره. فشحن ما فيه من نور وقوى نوره وإنسه. وبدأت مسيرة إنسه وتوسّعت بقع نوره فىۤ أطوار لحضارات متدرّجة.
وهو ٱليوم يعيش فى مجتمعات تتفاوت خبرة كلّ إنسان فيها بفعل ما فيه من روح ٱللَّه. وأهل بعض مجتمعاته ينعمون بٱلسَّلام وٱلأمن بين فئات مختلفة ٱلشرعات. وسبب ما ينعمون به هو قيام عهد وميثاق بين فئاته ٱلمختلفة. ليس فيه هيمنة لفئة علىۤ أخرى. ولا وصاية لشريعتها على سلطة ٱلبلد.
ويعيش أهل بعضها فى شقاق وتثريب يتنازعون ويتحاربون على ما يختلفون من تنوير. وبشقاقهم وحربهم يخسرون ٱلنور وينخفضون فى ٱلأرض ويمسخون قردة وخنازير. وسبب شقاقهم وتثريبهم هو إصرار طآئفة من طوآئفه. أو فئة من فئاته ٱلقومية. أو حزب من أحزابه ٱلسياسية. على خضوع سلطة ٱلبلد لما للطآئفة من شريعة. أو لما للقوم من لسان وتاريخ. أو ما للحزب من منهاج سياسىّ يسوس به أنعاما ويحبسهم فى وطنٍ.
مثل هذا ٱلشقاق يحدث ٱليوم فى مصر وفى غيرها من بلاد ٱلربيع. ويدفع إليه كلّ من مشايخ ٱلأزهر وأحزاب ٱلمسلمين. يروّجون لصناعة وثاق (دستور). يقيّدون به شعب مصر بشريعة طآئفة من طوآئف ٱلمسلمين. ويخضعون حكومته لتلك ٱلشريعة فيما تأمر وتحكم وتقضى.
وحتّى يسوّقوا لصناعتهم وتروج فى سوق يكثر فيه ٱلجاهلون بهذه ٱلصناعة. يعلنون أنّهم سيخضعون جميع شعب مصر لشريعة ٱلمسلمين. وسيذكرون فى وثاقهم ما للأقباط من شريعة.
وأدعوا مشايخ ٱلأزهر وتلك ٱلأحزاب ٱلإسلاميّة. إلى ٱلتفكير فيما يصنعون. وليعقلوا ما يصنعون مع وصيّة ٱللَّه فى كتابه ٱلقرءان إن كانوا به وبكتابه يؤمنون:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّهُ يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
كمآ أدعوهم إلى عقل صناعتهم مع ما صنعه رسول ٱللّه فى "يثرب". وليتخذوا مما كتبه فى "ٱلصحيفة" عهدا وميثاقا بين ٱلمؤمنين وٱلمسلمين أسوة حسنة.
وليعلموۤا أنّه حتّى يقيموا ٱلدِّين (ٱلدستور) ولا يتفرقون فيه ولا يعيشون فى شقاق وتثريب. عليهم أن يذكروا ما للأقباط من شريعة وما للمسلمين من شريعة وما لغيرهم من شريعة. وأنّ ٱلحكومة تقوم بشرع من ٱلدِّين (دستور) على ٱلصراط ٱلمستقيم بين شرعات ٱلمصريين جميعهم. فلا تذكر فيه شريعة من شرعاتهم كمصدر لشرع ٱلحكومة. ولتكن لكلّ شريعة ولاية. وليتحدوا بأمّة واحدة بشرع من ٱلدِّين يأخذ بجميع شرعات ٱلإنسان ٱلمنير فى ٱلأرض.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فىۤ إعلان ٱلأزهر؟
- إذا نظرت إلى نفسك ترى ٱللَّه
- دستور أم شرع معروف من ٱلدِّين دين؟
- بونابرت ٱلثورة ٱلمصرية
- ذكرى تعود ولن تنفع ٱلجاهلين
- ميثاق ٱلأمم ٱلمتحدة محبط
- ٱلإنسان ربّ للجنود
- ثورة أم تغيير؟
- ٱللّه ملك وحاكم فيدرالىّ ويوصى ٱلمؤمنين بملك وحك ...
- ٱلمسلمون وٱلعلمانيُون وجهان لعملة واحدة
- سبب ٱلاستبداد وٱلثورة فى ٱلمجتمع هو ٱ ...
- قيام ٱلدِّين يحتاج إلى علم فى ٱلتَّأمين
- سياسة أم حكمة؟
- مملكة إنسان وليس دولة قومية
- ٱلشريعة ٱلإسلامية سبيل ٱلطغوى فى كلِّ وقت
- ٱلطغوى من جديد
- فىۤ أىٍّ منهما ٱلحلُّ فى ٱلإسلام أم فى  ...
- بٱلحوار ينبعث نُور
- ٱلصّلوٰة وسيلة ٱلإنسان
- ٱحذروا ٱلمفاهيم ٱلثابتة!


المزيد.....




- -مكتوب عليهم أن ينفوا من الأرض-.. ماذا قال قاضي -الخلية الإع ...
- ريبورتاج: مقتل اللواء محمد سامي فرحات في زغرتا المسيحية يعزز ...
- ماكرون يثير سخط الفرنسيين بقراره القاء خطاب في كاتدرائية نوت ...
- ثبت حالاً أحدث تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصناعي ن ...
- “هالصيصان شو حلوين” ثبت الآن قناة طيور الجنة على جهازك بتردد ...
- السعودية تدعو العراق للمشاركة بالقمة الاسلامية حول غزة ولبنا ...
- مسؤولة يهودية سابقة بإدارة بايدن: استقلت لأنني لا أستطيع تأي ...
- احصل على تردد قناة طيور الجنة بيبي لمشاهدة ممتعة بدون تشويش! ...
- بابا الفاتيكان: فلتحظر الحرب وتصمت الأسلحة وليحل الحوار محله ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان: إستهدفنا تجمعا لجيش الاحتلال ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - بٱلروح يقوم ٱلإنسان ويقوم ٱلسَّلام وٱلأمن