أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - إذا نظرت إلى نفسك ترى ٱللَّه















المزيد.....

إذا نظرت إلى نفسك ترى ٱللَّه


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 22:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




بدأ تاريخ ٱلبشر كإنسان بٱلنفخ فيه من روح ٱللَّه. وأرسل ٱللّه ملائكة (روبوتات) لترافقه فى كل عمل له. تدربه عليه وتهديه فيه. ومَن أتقن ٱلتدريب وحفظ ٱلهداية أنست نفسه وٱصطفىَ ءادما. ومَن لم يتقن ويحفظ لم تأنس نفسه وصار سعدانا.
ثمّ حدث ٱصطفآء فى ٱلبشر ٱلإنس وٱنقسم إلى فريقين. مالكين وعبيد (مؤمنين ومسلمين). ومنذ فجر مجتمعات ٱلإنس ٱلأولى فى بلاد ٱلشّام. ومن بعدها فى بلاد ٱليونان وٱلروم. تعارف ٱلفريقان على حقوق كلٍّ منهما بعهد وميثاق. وأقاما به محكمة من ٱلحكمآء تقضى بينهما. وعاشا بسلام وأمن. وتطوعا للقتال دفعا لهجمات ٱلمعتدين على حاضرتهما.
ومنذ ٱلبداية نشأت مدارس للنظر وٱلفكر. ودار جدال بينها فى ٱللّه. فريق جهد فى ٱلدفاع عنه. وأخر جهد فى نفيه. وأقام كلّ منهما جهده على ما وصل إليه نظره فى ٱلأشيآء وعلم به. وتأسس لكلّ فريق منهاج للنظر وٱلعلم وٱلاستدلال. وصارت أسس ٱلمنهاج تُطلب من كلِّ مفكر فيما يقوله. وبها تقيّد أكثر ٱلمفكّرين. وبهذا ٱلقيد أشرك ٱلخلف سلفه بما يفكّر ويقول.
ومنذ سنة 610 ميلادية أنزل ٱللَّه روحه ٱلقدس فى كتاب بلسان ٱلأميِّن ٱلشّاميين. ووضع ٱلكتاب فى تداول ٱلمتجادلين. وفيه بيان للذين يتفكرون جميعهم. أنّه "ليس كمثله شىىء". وأنّه مالك واجد لملكه ولا شريك له فيه. وهو ٱلملك فى ملكه لا شريك له فى حكمه وأمره وقوله. وأنّه بما فيهم من روحه. يوجدون لأنفسهم ملكا ويملكون ويحكمون ويأمرون ويقولون.
وفيه تحذير من شركهم ٱلسّلف بما يفكرون ويقولون. ووصية من ٱلتفاتهم إلى خلف. وأن يحنفوا عمّا قاله ٱلسلف وعمّا وضعوه من أسس وقيد.
وفيه تحذير لهم من ٱلشرك فى ٱلأموال وٱلأولاد وٱلحكم وٱلأمر فيحبطون.
وفيه تحذير لهم من ٱلشرك للشىء بٱللّه فيما يعلمون ويستدلون ويتجادلون. وهذا ٱلشرك لن يغفره لهم.
وبعد حين من ٱلتداول لكتابه. نشأت مدارس فكر مختلفة نسبت ما تقوله إليه. وجميعها ٱتخذت ٱسم "ٱلإسلام". ولم يكن بينها مدرسة تأخذ بٱلتحذير وٱلوصيّة. وجميعهآ أشركت ٱلسلف فتقيّدت بما وضعوه من أسس ٱلاستدلال وٱلقول. وجميعها قالت تجادل فى ٱللّه دفاعا ونفيًا بمآ أشركت. وجميعها نسبت جدالهآ إلى كتاب ٱللَّه.
وبٱلدرس فى جدال تلك ٱلمدارس فى ٱللّه (من قبل ٱلقرءان ومن بعده). لن تجد فيه تناقضا مع ما وضعه كلّ فريق من أسس للنظر وٱلعلم فى ٱلأشيآء وتعريفها. لكن ما لن تجده عند أىّ فريق. هو ٱلحوار مع ٱللَّه نفسه. وستجد أنّ ٱلجميع أشركوا مَن سبقهم من موتى فيما قالوه جوابا على مَن سأل إن كان ٱللّه موجودا أم غير موجود. ولن تجد فى قولهم تأثيرا لما قاله ٱللّه عن نفسه فى كتابه أنّه ٱلواجد للموجود وأنّه "ليس كمثله شىء". مبيّنا للسآئل وللمتجادلين فى كلِّ وقت. أنّه ليس شيئا موجودا ليسألوا ويتجادلوا فيه ويستدلّوا عليه بأسس ٱستدلالهم فى ٱلأشيآء.
لقد قال ٱللّه معرّفا لمن يريد أن يحاوره. أنّ ٱلشىء مقدار ينفطر ويفجر فيسبح حتّى تهلك طاقة سباحته. وأنّ ٱللَّه ليس كمثله شىء. وهو ٱلحىّ ٱلقيّوم ٱلواجد وسبحانه باقٍ لا يهلك. وهو ٱلمالك وكلِّ ٱلأشيآء عبيده. وبتفريقه بينه وبين عبيده ٱلأشيآء. بيّن أنّ ٱلجدال فيه بما وضعوه من أسس شيئية لا حقّ فيه. لكنّ ٱلجميع تابعوا جدالهم فيه وظنوه شيئا. ولم يفكّروا أنّه لو كان شيئا كما يظنون. لكان مقدارا فجر وتشيَّئ وسبح حتّى هلك. وبذلك لم يقيموا وزنا لقوله لهم "ليس كمثله شىء".
ولو جادل أحدهم وقال أنّ هذا ٱلقول لا يثبت أنّ ٱللّه موجود. سأقول له أنّ ٱلموجود شىء. وأنّ ٱللّه ليس كمثله شيئ.
وأنه هو شىء موجود. وهو وحده مِن بين ٱلأشيآء مَن يستطيع ٱلنظر إلى نفسه.
فإن قال أنّ ٱلتطور فعل له ذلك.
سأقول له أنّت تقول وفق ما علمت به من سنّة تطور ٱلموجود. وقولك مستنبط بما وُضِعَ من أسس شيئية.
وسأذكّره أنّ سنّة تطور ٱلموجود يوكّدها ٱللّه بقوله "وقد خلقكم أطوارًا".
لكنّه لو ينظر إلى نفسه. لرأىۤ أنّ ما نُفخ فيها جعله يسأل عن ٱلخلق ويسير فى ٱلأرض وينظر فى كيف بدأ. ولعلم أنّ ما له من ٱستطاعة على ٱلنظر وٱلعلم ٱلقول وٱلجدال. لم تكن له من دون نفخ لمنهاج فيه. يشبه ما ينفخه هو لمنهاج "ويندوز" فى كومبيوتر. ولعلم أنّ ٱلتّطور لا صلة له بهذا ٱلفعل.
ولو ينظر إلى كلّ دآبّة حيّة. لرأى مثلا له عمّا كان عليه من قبل ٱلنفخ فيه. وعمَّا كان فى نفسه من منهاج يشبهه منهاج أمّ ٱلكومبيوتر read only memory (ٱلذى يحكم يقظة ٱلكومبيوتر ونومه وما يُلهم وينزّل على قلبه "هارد دسك hard disk).
ولو ينظر إلى دآبّة ٱلسعدان ويدرس أفعالها. لعلم أنّها ٱلسّلف ٱلذى نُفخَ فيه من روح ٱللّه. ومنه أُصطفىَ ءادم إنسًا.
ولكان علمَ أنّ ءادم ٱلإنس ما زال إلى يومنا هذا. ومنه ٱلمصطفون إنسان ءال إبراهيم وءال عمران ينوسون فى ٱلأرض ينظرون ويعلمون ويعمرون.
ولكان علم أنّ ٱللَّه هو ٱلواجد. وأنّ ٱلسؤال هل هو موجود أم غير موجود؟ هو مِمَن لا يعلم بٱلفرق بين ٱلواجد وٱلموجود. ولا يعلم أنّ ٱلواجد يدرك ٱلموجود. أما ٱلموجود فلا يدرك ٱلواجد ولا يستطيع أن ينظر إليه.
ولو درس ما قاله ٱللَّه لموسى:
"قَالَ رَبِّ أَرِنِىۤ أَنظُر إِلَيكَ قَالَ لَن تَرَىٰنِى وَلَـٰـكِنِ ٱنظُر إِلَى ٱلجَبَلِ فَإِنِ ٱستَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوفَ تَرَىٰنِى" 143 ٱلأعراف.
لعلم أنّ ما يطلبه موسى هو ٱستطاعة نظر ليرى ٱللّه ٱلواجد كما يرىٰ ٱلأشيآء ٱلموجودة.
ولكان علم أنّ هذا لن يكون له.
لكن بعد أن ينظر كيف يستقرّ ٱلجبل من بعد دكّه. يرى ٱلقوّة ٱلتى فعلت هذا ٱلأمر بموجود عظيم.
ولكان علم أنّ ٱللَّه يدرك ٱلأبصار. وأنّ ٱلأبصار لا تدركه. وما لا تدركه ٱلأبصار ولا تنظر إليه ٱلقلوب. ليس من ٱلعلم ٱلجدال فيه.
فأىّ عقلٍ لناظر بين واحد من ٱلدَّوآبِّ وبين ٱلإنسان. سيرى أنّه بما فيه من روح ٱللّه. تسجد له جميع ٱلأشيآء. ينظر فيها ويعلم ويرى ويستدلّ ويقول. وبما يقدر عليه من نظر وعلم وٱستدلال سيرى ٱللّه فى نفسه. وسيعرف أنّ أبصار ٱلموجود لن تدرك ٱلواجد ولن يستطيع ٱلنظر إليه ليرىٰه إن لم ينظر إلى نفسه.
وعند ذلك سيعلم أنّه لا هادى له إلا ٱللَّه. فيرجع إلى كتابه يحاوره فى كلِّ أمر. ولا يشرك فى حواره معه أحدا.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور أم شرع معروف من ٱلدِّين دين؟
- بونابرت ٱلثورة ٱلمصرية
- ذكرى تعود ولن تنفع ٱلجاهلين
- ميثاق ٱلأمم ٱلمتحدة محبط
- ٱلإنسان ربّ للجنود
- ثورة أم تغيير؟
- ٱللّه ملك وحاكم فيدرالىّ ويوصى ٱلمؤمنين بملك وحك ...
- ٱلمسلمون وٱلعلمانيُون وجهان لعملة واحدة
- سبب ٱلاستبداد وٱلثورة فى ٱلمجتمع هو ٱ ...
- قيام ٱلدِّين يحتاج إلى علم فى ٱلتَّأمين
- سياسة أم حكمة؟
- مملكة إنسان وليس دولة قومية
- ٱلشريعة ٱلإسلامية سبيل ٱلطغوى فى كلِّ وقت
- ٱلطغوى من جديد
- فىۤ أىٍّ منهما ٱلحلُّ فى ٱلإسلام أم فى  ...
- بٱلحوار ينبعث نُور
- ٱلصّلوٰة وسيلة ٱلإنسان
- ٱحذروا ٱلمفاهيم ٱلثابتة!
- ٱلقومية ٱلعربية وٱلشريعة ٱلإسلامية
- لا حكم صالح ولا عدل من دون مالكين صالحين عادلين يحكمون


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - إذا نظرت إلى نفسك ترى ٱللَّه