أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - اليد الواحدة تصفّق !؟














المزيد.....

اليد الواحدة تصفّق !؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 18:44
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


اليد الواحدة تصفّق ..!؟
نعم , أجل ..
اليد الواحدة تصفّق
تصفّق وحدها
مع رغيف الخبز
مع قيد الزنزانة
وأفواه الحزانى
بعزم تصفّق .. بوفاء وأمانة
وحدها تصفق ,, في الليالي
في الظلمة .. وشعاع الشفق
مع الفجر للعمل تصفّق.. وللعائلة الصابرة
تتحدّى التعب والسهر والقراءة والكتابة
والمهام والأعباء .


ترتسم مع أنامل الرضيع
قاسية كيد فلاح نشيط ..منيع
كالمنجل .. كالمطرقة
كالسنابل .. كالنحل
عطاء إنتاجاً خصباً وبركة
زيتاً تدرّ وتعصر .. وشهداً للمناحل
دبساً , وخمرًاصيدناوياً , وقرباناً
تيناً وزيتوناً .. للجائعين


هي فلاحة , راعية , عاملة , موظفة , كادحة ومربّية
هي ربة بيت ومدرّسة , وإنسانة
هي مواطنة عادية ..
...

أكاد أتمزّق .. أحترق .. أتفاعل
بذاتي بجمري ..
لرؤية اّلاف الأيدي تصفق وتصفّق
بلا هوادة بمناسبة وبلا مناسبة
أيادي ( مجمّعة ) للتصفيق
في جوقة الجنازة .. والماّتم
صفقّت طويلاً طويلاً للخطاب
للظهور
وهي لا تدري أنها تدعو لعبادة " الوثن الكبير "
وتثبيت الديكتاتور
هي لا تدري أنها تحرق " جندارك العربية "
وماوية الدمشثية
وزنوبيا التدمرية !
في افتراس قدسنا الذهبية
في تدنيس مدننا المقدّسة !!
وفرش الطين والوحل في أرضنا الندية
اّه .. لو رأيت صديقتي أختي هذه المناظر المؤذية الأليمة
في غابات الليل السوداء
في ساحات النضال الدمشقية
في " الجبهات الجديدة التقدمية " !!!
كيف تلاشت الايدي
شلّت
هناك وهنا .. وهنا وهناك
اّلاف الأيادي الأيدي مشلولة
مخدّرة .. مطوية
تحت الإبط
أو في الجيوب
تحت الركبتين
أو وراء الظهر
مثنية للصنم , والصمت
لشكر الهبات والنعم
أو مرفوعة للهو والترف في صالونات الإنتهازية
أو للتسليم بنعم نعم للقائد
وللقصور البرجوازية
دون خجل .. دون وجل مرميّة !


وبعدها ,
يأتي المتخاذلون والإنتهازيون والراكعون
ويلوموننا لرفضنا التصفيق مع مجموع الموظفين الراكعين !؟
" اليد الواحدة لا تصفّق " ... قالوا ويقال
... بقيت يدك وحدها قالوا :
يحرق جلدها السوط , تقطّع تقضم , تقلع أظافرها
يشوى جسدها
تنزّ شرايينها !؟
..

وبقي القلب يمدّها
بعصيره .. بنبيذه .. بلونه
بشعيراته .. لتتفتح كالوردة
ليسقي اللحم المحروق
ويرطب الجروح ويبلسم الأوجاع والعذابات
ولينمّي عظام اليد المتاّكلة هشاشة وبردا
..........

يا ويحكم !؟
يا ويحكم ألى متى تحملوا راية المسح والقمع والشتم والحقدا
ألأنها بقيت وحدها , تصفق وترفع الصوت عالياً في الميدان , رافضة السجود للطاغية ؟
في النيران تفضح وتغني في كل زمان ومكان حتى تساءل الأنس والجان
من أين لها هذه القدرة على الإستمرار ؟ هذه اليد التي تصفق وحدها !؟
إننا قطعنا كل شريان يتصل بها من قريب أو بعيد
وحفرنا الخنادق حولها بيتها إبتداء من الجيران وأبعد دائرة !!
..


لا أحد فكّ الرموز في صفحة يدي
لا أحد قرأ الأبجدية في نيران الموقد
لا أحد جمع شعاع العين في نهار المولد
لا أحد عدّ مسامات الألم في جسدي
ولو حسبت حبات القمح في عطاء بيدري
لو قيست تواترات العزم في شلال أزمتي
وعمري
منذ طفولتي .. وصغري حتى أمومتي
لسقطت وتساقطت كل الفرضيات
كل المقولات
كل التصورات يا عمري ..
..

فأنا , أنا تلميذة الصبر .. والعمل
تلميذة الثورة .. والكتب
أنا تلميذة الثورات والأبطال والمعلمين الكبار والرواد والتاريخ والحقب
أنا المعلمة والمدرسّة والمربية والمناضلة السياسية الوفية في ساحة وطني ..
كيف لا أثق بيدي ؟
وهي كل ذاتي هي دم قلبي
يدي عرق كدحي وسهري وتعبي وعائلتي وصبر أطفالي كبش الفداء هم – حتى الساعة -
يدي رفيقة العمر عمري أنا وإسمي وسيرتي
هي التي مسحت دموع عيني
وعرق جبيني وجراح أضلعي وكتفي وظهري وأقدامي
هي من جمعت شموع احتراقي
كيف لا أثق بيدي ؟
وهي رغيف تنوري وخبز حياتي
وشاي يومي وفطوري وعشائي
هي زهر حديقتي وشجرة حقلي وعريشة داري
هي نجمة ليلي وشعاع صباحي وشمس أيامي
يدي .... هي صليب اّلامي
وعكازة دربي
حملت معي كل أثقالي وأحمالي
كيف لا أثق بها
وهي عيون أطفالي وأنامل الجياع وعذابات اأسر المعتقلين في بلدي
يدي ...
..

هي قناديل الثورة في المذود
يدي
هي من يد الشعب المشرّد
في الخيام وفي التلال
وحقول الزعتر
كانت تعيش ضمنها وفي أنسجتها
هي جزء من علم بلادي ,, وامتداد لملايين الأيادي
التي حرقوها وكبلوها وزنروها بالفحم والدم بالحديد بالسمّ
جمّدوها بالإغاثة وهيأة الأمم
جمدوها بالنعم بالمساعدات بالترغيب بالترهيب بالقصور بالركوع للصنم
وعندما علت الهجمة الشرسة
عندما استبيحت أرضنا المقدسة واحتلوا جولاننا عندما عاملوها كمومسة عندما أصبحت بلادي مدنسة
لم أر سوى يدي
سوى اليد الواحدة تصفق
ترتفع تعلو تعلو
وتقول لا لا لا
للظلم للخيانة للإنتهازية
لا للقيد لا للقمع والإعتقال والسجن
نعم نعم للحرية
نعم نعم للديمقراطية
نعم للإنسان وكرامة الإنسان
نعم للاّراء الحرة للتعددية والديمقراطية ..!
مريم نجمه / دمشق -------1976



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزهرة الجبلية
- المسيرة المدينية للثورة السورية .. المسيرة الدائرية - من الي ...
- صفحات من عناقيد الطفولة
- إلى روح الكاتبة فاطمة العراقية .. دمعتي
- إليك .. همسات نسائية
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - رقم 23
- نسيت النذور ! رؤى سريعة
- تعابير عامية شعبية - 9
- صباح الخير يا حرية .. من الثورة وللثورة - 17
- لوحة مشرقة
- خواطر .. من يوميات الثورة السورية - 21
- البدايات - لمحة ودراسة عن جذور التنظيمات النقابية والإجتماعي ...
- يوميات مريمية , من دفاتر الغربة - 14
- أمثال من بلادي .. في الوطن
- طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟
- صباحك شهداء يا وطن - من يوميات الثورة السورية - 20
- ماذا تعرف عن بلاد الثورات الشعبية - سورية - دمشق ؟ - 15
- من يوميات الغربة -15
- كما باعوا القدس باعوا حمص , وكما باعوا فلسطين باعوا سورية .. ...
- خواطر حرّة ..


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - اليد الواحدة تصفّق !؟