أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - صفحات من عناقيد الطفولة














المزيد.....

صفحات من عناقيد الطفولة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 16:53
المحور: سيرة ذاتية
    


.. صفحات من عناقيد الطفولة
إكتشاف الدائرة الأولى التي تحيط بالطفل
الأم ...أول دائرة حسية جسدية عند الطفل .

..... لتتجّسد وتترسّخ وتتكوّن وتتبلور عند مخيلة وذهن الطفل , أهداف وقيم وتقاليد وعادات وفضائل ومعارف ومفاهيم , ووجوه , تنمو مع نموه وتكبر لتصبح خطاً وسكة عريضة مستقيمة يمشي عليها حتى نهاية العمر في توازن وإيقاع الفترة أو العصر .. والحقبة والتاريخ الذي يعيش فيه ..
أول صورة تنطبع في ذهن الطفل هي صورة الأم ..الكائن الأول . الدائرة الأولى الغذائية والروحية والجسدية والنفسية والعاطفية والمعنوية والمادية التي يدور فيها وينتمي إليها ويسبح ويدور في إطارها أو ضمن إطارها ويتكيف في هيولتها ومادتها الخصبة أو المخضّبة الثرية بالحب والعاطفة والحليب ’ الإعتناء الحماية المداراة والنظافة ونقاء الروح مشاعر اللمس وحب الكائن الجديد .. وامتدادات الكينونة ومستقبل الصيرورة متلقفاً ومتنقلاً بين أفراد العائلة إبتداء من الأم والأب والإخوة وبقية العائلة الصغيرة والكبيرة ... ثم وجوه الأقارب والجيران والأتراب وزميلات المدرسة وأهل الحي والبلدة عموماً .
هكذا , تكون الوجوه وأصواتها وأنغامها وأغانيها وحبها , والصور وألوانها وحركاتها وفعلها وعملها ووظيفة ودور كل وجه ورائحته يترسخ أولاً عبر النفس و الكلمة والتخاطب اليومي وبحر اللغة .. ( الأم ) عبر الهمس واللمس والضم ومناجاة الروحين –

ثم يأتي البقية - و المكان .. المتجسد بالنوافذ والضوء والنور والظل , بالجدران والسقوف وأخشابها وعددها ولونها , والمساحة والفضاء والأرضية والعتبات والأدراج والأسوار والأبواب والقنطرة والسياج والشرفات والغرف وعددها وكل مفردات البيت الداخلية والخارجية الكبيرة والصغيرة القريبة والبعيدة جميعها تحفظ بمخزن الذلكرة بمكانها ودورها وما نمّت في مخيلته وأحدثت من مؤثرات صوتية وجمالية وحركية وعقلية .
إذا ,, يبتدئ التكوين المادي والمعنوي والروحي والإنساني والبيئي في بناء القيم والجمال والخير والمحبة والتفاعل بين الطفل والمحيط منذ الساعات الأولى لولادة الطفل .

يبتدئ يتعرف على وجوه صبغتها أرض وشموس تكيفت مع المناخ والبيئة واحتضنت كل تاريخ ما قبلها لتنقلها بوفاء وتفاني إلى كائن جديد يتشكل كالبرعم كالنبتة تحت أيدي من حوله من روابط ودوائر ..كل هذه الخيالات الأولى ستلتصق بالذاكرة كالوشم " هدية بيولوجية " وزاد مثلج , مجمّد ومحفوظ , لا ينضب يسترجعها المرء والكائن الحي عند كل استراحة للذهن , أو جلسة تأمل ليلية بين أفنان العمر , أو في مجاهل الأكمات الحادة عندما يعزم الوقوف فوق ذراها بأرجل مجرحة ليستنشق العبير فيتجدد السير بعصب البدايات والخطوات الأولى ..
--------

لقد مريت بمراحل وأوقات صعبة متنوعة , أشكر الرب أنني اجتزتها واختبرتها بسلام وحب وصبر ودمعة وكلمة , دون تأفف وهروب أو ضعف , عشت أبعادها كما الاّخرين عاشوا هذه التجارب وليس كما توصف أم يتخيلها المرء تخيلاً , أو كاتباً في أبراج مريحة ..

صحيح أن مرحلة الشباب امتداداً للطفولة ... لكن بثوب جديد وبمقومات أصلب وأقسى وأجمل إيقاعاً وأكثر خطراً وامتحاناً للإرادة والعواطف والعقل خاصة للأنثى في بلاد أو واقع أو مجتمع لا يزال مفهوم الأنثى غير متوازن –

كان هناك .. تجارب وصدمات عاطفية , وإشاعات مغرضة , حب وتضحيات ودموع وصلب للمحبة التي لا تعرف السقوط أو الإنحناء أو التلون .
نضال واكتشاف عالم السياسة , زواج ومسؤوليات .. وحمل وأولاد وعائلة جديدة وكفاح الأيام وسهر وتعب , صراعات فكرية وسياسية - كد وعلم وسهر واحتضان الشهادات والمعرفة - إضطهاد وملاحقة , الظلم والجوع والفقر والبطالة , التسريح , والديون , الألم , المرض , الوجع , العمليات - أكثر من عملية ,, , السجن وتجربة السجن وأبعادها وما أدراك ما السجن كم كان امتحان طويل وموجع وغني بالخبرات والتجارب المؤلمة اليومية !, التوقيف , التحقيق , الإعتقال , المحاكم السرقات , الحزن , المنفى , الغربة , التشرد , التوزع , التمزّق , حوادث تسمّم , حوادث السير , الحرائق , المنع من السفر ,الإنتظار الوحدة , الرحيل المستمر والتنقل , مرافقة ومعايشة الحروب و المعارك ( لبنان والعراق , سوريا اليوم ) , التعب , الإرهاق , البؤس , الشوق للأبناء والأحفاد والأهل والوطن ..
كلها تجارب ومعاناة بشرية , اجتزتها بكل شجاعة وقناعة وصبر وحكمة ودمعة , عشتها بصمت وتمزق وعناد وقوة وعزيمة وتحد .. وإيمان وصلاة ..
وما زلت حتى الساعة ..

صحيح أنني مهيأة تربوياً وفكرياً وسياسياً لمثل هذه الأمور والظروف والأوقات المرّة والحلوة , لكني كنت أقرأها نظرياً , وليس عملياً , ليست واقعاً ملموساً ومبرمجاً على هذه الصورة أو تلك , كما اختبرتها لحظة بلحظة ويوم بيوم وسنة بعد أخرى بكل ثقلها واّثارها النفسية والجسدية !

عشتها واختبرتها بدينامية الفكرالثوري المنفتح والكلمة وفعل التجربة والمشاركة الشعبية الإنسانية , وكيفية التعايش والسيطرة عليها وفي قلب الحدث والفعل وليس خارجاً عنه أو منه أو على ضفافه .. أصوّره أوأتصوره من بعيد حتى لا يؤذي النظر والجسد , بل بالعكس كان الجسد هو الذي يتفاعل ويتألم ويقاوم يجوع يعطش يشعر ويحزن ويكتب ويكتب ويصرّح ويصرخ ,, عاش الجسد قلباً وروحاً وعقلاً كل همسة وحركة وكلمة كان جسدي وعقلي وروحي هو الذي يقاوم ويتفاعل مع كل تجربة

.....
عناقيد الطفولة الملونة نقطفها في كل لحظة حزن و ألم وفرح .. وكل يوم سديمي في الخمسين أوالستين أ والسبعين من العمر نبيذاً خمرياً معتقاً يدفئ وينشّط شرايين القلب
في شتاء بحاجة أو بشوق إلى ضمّة و قبلة حفيد.. وحديث مع إبن في البعيد والعيد . أو إبنة قريبة أو بعيدة ..!
الطفولة زاد العمر .. برعم الشباب .. وورود النضوج الأمومي .. أتدفأ على نارها في وحدتي
أنا والطفولة واحد , صديقة الوحدة .. وفرح الصمت ..!
مريم نجمه / هولندة / 2012



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى روح الكاتبة فاطمة العراقية .. دمعتي
- إليك .. همسات نسائية
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - رقم 23
- نسيت النذور ! رؤى سريعة
- تعابير عامية شعبية - 9
- صباح الخير يا حرية .. من الثورة وللثورة - 17
- لوحة مشرقة
- خواطر .. من يوميات الثورة السورية - 21
- البدايات - لمحة ودراسة عن جذور التنظيمات النقابية والإجتماعي ...
- يوميات مريمية , من دفاتر الغربة - 14
- أمثال من بلادي .. في الوطن
- طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟
- صباحك شهداء يا وطن - من يوميات الثورة السورية - 20
- ماذا تعرف عن بلاد الثورات الشعبية - سورية - دمشق ؟ - 15
- من يوميات الغربة -15
- كما باعوا القدس باعوا حمص , وكما باعوا فلسطين باعوا سورية .. ...
- خواطر حرّة ..
- النفط يتكلم
- من كل حديقة زهرة : زراعة , صحة , جمال - 36
- طفولة .. أسئلة .. ومعاناة من نوع اّخر ؟ - 1


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - صفحات من عناقيد الطفولة