أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مريم نجمه - طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟















المزيد.....

طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 19:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟
المحاكم المصرية القديمة " وزن القلب " لمحاكمة بشار الأسد ونظامه ؟
لكل طاغية نهاية مهما طالت أنيابه وجرائمه و امتد الزمن ,, والطغاة ترحل وتبقى الشعوب .
ومهما تنوعت الأسباب فالموت واحد , ولكن موت الطاغية خلاص للشعب وفرح للكثيرين ممن اكتووا بنار حكمه وعذابه وسجونه واضطهاده وظلمه وسياسته التي لم تخدم الشعب وتقدمه والوطن واستقراره يوماً , بل خدمت و تخدم عائلة واحدة ومجموعة وعصابة ومافيات ودوائر وحواشي حولها لتعطيل عملية التقدم وبناء دولة عصرية عادلة .

صحيح مهما تنوعت الأسباب والموت واحد .... ولكن هذا ينطبق على الناس العاديين , أما من كان في موقع قيادة بلد وشعب ل 40 عاماً بهذه الطريقة الفاشية والأسلوب القمعي الوحشي فيجب أن يحاسب أمام شعبه والعالم , تحقيقاً للعدالة , ودرساً لأعداء الشعوب الذين سيأتون بعده -
تخبرنا الأحداث والتاريخ في القرن 20 – و21 كيف انتهى هتلر وموسوليني وبينوشيه وفرانكو وسوهارتو والشيشكلي وصدام والقذافي وبن علي ومبارك وعبدالله صالح وغيرهم كثر ..

دائماً مصير الفاشية والديكتاتورية والطغاة نهاية فيها عبرة لمن يعتبر من الرؤساء والقادة , ولكن يبقى الإنسان الذي لا يتعلم من دروس التاريخ يحمّل شعبه الويلات والكوارث وتكون نهايته ومصيره الذل والبشاعة ... ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) –
حبذا لو تعلم ( قادة وحكام وملوك ) بلادنا من تجارب غيرهم ممن سبقوهم , ومن نصائح الحكماء وشيوخ السياسة والنضال الوطني – لكن الغرور وجنون الكرسي والمال والسلطة والنفوذ وعبادة الفرد والغرور والتعالي والإنفصال عن الشعب وعدم الرضوخ لإرادته , تجعلهم يعاندون الواقع ليذهب الوطن ويدمّر ويفتت الشعب , وهم إلى مزبلة التاريخ .. ليحققوا مقولة :الطاغية حافظ ووريثه " إما أنا .. أو الخراب .. خراب البلد و الوطن " . هذا هو القصور العقلي وقمة التخلف السياسي !
وهو ما يعني قتل الناس وتهجيرهم واعتقالهم بالاّلاف وتحويل الجيش الوطني عن الأهداف التي وجد من أجلها لحماية خدود الوطن وتحرير الأرض المغتصبة إلى بوليس لذبح شعبه وحماية كرسي الطاغيبة . وتدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة والإقتصاد في سبيل البقاء في السلطة وتنفيذ إرادة الدول الكبرى التي ساند ته ورفعته إلى العرش المسلوب ..!؟؟

واليوم لدينا اّخر العنقود , اّخر مسلسل الطغاة في القرن الحالي هو النظام الأسدي فمهما استعان بالدول الكبرى وإسرائيل وإيران وروسيا وحزب الله سيسقط لا محالة فمنطق التاريخ والحق والعدالة يقول ذلك ..!
......
أعجبني ولفت نظري ما قرأت في كتاب : معجم الحضارة المصرية القديمة ..وزن القلب Welghing the Heart = *:
.. ( وزن القلب : إسم أطلق على إحتفال مصوّر في منظر , نرى منه عدة صور في كثير من مخطوطات البردى " لكتاب الموتى " ,, والمنظر بين وزن قلب الشخص الميت , يجلس القاضي الإلهي على عرش يراقب المنظر , وغالبا ما يكون هو " الإله أوزيريس تصحبه ايزيس ونفتيس " وأحيانا يكون رع , القاضي الأعظم .
ويجلس أمامه الإثنان والأربعون مستشاراً , يقدم أنوبيس الشخص الميت , فيدخل في مواجهة قضاته , ويوضع قلبه في إحدى كفتي الميزان , بينما تحتل الكفة الأخرى - الربة ماعت - او الريشة الممثلة لإسمها , ويشرف على الإحتفال " تحوت " الذي يقوم بتدوين النتيجة – كأنه كاتب الضبط في المحكمة - في لوح . وفي أثناء هذه العملية التي تقرر مصير هذا الشخص يظل الميت يتلو " الإعتراف الانكاري " المزدوج – ويكون عاماً , أولاً : " لم أقترف ظلماً ضد البشر , ولم أسئ معاملة الحيوان ....... ولم أجدف على الأله ------ ولم أجعل أحدا يبكي , وهكذا " . ثم يتلو الإعتراف الثاني المكوّن من 42 مادة , ويخاطب به الإثنين والأربعين مستشاراً . كل واحد منهم بدوره : أيها القاضي فلان ... لم أقترف ظلماً أيها القاضي فلان .. لم أقتل أحدا ...... لم أصمّ أذني عن سماع ألفاظ الحقيقة " . وغير ذلك . ويقبع عند قاعدة الميزان وحش مخيف هو ( الملتهمة ) , ينتظر نتيجة وزن القلب وهو متأهب لينقضّ على الميت إذا صدر الحكم ضده . وإذا لم يصدر الحكم ضده أطلق سراحه ليدخل فردوس العالم الاّخر ) .

• * * *

كثيراً ما نرى هذا المنظر في الدولة المصرية الحديثة وما بعدها , غير أن فكرة حكم ينتظر الشخص الميت عند عتبة الحياة الثانية , موجودة منذ الدولة القديمة , ولا شك في أنها من أقدم عناصر الفكر الديني المصري .......ومنها انتقلت بأشكال مختلفة إلى الأديان ..
أقتراح في محاكمة بشارالأسد بهذا الخيار ...
أمام هذا المشهد التاريخي المعبّر والرائع وعلى ضوء قاعدة محاسبة أي إنسان ارتكب خطأ وإساءة أو وأذية تجاه البشر والحيوان والحجر , ألا يحق لنا أن نتساءل ؟
فماذا سيقول طاغية دمشق أمام قضاته ؟ سيقول إني برئ ..!؟
فأين ذهبت دماء ( 10 ) اّلاف شهيد قتلوا بدم بارد على أيدي عصاباته وجيشه !؟
وأين ذهبت دموع واّلام واّهات اليتامى والثكالى والجرحى والمعوقين وعذاب المعتقلين , ومعاناة اّلاف الاّجئين والمهجرين في الخيام والغابات والبراري والعراء بردا وجوعا وإذلالاً ..؟
وماذا سيقول عن تدميره المدن والبيوت والمنازل والمستشفيات والمدارس فوق أصحابها ,وقتل الطفولة البريئة ونزع أظافرهم وتشويه وجوههم وتمثيله بجثث الشهداء والضحايا والرقص فوقها واقتلاع حناجرهم وأحشائهم ؟
ماذا سيقول عن تجويع الشعب وسرقة موارده وتشريد أحراره , وكوادره خارج البلاد ؟
ماذا يقول عن اغتصاب الفتيات والنساء في حجر أبائهم وأمهاتهم وقتل الأطفال الرضع ,, واقتحام الجامعات ودور العبادة , وقتل الفنانين ,والصحفيين وتحويل رجال الدين إلى كهنة في معبده الخاص وتزويره التاريخ !؟؟ وحرق معالم الحضارة وتشويه الأخلاق الإنسانية في سبيل الكرسي ؟
سيقول : إني برئ , وهذا من عمل الحاشية دون علمي , والقضاة كلهم يعلمون الحقيقة ...!؟ لكن القضاء الهادل لايخدع وسيصدر حكمه العادل ليسلم الجاني وعصابته إلى الملتهمة التي تنتظره عند قاعدة ميزان العدالة ..

وإذا كان بعض الديكتاتوريين في التاريخ مثل ( بينوشيه وسوهارتو وابن علي وغيرهم ) مرّوا دون محاسبة بحماية أسيادهم من الدول الكبرى , فإن جرائم بشار وعصابته ونظامه الغير شرعي , تجاوزت كل جرائم العالم , ولا يمكن لأحد أن يقف معه ويغض الطرف عنها ويحمي أصحابها لأنه يصبح شريكاً بها , لذلك لا مفر من محاكمة طاغية دمشق بشار وعصابته ... أمام قضاة ومستشارين نزيهين .. وليس كمحاكمة ( إغتيال أحرار لبنان ) التي طمست بأمر من أميركا وأعوانها وشركائها !!

هذه أمنيتنا وأمنية شعبنا السوري الثائر الحر المكلوم الصابر ..
كيف يتصوّر أغبياء الإعلام الأسدي أن البشرية التي تطمح دوماً لتحقيق العدالة والحرية وكرامة الإنسان منذ بناء الدولة الأولى , سواء في سومر أو وادي النيل في محاكمة أي طاغية على الأرض أو في " العالم الاّخر " ولو كان الفرعون نفسه , كيف يتصورون أن يفلتوا من العقاب ؟ عقاب الأرض والسماء .. !!
مريم نجمه / أذار , مارت / 2012
---------------------------------------
* كتاب : معجم الحضارة المصرية القديمة – ترجمة : أمين سلامة – مراجعة : د . سيد توفيق



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحك شهداء يا وطن - من يوميات الثورة السورية - 20
- ماذا تعرف عن بلاد الثورات الشعبية - سورية - دمشق ؟ - 15
- من يوميات الغربة -15
- كما باعوا القدس باعوا حمص , وكما باعوا فلسطين باعوا سورية .. ...
- خواطر حرّة ..
- النفط يتكلم
- من كل حديقة زهرة : زراعة , صحة , جمال - 36
- طفولة .. أسئلة .. ومعاناة من نوع اّخر ؟ - 1
- أقوال وحكم وأمثال متنوعة
- أوراق على ساحل البلطيق
- سريانيات : من التراث السرياني ..أعلام سريانية - 4
- نسائيات ... الحب والحرية - 8
- من يوميات الثورة السورية - 17
- من إبداعات الثورة السورية - 6
- هل كان الإستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد ...
- متى ستكون الشخصية الوطنية المستقلة حاضرة في الثورة السورية ؟ ...
- من الرائدات : المناضلة الشيوعية المخضرمة ( أم الشهيدين ) , ا ...
- من يوميات الثورات العربية الشعبية - 17
- يوميات .. من دفاتر الغربة - 14
- من كل حديقة زهرة - 35


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مريم نجمه - طاغية دمشق أمام القضاء الفرعوني ؟