أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح الجوهري - نذير شؤم














المزيد.....

نذير شؤم


سماح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صعد الإخوان المسلمون إلى حكم مصر . مصر صاحبة البهاء الحضاري الذي تغبطها عليه الدنيا بأسرها شرقها وغربها ،فمن يمتلك ارضا شاسعة يخترقها نهر كشريان يبث فيها الحياة , بل من يمتلك انسانا يحمل بداخله تلك الروح الوثابة الطيبة التى تتسم بالطيبة والاصرار فى ان واحد فالبعض يمتلك البترول والبعض يمتلك الأسلحة والقوة ، ولكن من يمتلك حضارة بعراقة الحضارة المصرية؟حضارة ماعت، كان الجيران من قبل يسيل لعابهم وهم يتجولون في شوارع مصر فيشاهدون هرما تكسو قمته الذهب ،وكانوا يبهتون إذا ما شاهدوا المعابد والحدائق ،وهم مايزالون يسكونون الخيام ويلهثون وراء المطر.
الكل كان متخوفا من تلك اللحظة ، اللحظة التي يحكم مصر فيها الإسلام السياسي ، ومنبع الخوف ليس من الإخوان المسلمين في ذاتهم ولكن الخوف من الرجوع بمصر والتقهقر لمنزلة بعض جيرانها والذين لا حضارة لهم .
وتأكدت تلك المخاوف حين حصل الإخوان المسلمون على أغلبية مقاعد مجلس الشعب المنحل ،وبدلا من ظهور سياسي محنك ، وجدناهم يتوعدون معارضيهم ويظهر المرشح الإخواني محمد مرسي ليعلنها صريحه "سنضرب بيد من حديد ....." برغم انها قيلت ـ وللامانةـ فى سياق الحديث عن عدد محدود من بقايا النظام الا ان وقع الكلمة بما لها من موروث لغوى عنيف يشعر بالقلق وهذا الخطاب العنتري كان أول الشرر .
بل وصل الأمر لأبعد من ذلك وها هو الرئيس الذي أقسم على احترام الدستور والقانون يصدر قرارا بإعادة مجلس الشعب المنحل والسؤال هل ستكون مصر دولة سيادة القانون أم قانون السيادة ؟
كان على الجماعة أن تسلك طريقا من أثنين ، إما أن تحاول إرضاء وطمأنة القوة الليبرالية الطامحة في دولة مدنية لا سيادة فيها سوى للقانون والذي يضمن حقوق الأقليات وحرية الفكر والإبداع وستحصل المرأة في ظله على شيء من الطمأنينة على مستقبلها المبهم .
والخيار الثاني هو أن تظهرالجماعة بفكرها الأصولي دون وضع أي اعتبار لمدنية الدولة وبذلك تضمن تأييد أفراد الجماعة ومحبيها والذين تظنهم الأغلبية .
وما بين الإتجاه الأصولي ودعاة الدولة المدنية، إنحازت الجماعة للفكر الأصولي ، وظهرت لنا بعض الأفكار الصادمة ومنها ما جاء على لسان عزة الجرف، نائبة مجلس الشعب التابعة لحزب الحرية والعدالة عن دائرة 6 اكتوبر، والمعروفة بإسم "أم أيمن " بإلغاء قانون التحرش الجنسي، وبررت ذلك بأن "سبب التحرش هو عُري النساء وبالتالي فالمتحرش غير مخطيء"!

وقد سبب هذا الطلب حالة من الغضب والاستياء حيث إن النائبة من المفترض أن تدافع عن حقوق بني جنسها ولا تنتقص من كرامتهن بإالغاء قانون يحميهن من التحرش .

من الجدير بالذكر ان النائبة عضو فى اللجنة التأسيسية للدستور مما يشير الى عودة زمن الحريم من جديد.

يُذكر أن الجرف قد طالبت من قبل بعدة أشياء مثيرة للجدل ، إلغاء قانون الخلع ومنع إثبات أبناء الزنا. كذلك المطالبة بقانون يسمح للزوج باغتصاب زوجته ومنع المرأة من السفر لأن به خلوة مع رجال غير زوجها.

كذلك الغاء منح الجنسية لأبناء المصريات المتزوجات من أجنبي، وإلغاء قانون إخبار الزوج لزوجته الأولى إذا رغب في الزواج عليها بحجة "تفتيت الأسرة"
كذلك تبيح ضرب الأطفال وإلغاء قانون ملكية الشقة للزوجة لأن الرجل أصبح مهددا بالطرد في بيته .

أنا لا أرى في مثل تلك النداءات أي شيء يحسب على الجماعة ، فقد جاءوا بفكرهم الأصولي والكل يعلم أن المسألة مسألة وقت لا أكثر وسوف يفرض الإخوان المسلمين فكرهم على كافة مؤسسات الدولة وربما أجلسوا النساء بالمنزل وطالبوا المسيحيين بدفع الجزية وربما وصل الأمر لأبعد من ذلك فسوف يذهبون إلى تكفير الشيعة والبهائيين وسيجد أي ليبرالي أو علماني صعوبة في الإعلان عن أفكاره لأن أي فكر سيخالف فكرهم سيتم تكفيرصاحبه ، وربما شاهدنا الإعدام عيانا بالميادين في وضح النهار.
وقد يقول البعض تفاءلوا بالخير تجدوه وإن هذه الأمور بعيدة ومبالغ فيها وأنا أقول لهم أن هذه الأمور قريبة وشيكة الحدوث أسرع مما نتوقع ،وخاصة بعد ممارسة العهر السياسي لبعض ألمع الأسماء الثقافية في مصر والذين ظهروا كداعمين للثورة في بدايتها ثم سرعان ما تحولوا لمباركة الحكم الإخواني لمصر وكأنهم سعداء بالرجوع إلى الخلف أو يغفلون خطورة الحكم الديني لدولة بعراقة مصر فأول ما سيتأثر بهذا الحكم هي حرية الفكر والإبداع ، وقد بدأ هذا مبكرا وحكم على الفنان عادل إمام بحبسه ثلاثة أشهر وتسديد غرامة 10000 جنيه بتهمة إزدراء الأديان في أعماله والاستهزاء بالجلباب والحجاب والنقاب في أعماله الفنية من بينها مسرحية «الزعيم"، وأفلام «مرجان أحمد مرجان»، و«الإرهابي» و«حسن ومرقص".
وحتى شباب الثورة والذين كنا نظنهم الأمل سارعوا بالجري وراء مصالحهم فظهر وائل غنيم كمبارك للرئيس محمد مرسي وحقيقة لا أعرف هل وائل غنيم واسماء محفوظ واسراء عبد الفتاح وعلاء الأسواني وحمدي قنديل وعمرو حمزاوي سعداء بإعتلاء التيار الأصولي ممثلا في الإخوان المسلمين للحكم. تلك الاسماء وغيرهم كثيرون ممن ظهروا كنشطاء ثوريين ثم باعوا القضية مقابل عدة جوائز أو العمل كمقدمين للبرامج بالتليفزيون أو ككتاب صحفيين وربما طمح البعض بوزارة التعليم أو الإعلام وخلاصة القول أن الثورة كانت للبعض منهلا عملوا وبأقصى جهد للغرف منه ، وقد تاجر الجميع بالثورة إخوان ومثقفون وسياسيون وفنانون ، وشاهدوا مصر تتحول إلى دولة دينية دون إن يعبأ هؤلاء دون ان يعتصموا بالميادين .
ولهم جميعا نقول إن الشرط الأساسي للمتاجرة بالوطن هو قانون التجارة ذاته وهو "أن التجارة مكسب وخسارة"إلا أن الخسارة ستكون فادحة لأنها خسارة وطن .



#سماح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم المثقف في روايات يوسف زيدان
- الأمن القومي المصري - بيد من سيكون؟
- أبو الفتوح عميل مزدوج
- درة التحرشات الإسلامية، الطمع في منصب الباباوية
- وداعا ابي - في وداع البابا شنودة الثالث
- التعري من أجل الحرية
- قراءة في ملف مذبحة ماسبيرو 9 أكتوبر
- الجيش المصري الذي كان! : تعليقا على أحداث ماسبيرو
- المؤامرة على مصر : المد الشيعي
- ما بين النقد النصي والأخلاقي للإسلام
- شيرشيه لو شوفور
- بلا وداع ... يا بن لادن
- سقط الشيوخ ... فمتى سيسقط الإسلام من بعد النظام؟
- المادة الثانية من الإسلام
- بعد 30 عاما أفلح الجهاديون
- بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة
- المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
- نعم .. بالكنائس أسلحة
- مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
- حماقة الأسقف وتدليس المفكر


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح الجوهري - نذير شؤم