أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صلاح الجوهري - بلا وداع ... يا بن لادن














المزيد.....

بلا وداع ... يا بن لادن


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 16:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بدأ حياته بتقديم غيره للموت وأنهاها بمقتله وراء امرأة استخدمها كدرع بشري.

تلك هي نهاية بن لادن التي طالما كان العقل المدبر والممول الرئيسي لعمليات الإرهاب الإسلامي في العالم، وكان الملهم لكثير من القتلة في العالم الإسلامي.

لقد كان دائما ما يختفي ويراوغ في حين يقدم شبابا إلى الموت طوعا وهو من أعطى لنفسه الحق في الإفتاء وهو من طوع أمواله لخدمة أغراض شيطانية ملتحفا بشرعية زائفة إلا وهو الشرع الإسلامي الذي يرخص له إنهاء حياة أي شخص لمجرد أنه غربي أو غير مسلم بدعوى الحرية والمقاومة ونشر الدين.

أن عملية قتل أسامة بن لادن كانت عملية شاقة وصعبة ومعقدة جدا ولم يذكر لنا التاريخ أن بلدا أخذت تتعقب رجل واحد كهذا فمدة العشر سنوات كانت تطوع فيها كل الوسائل الاستخباراتية والرصد في سبيل تحقيق هدف واحد هو رقبة بن لادن. وأخيرل كللت تلك الجهود بموته في مخبئه. وربما في المستقبل القريب سيكشف لنا عن تفاصيل تلك العملية المعقدة.

أن بن لادن بعد أن هيئته أمريكا كشوكة في ظهر النظام السوفياتي لم تكن تتوقع أن ينقلب عليها حال تفكك الاتحاد بل لم يخطر ببالها أن الفراغ الجهادي الذي نتج بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان سيؤدي إلى تحول الاهتمام الجهادي حول قضايا المنطقة التي تتورط فيها أمريكا.

بن لادن كغيرة من البشر -وأسف لهذا التعبير- ما إن حقق نصرا كبيرا على المعسكر الشرقي السوفياتية الذي يناطح أمريكا حتى خيل إليه أنه يمكنه يناطح أمريكا، وهذا الطموح الذي جعله يتبنى قضايا هي الأبعد عن تفكيره فقط لمحاربة الطاغوت الأكبر ونشر دين الإسلام، فوجد ضالته بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية ثم تحرير الكويت ومقاومته غزو العراق ثم إمداده المجاهدين في صربيا والجبل الأسود ودعمه للحركات الإسلامية الانفصالية غرب روسيا الأن ومناوشاته وعملياته الإرهابية في أفريقيا ومصر والجزائر والسودان واليمن.

طموحه لم يكن له حد، فهو دائما متعطش للدماء وقد وجد ضالته في معاداة الغرب.

بعد 11 سبتمبر أيقظ بن لادن المارد الأمريكي الذي قلب المنطقة رأسا على عقب، فهذا المارد في محاولاته للعثور على البرغوث الذي ضايقه، إلا وهو بن لادن، غير الخريطة السياسية بكاملها في منطقة الشرق الأوسط وأنتشر الجيش الأمريكي بدعم عالمي هائل لمحاربة رؤوس الإرهاب وأوجد بن لادن ذريعة للوجود الأمريكي في المنطقة. فتم غزو أفغانستان ثم العراق وطوقت إيران وتبدلت النظم العربية إلى الإصلاح. كل هذا بسبب حماقة التفكير الإرهابي الذي أنتهجه بن لادن. وكلي اعتقاد أن ما فعله الأمريكان بالمنطقة ليس دفاعا عن الشرعية ولا محاربة اسلحة الدمار الشامل بل كان هدفة البحث عن بن لادن فقط في أعقد عملية عسكرية إستخباراتية يشهدها التاريخ، وللعلم فإنها جاءات في صالح أمريكا وإسرائيل وضد الإرادة العربية والإرهاب الإسلامي.

اوجدت أمريكا لنفسها قدم في الشرق الأوسط، زاد سوق السلاح الأمريكي في المنطقة، واستخدمت أسلحة متطورة وتم تجربتها في حربي أفغانستان والعراق، زات الاعتمادات المالية للتسليح، أعلنت أمريكا عدة مرات عدم تخليها عن حليفها الاستراتيجي الإسرائيلي، طوعت إيران لترهب دول الخليج وأوجدت لنفسها مصدر دخل لحماية الخليجيين، عملت على زيادة سعر البترول وكانت أمريكا هي الوسيط بين عمليات بيع وشراء البترول.

لم يكن متوقعا حدوث هذا التغير السريع في المنطقة وبين الانظمة العربية. فخلال عشرة أعوام فقط، تبدلت المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها والشكر كل الشكر لبن لادن.

اليوم نهنئ أنفسنا بأن رمز من رموز هذا النظام الإرهابي قد قتل. وقتل بطريقة مشينة خائبة خلف امرأة أستخدمها كدرع بشري وليس في ميدان معركة يقاتل بشرف بل كان متخفيا عن أعوانة الذي يحركهم وهو نائم في فراشة الوثير وبين جنبات مبنى فخم استخدم كمخبى له.

اليوم قتل بن لادن ودفن بطريقة مهينة جدا للشعب الإسلامي. ونال ما استحقه وطوي التاريخ صفحة تضمه مع من يتساووا معه في المكانة، هولاكوا، هتلر، جانكيزخان وكافة القتلة وسافكي الدم.

أعزي الآن أقارب كل الذين قتلوا أو ترملوا أو تيتموا بسبب هذا الشيطان وأقول لهم أن نهاية كل قاتل هو القتل وها هو نراه مقتولا ومدفونا لا نعرف له قبرا.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط الشيوخ ... فمتى سيسقط الإسلام من بعد النظام؟
- المادة الثانية من الإسلام
- بعد 30 عاما أفلح الجهاديون
- بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة
- المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
- نعم .. بالكنائس أسلحة
- مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
- حماقة الأسقف وتدليس المفكر
- جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل
- في مسأله حرق القرآن
- وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!
- حصار غزة والتمثيلية التركية
- طيور الجنة الإسلامية
- ألف سلامة يا ريس (بالألماني)
- خيوط مذبحة نجع حمادي
- حديث البلاغة والبُلغة
- مصر - الجزائر ... تعادل
- هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
- الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
- الإسلام والردة الحضارية في مصر


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صلاح الجوهري - بلا وداع ... يا بن لادن