أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح الجوهري - ألف سلامة يا ريس (بالألماني)














المزيد.....

ألف سلامة يا ريس (بالألماني)


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 10:41
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أصيب الرئيس المصري منذ أيام بوعكة صحية ذهب على أثرها إلى ألمانيا لإجراء جراحة لاستئصال المرارة. والآن يتمتع الرئيس بصحة جيدة ونتمنى أن يعود للوطن سالما ومعافى بإذن الله.

ولكن هذا الخبر طرح العديد من التساؤلات وتزامن مع كثير من القضايا الهامة التي تعيش فيها مصر. فمرض الرئيس سلط عليها الضوء وأثارها على الأقل كأفكار خاصة. فمثلا:

أولا: من يخلف الرئيس؟
فمن المعروف أن الرئيس قد تعدى سن الثمانين وهي سن حرجة جدا خاصة لمن يقوم بأعباء جسيمة كحم مصر، وسن الرئيس والسؤال عن من يخلفه تزامن مع الأمل الشعبي لتولي البرادعي السلطة أملا في تحسين حياة المواطن العادي.
أيضا لماذا لا يعلن لنا الرئيس عن نائبا له إلى الآن؟

ثانيا: العلاج على نفقة الدولة
علاج الرئيس بالخارج ألقى الضوء و تزامن أيضا مع مناقشة قانون محاسبة الوزراء وكذلك الرقابة على أداء السادة الوزراء الذين يستغلون مناصبهم في العلاج على نفقة الدولة حتى أن منهم من وصل فاتورة علاجه أكثر من مليوني جنيه مصري. والتشديد على أن العلاج على نفقة الدولة من حق الشعب تماما كما هو من حق الوزير وحاشيته. ولا يجب أن تكون سهلة لأصحاب النفوذ صعبة لمن يعيش بقوت يومه.
تلك القضية تزامنت مع مرض الرئيس والسؤال هو هل من حق رئيس الجمهورية العلاج على نفقة الدولة؟ هل حاشيته ومرافقيه تتحمل الدولة إقامتهم في فنادق الخمس نجوم ؟؟ قد تصل عملية إزالة المرارة في ألمانيا إلى أكثر من 5 ملايين جنيه مصر شاملة الإقامة أسبوع والانتقالات وأجرة المستشفى والعاملين بها إن لم تزد عن ذلك. في حين أن عملية استئصال المرارة في أي مستشفى مصري حكومي قد لا يكلف المرء أكثر من 500 جنيه مصر فقط لا غير ويخرج ثاني يوم ... إني أتسأل فقط.

ثالثا: الثقة بالطب المصري:
الرئيس المصري – من المفترض به- أكثر إنسان مصري وطني لديه انتماء لمصر بحكم صفته وعمله، فإن كان الرئيس المصري وهو صاحب القرارات الحاكمة في البلد لا يثق بقدرة قطاع الصحة ووزارتها التي يرأسها هو فمن منا يثق بعد ذلك. وإن كان لا يثق في الآداء الطبي في مصر فأين القرارات التي يصلح بها قطاع هاما كقطاع الصحة؟

لقد وقع اختيار الرئيس على مستشفى هايدلبرغ الجامعي الذي كان يعالج فيه المستشار الألماني السابق هلموت كول ولسمعة المستشفى في علاج الساسة وأصحاب النفوذ. فتشابه الرئيس وموقفه مع كل أصحاب الأموال الذين لا يهمهم سوى الخلاص بأنفسهم غير حريصين على سمعة البلد.

إن ذهاب الرئيس للعلاج بالخارج يحمل معاني كثيرة تخص تلك النقطة، فهو لا يثق بقدرة الطب المصري على علاجه خاصة أن علاج المرارة أو استئصالها ليست بالعملية الصعبة التي نلجأ إلي الخارج للعلاج منها، بل أنها عملية سهلة شائعة في مصر ومصاريف عملها وعلاجها زهيدة جدا.

هل يخشى الرئيس من العلاج المصري؟ أذن أين قراراتك لإصلاحه. أم ترى يخشى المؤامرات والفتن ما إن يذهب في البنج؟ أيضا مجرد تسأول.
أيضا هذا الموقف أمام العالم أضعف من قدرة الطب المصري على علاج مثل هذه العمليات السهلة بل زاد رصيد ألمانيا كثيرا. لقد كانت فرصة ذهبية أمام العالم أن يأخذ الرئيس موقفا وطنيا يبعث رسالة للجميع على أن الطب المصري قادر على مثل تلك العمليات التافه وأن الرئيس يثق بشعبه.

ويحضرني في هذه النقطة موقفان، الموقف الأول كان للملك فاروق، فحين كان مسافرة بسياراته إلى مصيفه برأس البر –على ما أعتقد- حدث له حادث على الطريق أضطر إلى دخول المستشفى ولكنه أصر على أن من يعمل له العملية الجراحية يكون طبيبا مصريا، على الرغم من توافر أطباء أنجليز وفرنساويين وطليان أكفاء بكثرة في مصر في تلك الفترة. بهذا الإصرار أعطى الملك فاروق درسا إلى الجميع في ماهية الوطنية والثقة بشعب مصر رغم أنه من أصول غير مصريه.

الموقف الثاني هو للرئيس حسني مبارك، الذي ما إن تولى منصبه كرئيس مصر وأصل على أن كل ملابسه تكون من مصانع للملابس الجاهزة المصرية، ولكن طبعا ما فارق الصنعة فإن له باترون خاص ونوعية قماش خاصة غير متداولة. ولكنها في النهاية لفته ظريفة لتشجيع الصناعة المصرية والوقوف بجانبها لتحسينها.

أثناء عملي بإحدى مدن الخليج منذ سنوات كنت قد اشتريت كاميرا فيدو وكنت أصور أصدقائي في أحدى الحفلات التي تقيمها الجالية المصرية هناك وكان ضمن المدعوين رجل ياباني. هذا الرجل ما إن رأى الكاميرا في يدي ومكتوب عليها سوني حتى أخذ يمتدح اختياري لها ويمتدح صناعة بلدة، وأن اختياري في محله، أعتقد للوهلة الأولى أنه شريك في تلك الشركة أو على الأقل قد أشترى منها لذا فهو سعيد أن لدي مثلها. ولكن أتضح لي أنه رجل عادي جاء كعامل في إحدى المطاعم كمدير ولا علاقة له بصناعة التكنولوجيا ولا يملك سببا لاقتناء تلك الكاميرا التي نشتريها نحن كعرب كنوع من الكماليات وتلميع الصورة المجتمعية. هذا الرجل كان وطنيا وإحساسه بالانتماء إلى بلاده اليابان أقوى من صمته. لأن تلك الكاميرا في نظرة ليست منتج إلكتروني فقط ولكنه منتج ياباني وطني يبعث على الفخر والاعتزاز والمساندة والتسويق له. هذا موقف وطني من هذا الرجل لا أنساه ما حييت.

سيدي الرئيس أنك الوحيد الذي يمكنه أن يغرس حب الانتماء لهذا البلد لأنك رمز له وممثله. ونتمنى أن تكون لك مواقف وطنية قوية تشجع بها أبناء بلدك حتى ولو بالكلام. ثق في أبناء وطنك الأطباء لأنهم في كير من المواقف يثبتون أنهم أكفأ من الطبيب الأجنبي.

أتمنى لك يا سيادة الرئيس الصحة والعافية وطول العمر فاختلافنا معك لا يعني إلا مزيدا من الحب ونتمنى أن تشاركنا في الغيره على هذا الوطن.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيوط مذبحة نجع حمادي
- حديث البلاغة والبُلغة
- مصر - الجزائر ... تعادل
- هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
- الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
- الإسلام والردة الحضارية في مصر
- زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال
- التوراة ... كيف وصلت إلينا؟
- الأصول الوثنية في عبادة الحجر الأسود
- ما بين منير حنا وسيد القمني ... يا وطن أحزن!
- الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح الجوهري - ألف سلامة يا ريس (بالألماني)