أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الجوهري - وداعا ابي - في وداع البابا شنودة الثالث














المزيد.....

وداعا ابي - في وداع البابا شنودة الثالث


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 12:32
المحور: المجتمع المدني
    


ودعت مصر والعالم، رمزا من رموز الأرثوذكسية وعامودا من اعمدتها سيدنا مثلث الرحمات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك ورئيس أساقفة المدينة العظمى الإسكندرية وليبيا والخمس مدن الغربية وأثيوبيا وأرتريا وآسيا واستراليا وسائر بلاد المهجر، أب الآباء وراعي الرعاة قاضي المسكونة، خليفة القديس مارمرقس الرسولي. بابا العرب. حبيب المسيح.

لم ولن نعرف في عصرنا الحالي رجل بمثل قامته الروحية والمعرفية والوطنية. فقد كان أبا لكثير من الأبناء ونصيرا لكثير من الضعفاء، أخا ومرشدا روحيا ومعلما لأجيال، راهبا وكاهنا واسقفا وبطريركا. حكيم العصر وصمام أمانه. رجل الوطنية ومعلمها، العنيد في الحق والأمين على بيعته. المثقف والصحفي والكاتب والأديب. الشاعر والفيلسوف. المفسر والواعظ والمعلم. الوديع والهادئ والمتأني. الصامت المتكلم. رجل السلام والحرية والمحبة.

لقد كان البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة الأرثوذكسية القبطية لأكبر الأقليات في العالم ولكنه في نفس الوقت كان رمزا مصريا خالصا عاصر تاريخ مصر وقاد الكنيسة في أحلك تاريخ معاصر لها وكان كرأس الميزان السيف ذو الحدين الذي لا يميل إلى ناحية فكان يعدل بين مشاكل الكنيسة الداخلية وبين مشاكل الوطن وما بينهما حينما تتهم الكنيسة تارة بمعاداة الإسلام وتتهم الدولة باضطهاد الكنيسة.

تحمل الرجل جميع المشاكل الداخلية في شعب الكنيسة وتحمل وصد اعداء للكنيسة من الداخل والذين يحاولون النيل منها من أجل منفعتهم الشخصية كما تحمل صراعات الأساقفة الداخلية وأمور المهجر ومشاكله، كما تحمل المشاكل الخارجية كظلم وجور الوطن على أبناءه وتهميشهم وخطف بناتهم وإسلامهم قهرا وقسرا، ووصل الحد إلى هدم كنائس وإحراقها والتمثيل بمقدساتها ورفات قديسيها. وتهجير مسيحيين وقتلهم على الهوية وتكفيرهم تارة في وسائل الإعلام دون حساب من القضاء الأعرج، وتارة بسبب تحريض شيوخ الجوامع حينما تحدث أزمة ما بسبب شائعة بناء أو تجديد كنيسة. تحمل سفالة من يدعون أنفسهم دعاة الإسلام وقذارة أفواههم.

تحمل المظاهرات التي خرجت يوميا في شوارعا الإسكندرية من قبل السلفيين قبل الثورة والتي كانت تخرج "بعد الصلاة" لتندد به وتقذفه بابشع الشتائم ويدوسون ويحرقون على صور لقداسته وتهدد المسيحيين بالدم والنار. وكانت سببا من اسباب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية والتي راح ضحيتها أكثر من 24 شهيدا. تحمل صفاقة وحماقة من أدعوا أن بالكنيسة أسلحة وسكت في هدوء وحكمة. صمد أمام دهس وقتل المسيحيين العمد في أحداث الزاوية الحمرا ومحرم بك والكشح وأبو قرقاص وأطفيح وحلوان والعمرانية والمقطم وماسبيرو، والعامرية واسوان. .. إلخ .. ولم يفتح فاه إلى للصلاة.

تحمل الوقاحة والخيانة، الغضب والتجني عليه، تحمل تفاهة ومراهقات من يدعون انفسهم دعاة سلام وأتباع خير الأنام.

صمد أما كل المحاولات السهلة لفصل المسيحيين عن بلدهم مصر فكان يرفض أن يتكلم عن مشاكل الأقباط عالميا ولا يقبل أن تكون مشاكل الأقباط مادة حوار مع أي صحفي أو مسئول دولي فكان لا يناقش قضايا الأقباط إلا بالداخل. كما رفض أن تكون دولة مستقلة للمسيحيين الأقباط. ففي الوقت الذي نادى به السادات بأنه رئيس مسلم لدولة مسلمة قال البابا إن كانت أمريكا ستحمي أقباط مصر فليم الأقباط وتحيا مصر.

صمد أمام حماقة السادات وتعصبه وتحمل الإقامة الجبرية التي فرضها نظام السادات عليه وعلى الأساقفة ورؤساء الكنيسة، وحبس بعضا منهم. له مبادئ وطنية نبيلة لا تجدها في أشرف رجال بالدولة. فهو الوحيد الذي اعطى قرار بعدم زيارة القدس إلا إذا تحررت من الاحتلال وهو الوحيد الذي ردد انه لن يدخل القدس إلا يدا بيد مع المسلمين.
تحمل ما لا يحتمله رجل. وحمل حملا ثقيلا جدا تنوء بحمله الجبال.

والأن نتحمل بعضا مما كان يحمله سنتحمل سفالته وشماتة من يحتفلون بموته وكأن الموت عنهم ببعيد. وسنتحمل جليطة وقلة ذوق السلفيين من اعداء مصر اللذين فرحوا بموته وامتنعوا عن تقديم واجب العزاء أو الوقوف حدادا على روحه الطاهرة. سنتحمل من نعى بن لادن عدو مصر والإسلام ويرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية ولم ينعى البابا فقيد مصر رجل المحبة والسلام.

بقلب حزين يعتصره الألم. أنعي مصر والعالم في هذا الرجل العملاق وعزائي الوحيد أنني احيا وسوف أموت على رجاء القيامة.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعري من أجل الحرية
- قراءة في ملف مذبحة ماسبيرو 9 أكتوبر
- الجيش المصري الذي كان! : تعليقا على أحداث ماسبيرو
- المؤامرة على مصر : المد الشيعي
- ما بين النقد النصي والأخلاقي للإسلام
- شيرشيه لو شوفور
- بلا وداع ... يا بن لادن
- سقط الشيوخ ... فمتى سيسقط الإسلام من بعد النظام؟
- المادة الثانية من الإسلام
- بعد 30 عاما أفلح الجهاديون
- بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة
- المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
- نعم .. بالكنائس أسلحة
- مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
- حماقة الأسقف وتدليس المفكر
- جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل
- في مسأله حرق القرآن
- وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!
- حصار غزة والتمثيلية التركية
- طيور الجنة الإسلامية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الجوهري - وداعا ابي - في وداع البابا شنودة الثالث