|
- ديكارت - كانَ مُحِقاً
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 20:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول رينيه ديكارت [ عليكَ .. لكي تعرُف ما يُفَكِر فيه الناس حقاً .. أن تنتبِه الى ما يفعلونه لا ما يقولونه ] . والإثباتات مُتوفرة يومياً على صِحَة كلام ديكارت . والساحة السياسية العراقية .. تعُج بالأمثلة على ذلك : ففي كُل خطابٍ لرئيس الوزراء " نوري المالكي " وفي كُل زيارةٍ له ، يورد عشرات المرات .. كلمات الديمقراطية والعدالة والتوزيع المتوازن للثروات والامن ومُحاربة الفساد وتوفير الخدمات .. ان " ما يقوله " كلامٌ جميل ومُريح .. لكن " ما يفعلهُ " في الواقع مُختلفٌ تماماً . فحزبه وحلفاءه المتحكمين بالسلطة في بغداد ، غارقون بالفساد حتى أعناقهم .. والخدمات في أدنى مستوياتها والأمن غير مُستتِب . أما رئيس أقليم كردستان " مسعود البارزاني " .. فأن " كلامهُ " منذ سنوات ، عن مُحاربة الفساد والحد من النهب وتَوّعُد الفاسدين بالمُحاسبة والعقاب القاسي والوعود بالإصلاحات الجذرية .. لقد كان " كلامه " عندما سمعتهُ حينها .. بلسماً شافياً لجراحنا الناتجة عن الفساد المُستشري .. أو إعتقدنا انه سيكون بلسماً شافياً .. وأملاً في تغيير الاوضاع نحو الأفضل . لكن " ما فعلهُ " الرئيس خلال السنوات الماضية .. لم يكن إلا ترقيعات بسيطة لم تُعالج الفساد ولا إحتكار السلطة والنفوذ والمال . " اسامة النُجيفي " رئيس مجلس النواب .. دّوَخنا قبل ثلاث سنوات بشعارات بّراقة و " قال " بأنه سيكون مثالاً للنزاهة والوسطية وعلى مسافة واحدة من الجميع .. وذلك قولٌ جميلٌ وحكيم ، لكنه " فعلَ " خلاف ذلك على طول الخط .. فأن الرائحة الفاسدة لمشاريعه التجارية في الداخل والخارج ، فاحتْ وأزكمتْ الانوف .. وإنغماسه في مشاريع سياسية مشبوهة ، أجهزتْ على البقية من مصداقيته المُفتَرَضة . حتى قادة الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً .. هُم من أكثر الناس " كلاماً " عن الديمقراطية وحقوق الانسان .. وان أقوالهم وكلماتهم بديعة وجميلة في الشكل .. لكم " أفعالهم " مُعاكسة لِكُل ذلك . فأسلحتهم تقتل الناس يومياً في أرجاء العالم وهم يصنعون الحروب والأزمات والمشاكل صنعاً . وشركاتهم العملاقة المُحتكرة .. تسرق خيرات الشعوب في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية وغيرها .. وتُكّدس الاموال الخُرافية ، مُجّوِعةً ملايين البشر حولَ العالم . ان الغرب حين يتحدث عن " حقوق الانسان " بمُناسبةٍ او بدونها ويُبالِغ في ذلك.. فأنه يشبه المرأة التي تتحدث دوماً عن " الشرف " بمناسبةٍ او بدونها ! . فكما ان المرأة التي تفعل ذلك بمُبالغة .. تُثير حولها الشكوك .. فأن الولايات المتحدة والغرب عموماً ، الذين يسهبون في " الحديث " عن حقوق الانسان ، يثيرون الريبة .. لأن " أفعالهم " يتناسىون من خلالها ان من ضمن حقوق الانسان : الحق في العيش الكريم ، والسكن اللائق والرعاية الصحية والتعليم .. الخ .. وان سياساتهم الاحتكارية الجشعة ، هي التي تحرم الملايين حول العالم .. من هذه الحقوق ! . ......................... كان " ديكارت " مُحقاً في قولهِ تماماً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضراب الرئيس عن العمل
-
ما بعدَ مرحلة الطالباني
-
زاوية في السوق السياسي العراقي
-
مُحّلِل سياسي
-
الموصل .. بؤرة التوتُر
-
إستراحة .. مع الحروف والنقاط
-
مُجّرد أصفار
-
في كُلٍ مِنّا ... شئٌ من صَدام
-
تهديدٌ وإبتزاز
-
العِناد
-
بئسَ دولةٍ أنتُم فيها القُواد
-
ميزانية الأقليم 2012
-
وردةٌ بيضاء على لحدِكَ يا أبي
-
ماذا لو ؟!
-
المسافة
-
البيشمركة المُناضل ( خوسيه موخيكا ) !
-
المراحيض الغربية والشرقية
-
دولة الدكاترة
-
التصالُح مع النَفس
-
الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
المزيد.....
-
إليكم ما نعرفه عن تفاصيل عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين من غ
...
-
الجيش الإسرائيلي يعترف بفشل اعتراض طائرتين بدون طيار أطلقتا
...
-
بلينكن يطالب حكومات الشرق الأوسط بـ-الضغط على حماس- لقبول م
...
-
شويغو يبحث مع فيدان العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون ا
...
-
رفض الصين المشاركة في مؤتمر سويسرا يخيب آمال زيلنسكي
-
وسائل إعلام عبرية: اندلاع حريق في سفينة بميناء أحواض بناء ال
...
-
لافروف يجري أول محادثات مباشرة مع القائم بأعمال وزير الخارجي
...
-
مسؤول في -حماس-: تعليقات بلينكن عن وقف إطلاق النار منحازة لإ
...
-
مصر.. تفاصيل مقتل ابن شقيق العرجاني
-
لحظة إنقاذ طفل سوري من بئر في إدلب
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|