أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإسلام الصحيح فى حوزة من ؟















المزيد.....

الإسلام الصحيح فى حوزة من ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتشرتعبير(صحيح الإسلام) وأنّ ما يقوله (المُعتدلون) هوالإسلام الصحيح، بينما يرى المُتشدّدون أنّ مفهومهم للإسلام هوالأصح. وهنا وقع الفريقان فى مغالطة يرفضها علم المنطق. فكل فريق يدّعى أنه يملك الصواب المُطلق. والأهم (فى هذه الظاهرة) أنّ الفريقيْن يستخدمان نفس الحجج (القرآن والأحاديث) ولم ينتبها إلى الحقائق الثابتة مثل تعدد المذاهب (أربعة رئيسية: الشافعية، الحنيفية، المالكية، الحنبلية) غيرالمذاهب الفرعية فى النطاق السنى فقط . ولم يهتما باختلاف التفاسير(تفسيرالطبرى يختلف عن تفسيرالقرطبى، وتفسيرابن كثيرغيرتفسيرالجلاليْن وهكذا) بل إنّ أسباب النزول اختلف فى شأنها القدماء والمُحدثون.
وإذا كان الصراع يدوربين (المُعتدلين) و(المُتشدّدين) وكل فريق يدّعى امتلاكه لمفاتيح (صحيح الإسلام) فماذا يفعل الإنسان غيرالمُتخصص الواقع بين رحى هذين الفريقيْن؟ وأعتقد أنّ ماذكره ابن القيم هودرسٌ لكل من يرى أنّ اجتهاده هوالصواب المُطلق. قال ابن القيم ((سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيميه فى آخرحياته يقول: أنا منذ أربعين سنة أصحح إسلامى كل يوم. وما أظن أننى أسلمتُ إسلامًا جيدًا إلى الآن)) (نقلا عن أ. محمد حسن يعقوب- قضية الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية- دارالتقوى- عام 2005ص37) وكتاب الشيخ يعقوب موّجه للشباب فيقول لهم أنّ الثياب العصرية هى ((ثياب المُتشبهين بالكفار)) وذلك فى صيغة سؤال ((أخى. هل تعتقد أنّ الالتزام يعنى أنْ تخلع ثياب المُتشبهين بالكفاروترتدى ثيابًا تتناسب مع شرع الله؟)) (ص44) أى أنه لم يتعظ بماقاله ابن تيميه الذى ظلّ يُصحّح إسلامه طوال أربعين سنة. وإذا كان المُعتدلون يُدافعون عن (أهل الكتاب) وضرورة مُعاملتهم بالحسنى، فإنّ الشيخ يعقوب فى وصاياه للشباب يقول لهم ((أمررسول الله (ص) بمخالفة اليهود والنصارى فقال " يامعشرالأنصار: خالفوا أهل الكتاب)) (ص332) والشيخ الفاضل الذى لايشك أحد فى (تبحره) فى الدين الإسلامى يصل إلى مُبتغاه فيقول للشباب (إنّ ولاءنا لله يُحتم علينا أنْ نعتزل كل فرق الضلال من الفاسقين والفاجرين والمنافقين والعلمانيين وأصحاب الفكرالمسموم، لانُخالطهم ولانجلس معهم. إنّ ذوباننا فيهم يعنى ضياع إسلامنا وسط جاهليتهم. ثم إنه من حق المجتمع علينا أنْ نُريه الصورة النقية للإسلام الصحيح)) (322، 323) وبينما يرى المُتشدّدون أنّ الإسلام أمربزى مُعين، فإنّ الشيخ يعقوب- المُصنف ضمن غلاة المُتشدّدين كتب ((ليس هناك زى خاص فى الإسلام ، فهذه مسائل تُركتْ لأعراف القوم)) (ص333) فهل صدّقه أتباعه أم انصرفوا عنه؟
وإذا كان ابن تيميه ظلّ يُصحّح إسلامه طوال 40سنة، فإنّ أبوالحسن الأشعرى بعد تبحره فى الاعتزال صعد إلى المنبروقال ((اشهدوا علىّ أنى كنتُ على غيردين الإسلام وإنى قد أسلمتُ الساعة)) وكان تعليق الأزهرى المُستنيرعبدالمتعال الصعيدى ((وحينئذ يكون المُعتزلة فى نظره كفارًا لامسلمين. وكان الأجدربه ألايتنكرلمذهب مكث معتقدًا صوابه أربعين سنة. فلايصح أنْ ينفى الإسلام عن أصحابه أويقول إنهم فساق مسلمون وإنما هم مُجتهدون يثابون على صوابهم ويُعذرون فى خطئهم)) (المُجدّدون فى الإسلام- هيئة قصورالثقافة- عام 2007ص 160)
إنّ التشبث بالمرجعية الدينية مع العداء للفلسفة أحد أهم أسباب التخلف وهو ما انتبه إليه الصعيدى فذكرأنّ الفلسفة أحد أسباب النهضة. ولم يظهرالفلاسفة (فى التاريخ العربى/ الإسلامى) لأنّ أهل السنة عداؤهم للفلسفة وعلومها معلوم لأنّ الدين فى نظرهم عدوٌللفلسفة. وأنّ المُتشدّدين من أهل السنة كابن حنبل وغيره كانوا يضيقون بالعلوم الطارئة على الإسلام فكانوا يُحاربونها سرًا وجهرًا ويُثيرون العامة عليها فى كل البلاد . وقصروا الناس على الاشتغال بالعلوم الدينية ليصيروا بهم إلى الجمود (من 123- 128) وبسبب هذا الجمود تأجّج الصراع حول حلبة (من فى حوزته الكلمة الفصل عن صحيح الإسلام) واستمرحتى تم إتهام الإمام محمد عبده بالكفرلأنه بدأ ينشرآراءه المُغايرة لآراء عُشاق الجمود ، رغم تبحره فى الدين الإسلامى ودفاعه عن الإسلام بل ودفاعه عن ابن تيميه وابن القيم والغزالى ودوره فى الرد على الغربيين الذين لم يفهموا الإسلام على (أصوله الصحيحة) وكان من بين أسباب الهجوم عليه من المسلمين المُعاصرين لنا والمُعاصرين له أنه كان ((يستنكرتفريعات الفقهاء الخيالية)) لذا نجده وقد ضاق بالمُتشدّدين يكتب قصيدة قال فيها (ولستُ أبالى أنْ يُقال محمد أبل/ أم اكتظت عليه المآتم/ ولكن دينًا قد أردتُ صلاحه/ أحاذرأنْ تقضى عليه العمائم)(مذكرات الإمام محمد عبده- كتاب الهلال- عام 93ص8) وفى القرن 18م كتب الشيخ حسن الحجازى قصيدة وصف فيها رجال الأزهرفقال (الجامع الأزهرإبتلاء/ ربٌ له العزوالوجود/ صلوا وصاموا والليل قاموا/ والقلب عن كل ذا بعيد/ أبدلهم دهرنا قرودًا/ يابئس دهرًا له قرود) (الصعيدى- مصدرسابق ص420)
إنّ حلبة الصراع بين المُتشدّدين والمُعتدلين حول من فى حوزته (صحيح الإسلام) هى أشبه بحلبة مصارعة الثيران لايستطيع العقل الحرأنْ يتعاطف مع المصارع (ماتدورMatador ) لمجرد أنه (إنسان) ذلك أنه يُصارع كائنًا حيًا لاذنب له فى هذه (اللعبة) البشعة اللاإنسانية التى أدخلها العرب إلى إسبانيا (الموسوعة العربية المُيسرة- ط65ص1707) كما لايستطيع العقل الحرالتعاطف مع أحد المُتصارعيْن فى لعبة الملاكمة أوالمصارعة الحرة. وإذا كان العقل الحر يرفض التكفيرفهومن باب أولى يرفض الاغتيالات، فالعقل الحريرفض المرجعية الدينية فى إدارة شئون الدنيا، لذلك استنكراغتيال فضيلة د. محمد حسين الذهبى وزيرالأوقاف الأسبق على يد أصوليين رأوا أنهم يفهمون صحيح الإسلام أفضل منه، رغم أنه كتب عنهم أنهم ((فئة صالحة يلتمسون نقاء العقيدة وصلاح الدين)) (نقلا عن د. بنت الشاطىء- أهرام 18/6/92) ونظرًا لأنّ كل فريق يدعى أنه يملك الصندوق الأسود لفهم (صحيح الإسلام) لم تكن مفاجأة أنْ تخرج بعض الفرق الإسلامية على الشيخ الغزالى وتتهمه بالكفرهو والشيخ الشعراوى والمفتى ورجال الأزهر وأنّ فتوى التكفيركانت مصحوبة بإهدارالدم (روزاليوسف 30/11/92)
تتمثل الاشكالية المنهجية بين الفريقيْن فى أنّ أحدهما يتمسك بقاعدة (عموم اللفظ وليس سبب التنزيل) وأنّ القرآن صالح لكل زمان ومكان، لذلك يرون تطبيق نص الآية رقم 123من سورة التوبة ((ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) كما يعتمدون على الأحاديث النبوية مثل (أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله) وكذلك حديث ((قولوا لا إله إلاّ الله واشهدوا إنى رسوله واتبعونى تطعكم العرب وتملكوا العجم. إنّ الله ضمن أنْ يغلب سلطانى سلطان كسرى وقيصر. وقال : جعل رزقى تحت سن رمحى وقال بُعثتُ بالسيف والخيرمع السيف والخيرفى السيف والخيربالسيف ولاتزال أمتى بخيرما حملت السيف)) (رسالة الغفران وتاريخ الطبرى ج2) الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحض على القتل اعتمد عليها محمد عبدالسلام فرج مُنظرتنظيم الجهاد فى كتيب (الفريضة الغائبة) بينما فريق المُعتدلين يرون أنّ هذه الآيات والأحاديث كانت موجهة لكفارقريش فقط ، وهكذا يستمر الجدل بين الفريقيْن المُعتمديْن على ذات المرجعية الدينية دون أنْ يقتنع أحدهما برأى الآخر، فى حين أنّ العقل الحريرفض هذه المرجعية من الأساس، وأنّ إدانة العنف واقصاء المختلف يجب أنْ تتأسس على رفض منهج (التكفير) وأنّ الإنسان حرفيما يعتقد . وأنّ مبدأ المواطنة هوالفيصل لأنه ينطلق من قاعدة أنه لافرق بين إنسان وإنسان إلاّبعمله وليس بديانته أوموقعه الطبقى أو منصبه الوظيفى. ولأنّ الأصوليين يرفضون مبدأ المواطنة وتنشغل ذهنيتهم بتكفيرالآخرالمختلف معهم، وجدنا الأصولى عبود الزمريرفض إمارة الأصولى عمرعبدالرحمن، قال الأول ((لا إمارة لضرير)) فردّ الثانى ((لا إمارة لأسير)) لذلك انقسم التنظيم الذى يضمهما إلى تنظيميْن : الأول بقيادة عبود الزمرويحمل اسم (الجهاد الإسلامى) والثانى بقيادة عمرعبدالرحمن ويحمل اسم (الجماعة الإسلامية) رغم أنّ الاثنين يتزعمان تكفيرالمختلف واغتياله مثلما حدث مع فتوى اغتيال السادات وفتوى اغتيال شهيد الفكر(فرج فوده) ووصل التعصب بين أصوليين مُوحدين وأصوليين مُوحدين مثلهم إلى درجة القتل، فقد حدث خلاف بين جماعة الجهاد والإخوان المسلمين حول مفهوم الفن فتطورإلى اشتباك مسلح بينهم (جريدة الأهالى 19/6/92) ووقع خلاف آخرمع جماعة (أحمد يوسف) فى بنى سويف إذْ أنّ قائد الجناح العسكرى (حسام البطوجى) تمرد على سلطة أميره أحمد يوسف فتخلص الأخيرمن البطوجى فى معركة شهيرة راح ضحيتها 8 أفراد وأنّ شوقى الشيخ (من الفيوم) تمرد على مُعلمه عمرعبدالرحمن وأفتى بكفره وإهداردمه (روزاليوسف 20/7/92) وإذا انتقلنا إلى شهريونيو2012بعد حادث اغتيال الشاب الذى كان يسيرمع خطيبته فى أحد شوارع مدينة السويس، وحادث إغتيال شقيقيْن يعملان فى فرقة موسيقية فى مركزأبوكبيربالشرقية، نجد أنّ ضيوف الفضائيات الدائمين يتحدثون بنفس اللغة فقالوا إنّ القتلة (لايفهمون صحيح الإسلام) بل إنّ أهالى الضحايا ردّدوا نفس الكلام. والدرس هوأنّ الظاهرة ستستمرحتى يُعلن شخصٌ ما أنه يمتلك الصندوق الأسود الكاشف عن (الإسلام الصحيح) الذى اختلف حوله المُسلمون منذ 14قرنـًا وحتى لحظتنا الراهنة البائسة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميمية العلاقة بين الموت والحياة
- التراث الإنسانى بوجدان وعقل الأنثى
- يونيو67، يونيو2012
- هل العلمانيين واليسارالإسرائيلى خرافة؟
- هل سينحاز الرئيس للعدالة أم للسلطة ؟
- من بعيد : نور من عصر التنوير المصرى
- الشعر عندما يكون مصرى اللغة والوجدان
- الغزو العربى وكيف تعامل معه المؤرخون
- الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات
- الجذورالتاريخية للشريعة الإسلامية
- قراءة فى دساتير بعض الدول
- الغزوالعصرى لأسلمة شعوب العالم
- الإبداع المصرى فى مجموعة (عيب إحنا فى كنيسة)
- الحب والتعددية فى مواجهة الكره والأحادية
- مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟
- ثورة يناير والإبداع الروائى
- الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل
- الطبقة العاملة واليسار المصرى
- مجابهة الأصولية الإسلامية
- التقويم المصرى


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإسلام الصحيح فى حوزة من ؟