أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - منة سيف: الكتابة ضد التحفظ والصمت














المزيد.....

منة سيف: الكتابة ضد التحفظ والصمت


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


في روايتها الأولى، "Méchamment bérbère"، سلطت "منة سيف"، الكاتبة الفرنسية من أصل أمازيغي من جنوب المغرب، الضوء على عمارة بحي "باب إيكس"، وهو واحد من حيين كبيرين يقطن بهما المهاجرون بمدينة مرسيليا. وهذه العمارة، حسب المؤلفة، عبارة عن مبنى تسكنه النساء، أما الرجال فغادروها فرارا من الأسرة ومن تحمل مسؤولياتها.

تصور هذه الرواية، حسب بعض النقاد، "الطلاق الفعلي بين المهاجرين والمدينة المضيفة، إذ تنقل كفاح سكان العمارة المعنية الواقعة بالحي القديم بمرسيليا، ضد ضغط بلدية هذه المدينة، التي ترسل آليات لهدم العمارة، بعد إجبارهم على الرحيل إلى ضواحي المدينة".
لكن هؤلاء الناس يكافحون ببسالة من أجل البقاء بهذا الحي المرتفع الكثافة السكانية المهاجرة، والذي تقدمه الراوية "كمدينة غارقة في الموجات المستمرة للمهاجرين القادمين من الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط". غير أن الصراع بين المهاجرين وبلدية المدينة ينتهي بإعلان الراوية: "اليوم، مكان المرحومة العمارة 7، بشارع السيدات، ينتصب مبنى عملاق بنوافذ كبيرة، يعج بالكاتبات، مع أعلام تزين واجهته الخارجية. هذا المبنى اسمه: المجلس الإقليمي..."

وبذلك، يستغرق هذا العمل في تذكر أحياء المهاجرين، وعملية تحويل أفضيتها ومحو آثارها، رغم أن العالم ولد ويعيش في هجرة تتجدد باستمرار.

للإشارة، فإن المؤلفة، التي ازدادت بكورسيكا، استقت أحداث عملها التخييلي هذا من ذكرياتها ومذكراتها، ما جعله عبارة عن مونوغرافية للحي حيث أقامت، وشهادة فريدة من نوعها تقريبا، تقول مثلا: "ما تزال في المدينة العديد من مظاهر الفقر التي عشتها طفلة ومراهقة. هي كما كانت لدى الأسر التي لا وثائق شرعية لها، الغارقة في الخوف. ووسط اللاجئين من جميع الاتجاهات. أطفالهم يشبهونني عندما كنت طفلة: نفس التصميم متجذرا في العينين، والصمت ، مثل الجدار".

وبذلك، فإن ساردة هذه الرواية، الصادرة سنة 1997، تمنحنا فرصة للقراءة عن الحي الشهير، حيث نشأت وترعرعت، والاستماع إليه وإلى ساكنته، بنبرة ملتزمة، تقدم شهادة عن الحياة في هذا الحي، وعن تضامن سكانه، وهو ما سمح بالقول حقا إن "مرسيليا هي جزائر بالفعل".

وتقدم الرواية النساء ككائنات منفية، محرومة من الحماية، من اللغة الأم، ومن مسقط الرأس، والتضامن... نساء وحيدات، محطمات، خاضعات لاستبداد الزوج والأب.

أما الأزواج المتحدث عنهم، فعبارة عن شيوخ، في سن الآباء، وبينهم وبين زوجاتهم فوارق عمر تقارب الثلاثين عاما...
لذلك، فإن الأطفال مضطرون لرؤية العالم من خلال العنف الذي مورس على أولئك الذين لا يملكون شيئا، "لا أرض، ولا منزل، ولا قبيلة".
من ثمة، فلا غرابة أن تنكتب هذه الرواية بكلمات تقطر كراهية وحنقا، إلى درجة أن البعض اعتبر أن كتابة "منة سيف" وقحة، وأن لغتها لغة شيطانية، سوداء، صادمة وغير مخادعة.

في حين، اعتبر بعض النقاد أن ميزة هذا العمل تكمن في قوة لغته وفي عنفها، وهي لغة مستمدة من الشارع، وهو شارع فقير، شارع العرب والفقراء وكل المنفيين... شارع نعثر فيه على كل ما نعرفه مسبقا: الفنادق الرثة، والعمارة المقصودة، والسلالم القذرة، كريهة الرائحة، حيث تتسابق الفئران، وتفتش صناديق القمامة يوميا. وحيث الأسرة مفككة، والزوجات المهاجرات أميات، تساء معاملتهن، ويتخلى عنهن، وحيث أضحية العيد تذبح في حوض الحمام... وحيث كل ماركات حياة الهجرة...

وإضافة إلى هذا، رأى بعض النقاد أن رواية "Méchamment bérbère" رواية غضب لا تتحايل، بل تقول بصوت عال، واضح، ودون مواربة، ما يقوله الآخرون سرا، وأنها تنتهك قاعدة التحفظ والصمت، بكلمات مؤلمة موجعة، وأنها لا توقر أحدا عدا الأم: "إينا"، وصديقاتها البذيئات المتخلى عنهن.
هذا، وتعتكف المؤلفة راهنا على كتابة القصة القصيرة والرواية، وتنشط ورشات للكتابة، سيما في مدن أحياء تسمى "الشمالية".
تقول في روايتها الأولى: "خلال سنوات المراهقة، تشكلت هويتي. كنت أطالع في الفصل خلسة، أو على سريري على ضوء مصباح يدوي. وفي الوقت نفسه اكتشفت السينما."

وتقول أيضا: "كنت دائما أكره المدرسة، حتى الاشمئزاز. كنت أذهب إليها فقط من أجل أساتذتي للغة الفرنسية، واستمر الأمر كذلك حتى الباكلوريا. كنت بمثابة مترجم وقارئ لوالدي. كنت أقرأ له كل صباح جريدة "لوبروفنسال"، وغالبا تاريخ فرنسا لوالدتي. ومع مرور الوقت، أصبحت الكاتب العمومي للعديد من الأصدقاء والجيران. وهذا أمر شائع جدا بالنسبة إلى الأطفال من أصل مهاجر. جميع الوثائق الهامة وغير الهامة كانت تمر بين أيدينا..."



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثريا نيني: الكاتبة المتمردة
- نينا بوراوي: كاتبة عصية على الترويض
- -كيف كيف غدا-: فتح أدبي جديد
- بوح -صفية- إلى الله
- تفاؤل رغم الخيبات: قراءة في رواية -على الجدار-* لحليمة زين ا ...
- تونفيت... سجن مفتوح على السماء
- االمباءة: -الداء والدواء-
- -الساسي- يرسم خارطة طريق اليسار المغربي
- تلاميذ من الرشيدية يتداولون في شأنهم المحلي
- في يوم دراسي حول: -المدرسة العمومية بالرشيدية وسؤال الجودة- ...
- -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود ...
- في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتق ...
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - منة سيف: الكتابة ضد التحفظ والصمت