أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - علي بنساعود - في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتقسيط بمستشفى الرشيدية















المزيد.....

في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتقسيط بمستشفى الرشيدية


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:12
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


غرفة متسخة، مهجورة، غير مجهزة، مغلقة في أغلب الأحيان...، شروط عيش متدهورة، تغذية سيئة، وقواعد صحية غير كافية...

تلكم بعض عناوين وضعية مزرية، كشف عنها تقرير لطاقم صحي أوربي حول مجموعة أطفال متخلى عنهم "يعيشون" بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية...



الأمر يتعلق بأحد عشر رضيعا، تتراوح أعمارهم بين شهرين وثمانية أشهر، ألقت بهم أمهاتهم في المزابل، أو على أرصفة الأزقة الخلفية، أو منعرجات الطرق، بعدما تنكر لهم المجتمع.

أطفال نجوا فعلا من الموت، لكن حكم عليهم بالمعاناة الشاقة المؤبدة!!! فاقتيدوا مقمطين إلى غرفة تشبه زنزانة تقاسمهم إياها الكوابيس والحشرات، غرفة متسخة، مهجورة، مظلمة، ضيقة، غير صحية، تنعدم فيها أبسط قواعد الصحة وشروط العيش الإنساني الكريم...

غرفة لا تتوفر على أجهزة استرخاء، في جنباتها أسرة تشبه الأقفاص، غرفة غالبا ما تكون مغلقة بالمفتاح، والأطفال داخلها يتناولون رضاعاتهم بمفردهم، أو يبكون ويصرخون دون أن يستجيب لهم أحد، بل دون إمكانية التدخل لإنقاذهم في حالة الخطر!!! غرفة عثر فيها على لعبة يتيمة "يتمتع" بها أحد "المحظوظين" من هؤلاء التعساء!!!

ولعل أغرب ما أثار محرري التقرير، الذي حصلنا على نسخة منه، وهم مجموعة من الفعاليات الصحية الأوربية، كانوا ضمن قافلة طبية نظمتها جمعية "تافيلالت" لربوع إقليم الرشيدية، خلال الفترة الممتدة ما بين 28 أبريل و8 ماي الماضيين، هو أنهم، عند وصولهم، وجدوا هؤلاء الأطفال بغرفتهم المعلومة "موضوعين" على غطاء مباشرة على أرض تعج بحشرات (سراق الزيت) من مختلف الأحجام، وبعضهم يعاني من زكام حاد يخنق جهازه التنفسي، ويعرقل تناوله لرضاعته.

منذ البداية، لاحظ الطاقم أن هؤلاء الأطفال يعانون من الإهمال ومن سوء تغذية مقلق يبعث على الرثاء، خصوصا لدى اثنين منهما: إسراء ومصطفى، وأن وزنهم دون الوزن العادي الذي ينبغي أن يكونوا عليه، فالطفل مصطفى مثلا وجدوا أن وزنه لا يتجاوز 3 كلغ ونصف، رغم أن سنه يتجاوز سبعة أشهر!!! والمفروض، يضيف التقرير، أن وزن الأطفال، ينبغي أن يتضاعف ثلاث مرات خلال سنتهم الأولى...

التقرير أرجع سبب سوء التغذية إلى التجويع الممارس على هؤلاء الضحايا، وإلى الكمية الهزيلة من الطعام الذي يقدمه لهم القائمون على شؤونهم، الذين حكموا عليهم، وضدا على القوانين والطبيعة، بالخضوع لنظام غذائي واحد ودائم، نظام لا يتجاوز ثلاث رضاعات من الحليب في اليوم الكامل!!! مع أن بعضهم في سن تناول وجبات أكثر متانة وغنى (لحم، سمك، خضر، فواكه، جبن...) وإلى تناول هؤلاء الأطفال لرضاعاتهم، وهم ممددون على السرير!!!، وهي طريقة سيئة وغير صحية، إذ تتسبب لهم، حسب التقرير، في القيء والتعفنات التنفسية المزمنة الحادة في الغالب... التقرير أضاف أيضا أن من أسباب سوء التغذية كون بعض الرضع الصغار يعجزون عن الإمساك، بمفردهم، بالرضاعة، التي تسقط منهم، فيتركون لحالهم حتى تظهر عليهم علامات سوء التغذية والاجتفاف...!!! هذا مع العلم، حسب هؤلاء، أن تغذية الأشهر/ السنة الأولى أساسية بل حاسمة في نمو المواليد وتحديد مستقبلهم، سيما أنها هي التي تمكن من نمو العديد من الأعضاء، وعلى رأسها الدماغ...

وخلال المدة التي قضاها طاقم القافلة بهذه "المصلحة"، اكتشف أن مسؤولية هؤلاء المواليد، كانت مناطة بمستخدمة واحدة، طوال الأربع والعشرين ساعة، وهي مستخدمة غير مؤهلة، وبكاء الأطفال يكاد لا يثير لديها أي رد فعل... وعليها أن تتحمل كل المهام بمفردها (باستثناء غسل الأرض) وهو أمر غير ممكن، لأنه، حسب التقرير، حتى وإن كانت إرادة هذه المستخدمة حسنة، فإنها تجد نفسها عاجزة عن القيام بكل ما هو منتظر منها على أحسن وجه...

التقرير سجل بأسف أيضا أن إحدى الجمعيات المحلية (جمعية الأمل للأطفال المسعفين) تتبنى قضية هؤلاء الضحايا، وتسعى جاهدة إلى التخفيف من معاناتهم وإلى دعمهم، بتنظيفهم وتوفير الأدوية والحفاظات والحليب لهم، لكن أخطر ما يعرقل عملها هو، ما أسماه التقرير، مشكل "السرقة المنظمة" التي تعرفها هذه المصلحة (اللي غفل طارت عينو)، والتي تشمل كل ما خف وزنه من مستلزمات الأطفال (لعب، حفاظات، مرهمات جلدية، سخانات كهربائية للرضاعات...)، وهي سرقات وقع ضحيتها بعض أفراد الطاقم الأجنبي أنفسهم، رغم ما تحلوا به من يقظة وحذر، حيث تعرضت بعض حاجياتهم الخاصة للسرقة، من داخل هذه الغرفة، وإن كانت هذه الحاجيات، حسبهم، لا قيمة لها!!!

لذلك، فقد ألح التقرير على وجوب تزويد جمعية "الأطفال المسعفين" بدولاب بمفتاح، والعمل الجاد والمسؤول لوضع حد لمشكل السرقة، بشكل نهائي، لأنه يعيق العناية بهؤلاء الأطفال، ويحول دون توفير مستلزماتهم...

ومعلوم أن أعضاء الطاقم، الذين استعرضوا بتفصيل مختلف الخدمات الجليلة التي قدموها لهؤلاء الأطفال، والإجراءات التي باشروها إزاءهم، ب"وضع أيديهم مؤقتا" على غرفتين كانتا فارغتين ونظيفتين!!!، نقلوا إليهما الأطفال، وشرعوا في علاجهم، وتغذيتهم في الحضن، وإمساكهم بطريقة مستقيمة، بعد كل وجبة غذاء، وتدليكهم، ومداعبتهم، وإعطائهم أكبر قدر من الدفء والحنان...، ختموا تقريرهم بمجموعة توصيات أهمها وجوب توفير غرف صحية لهؤلاء الأطفال، تكون نظيفة، مهواة وملائمة، وطاقم من المستخدمين الأكفاء، المتحمسين، وأيضا التغذية الحقيقية الجديرة بهذه الاسم، التغذية اللازمة كما ونوعا، لأنها مسألة تتعلق بحياة هؤلاء الرضع... كما ألحوا على نقطة اعتبروها حاسمة في نمو الأطفال، ألا وهي النوم الهادئ والعطف والحنان، حيث أكدوا على أن حاجة هؤلاء الأطفال ماسة لكثير من الحنان والمداعبة، كما دعوا إلى لزوم توفير أجهزة الاسترخاء، لكي لا يبقى الأطفال ممددين/ مسجونين في أسرتهم طوال اليوم، ولعب تنشطهم، وتنمي قدرتهم على تشغيل أطرافهم والإمساك بالأشياء، وعلى التحكم في حركة الأيدي والأذرع، ناهيك عن النظافة التامة...

السؤال الذي نخرج به من هذا التقرير الأجنبي هو: من المسؤول عن هذه الوضعية اللاإنسانية التي يعيشها هؤلاء الأطفال؟ ومتى نصبح جديرين فعلا بأطفالنا في مغرب أتخمتنا وسائل الدعاية فيه بالحديث عن "التنمية البشرية" و"حقوق الطفل"؟



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...
- الصحة الإنجابية بالرشيدية: أرقام مفزعة تكشف معاناة الساكنة
- أرفود: هشاشة البنيات وتواضع الخدمات
- كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها
- الريش: دائرة خارج التاريج المغربي المعاصر
- -الوجه البئيس لبودنيب -مدفن أوفقير
- إسلاميو العدالة والتنمية يتمردون على رئيس البلدية
- هيئات تفضح الوضع الحقوقي بالرشيدية
- ساحة بوجلود بفاس: فضاء للترفيه و-التداوي- بعبق التاريخ
- النقابات التعليمية بالرشيدية تنشر غسيلها
- الرشيدية: دخول مدرسي على صفيح الاحتجاج
- ثلاثة آبار وخزان ماء لتنمية تافيلالت ؟؟؟
- عدي ليهي رئيس جمعية -أفريكا-: هدفنا رفع -الحكرة- عن المغاربة ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - علي بنساعود - في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتقسيط بمستشفى الرشيدية