أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي بنساعود - كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها















المزيد.....

كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


شخصيا، لا تحضرني صورة ﮔلميمة (بإقليم الرشبدبة بالجنوب الشرقي المغربي) إلا مقرونة بأصداء أحداث جسام طبعت الناريخ الحديث للمنطقة (أحداث مارس 1973 والكلاب المذبوحة ومحاكمة الأمازيغيين...) وبصور ثلة من نشطائها المدنيين على رأسهم شيخ المناضلين "علي شرويط". أيضا ترتبط صورة هذه البلدة في ذهني بصورة رأيها العام المشدود دوما لقضاياه المحلية، والمستعد أبدا للتفاعل معها.

مؤخرا، زرت هذه البلدة، فوجدت نفسي، منذ المدخل، أمام اعتصام لشباب من حي "تارماست" خرجوا معترضين على العلو الذي ستقطع منه شجرة "تاريخية" تقع عند مدخل حيهم.
بعدها بقليل، صادفت مجموعة من نقابيي (كدش) متجهين للقاء الباشا بخصوص نزاع بين أرباب الشاحنات ومجموعة من ذوي الجرارات الفلاحية حول استغلال مقالع الرمال.
موضوع ثالث وجدت أبناء غريس منشغلين به، ويتعلق برفض أهالي قصر كلميمة السماح بترميم قصرهم بطريقة اعتبروها "مغشوشة" تهدد هذه المعلمة العمرانية وبناءاتها.

هكذا وجدت الأحوال بهذه البلدة الصغيرة بمساحتها، (5,6 كلم²)، الكبيرة بقضاياها، والواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق مدينة الرشيدية على الطريق نحو ورزازات.

وﮔلميمة هذه واحة آية في الجمال، لكن مشكلتها، حسب أحد شيوخها، هي أنها ابتليت بمسؤولين لا "كبدة" لهم عليها، غطاؤها النباتي يتألف في معظمه من أشجار النخيل والزيتون، وهي تحتضن ساكنة تناهز سبعة عشر ألف نسمة، موزعة قبليا بين أيت مرغاد وإقبلين والشرفاء وأيت عطى...

اقتصاد المنطقة هش للغاية، إذ لا مناجم بها ولا صناعة عصرية، أما التقليدية فتحتضر لعجزها عن الصمود والمنافسة، بينما التجارة لا تتجاوز المواد الغذائية والحاجيات البسيطة. ورغم غنى المنتوج السياحي بالمنطقة وتنوعه (الواحة، الجبل، العيون، القصور، القصبات، الفلكلور المحلي...) فالملاحظ أنه لا يسوق ولا يعرف به، كما أن بنيته التحتية ضعيفة لا تتجاوز فندقا غير مصنف ومأويين اثنين ومخيما يتيما.

لذلك، يضطر أزيد من نصف السكان للاشتغال في الزراعة وتربية المواشي. لكن الفلاحة هنا معاشية، تقام على ضفتي وادي اغريس على شكل حقول صغيرة، لذلك فإنتاجها لا يلبي أدنى حاجيات السكان.

رغم هذا، ورغم أن البلدية مطوقة بجماعات يستفحل فيها الفقر (اغريس السفلي، فركلة العليا والسفلى، ملاعب...)، ويجثم في بعضها (غريس العلوي مثلا) على نسبة تناهز ثمانين في المائة من السكان!، فإن آخر إحصائيات "كوميسارية" الحليمي حددت نسبة الفقر ﺑﮕلميمة في نسبة لا تتجاوز!13,32%

وعلاوة على الفقر، وهشاشة الاقتصاد، وانعدام فرص الشغل، وغياب الاستثمار بسبب الصراعات القبلية حول أراضي الجموع، تفتقر المنطقة لمتنفسات (مراكز ثقافية، خزانات، مركب رياضي، سينما...) تحتضن الشباب، وتفجر طاقاتهم، وتنمي مداركهم... ومقابل ذلك، عبدت لهم مسالك "التطرف" ومعابر الانحراف، من بيوت دعارة وخمور ومخدرات. وحسب بعض العارفين، فإن أغلب تجار الممنوعات لجأوا إلى قصر أيت يحيى وعثمان وجماعة غريس العلوي المجاورة، بعدما شدد عليهم الخناق وسط المركز.

وأكدت مصادر مطلعة أن هذه البلدية، وبسبب شلل المجلس، وسوء تسييره وتدبيره، تعيش أزمة مالية خانقة غير مسبوقة. وأن الرئيس الاستقلالي، وعوض أن يتصدى لها، تفرغ لتجارته سيما بعد تفكك أغلبيته، المشكلة من عناصر جلهم أميون لا خبرة لهم ولا تجربة، همهم الأوحد اللهاث وراء مصالحهم الخاصة. أما المعارضة، فاعتبرها نفس المصدر ضعيفة وسلبية. آخرون أرجعوا الأزمة إلى العلاقة المتوترة بين الرئيس و"الباشا" التي وصلت مستوى لا يليق بهما معا، وأدت إلى توزع المستشارين بين رجل السلطة والرئيس، وهو أمر استهجنه الرأي العام لسلبية صورة هذا المسؤول الإداري.

وإذا ما تجول المرء في أرجاء هذه البلدية، سيكتشف أنها مجرد قرية كبيرة، أغلب أحيائها وقصورها مهمشة، والحي المسمى "جديدا" يمكن اعتباره أحسن نموذج لها، حيث هو يأوي أكثر من ألف أسرة، ومع ذلك، لا يتوفر على تجهيزات أساسية (ماء، واد حار، طرق...) ولا على مدرسة أو مركز صحي... أما شبكة التطهير الجماعية، التي لا تغطي حتى ثلث البلدة، فقديمة ودون محطة للتصفية، لذلك، يشكو السكان من كثرة انفجار القنوات، وتحول بعض الأحياء إلى برك مائية كلما هطلت الأمطار، وهي أمطار تجتاح حتى البيوت خصوصا بالقرية النموذجية وحي الرشاد...

شيء آخر لابد أن يلاحظه حتى عابرو هذه القرية الكبيرة، التي لا تتوفر على مرحاض عمومي! هو تراجع المساحات الخضراء، وأكوام الأزبال والقاذورات المنتشرة في الأحياء والأزقة، وعلى طول الشارع الرئيسي الذي تحول إلى مرتع للكلاب الضالة والمختلين.

وفي مجال الصحة، أجمع من سألناهم على القول أن المنطقة تعرف خصاصا مهولا في الأطر المخصتة وفي التجهيزات، وأن التراجع عن مجانية العلاج بمستشفى 20 غشت شكل ضربة موجعة للساكنة الفقيرة أصلا، لكن نفس المتحدثين تباينت آراؤهم بخصوص الخدمات الصحية بين قائل إنها "متردية تشوبها المحسوبية والزبونية والرشوة"، وبين مدع أنها "شهدت مؤخرا بعض التحسن"!

وإضافة إلى المجزرة التي وجدناها عبارة عن خرابة يشتغل بها الجزارون نهارا ويأوي إليها السكارى والمشردون ليلا، تفتقر هذه البلدية لمحطة طرقية، وتسود قطاع النقل بها فوضى عارمة تشجع النقل السري، واشتغال سيارات النقل المزدوج في خطوط غير مرخص لها بها، وذلك بتواطؤ مع الجهات الموكول لها أمر السهر على تنظيم هذا القطاع. نفس التواطؤ يستفيد منه أصحاب الجرارات الفلاحية بالسماح لهم بالاشتغال في المقالع ونقل الرمال على حساب الشاحنات المختصة، وهو ما يؤدي إلى كثرة المشاكل والاصطدامات بين الطرفين.


لهذا، فلا غرابة أن نسمع أن الواحة أصبحت مهددة في وجودها بسبب البناء العشوائي الجاري على قدم وساق، والذي يحميه بعض المنتخبين، وتتستر عليه السلطات، وتشجع عليه عراقيل كثيرة تختلقها الوكالة الحضرية للتعمير.

وإلى ذلك، ينضاف خطر الرمال الزاحفة التي لم يتخذ لحد الآن أي إجراء للحد منها، رغم أن المجتمع المدني ما فتئ يطالب بخلق حزام أخضر حول المدينة خصوصا من جهة تنجداد للوقوف في وجه الرمال الزاحفة، وببناء حائط وقائي على ضفتي وادي غريس للحد من تآكل الشريط الزراعي...

يحدث هذا أمام مجتمع مدني دينامي مكافح، لكن يؤاخذ على جل أطره، ضيق حساباتهم وميلهم إلى التناحر، إلى درجة أن البعض يرى أنه إن توحدت الطاقات، وتجووزت الأنانيات، تغيرت أحوال المنطقة رأسا على عقب، فهل تراهم يفعلون؟

وبالمناسبة، فقبل أن أغادر ﮔلميمة، علمت أن مجموعة من فعالياتها استدعيت للمثول أمام النيابة العامة للاستماع إليهم بخصوص اعتصام حي تارماست!!!



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريش: دائرة خارج التاريج المغربي المعاصر
- -الوجه البئيس لبودنيب -مدفن أوفقير
- إسلاميو العدالة والتنمية يتمردون على رئيس البلدية
- هيئات تفضح الوضع الحقوقي بالرشيدية
- ساحة بوجلود بفاس: فضاء للترفيه و-التداوي- بعبق التاريخ
- النقابات التعليمية بالرشيدية تنشر غسيلها
- الرشيدية: دخول مدرسي على صفيح الاحتجاج
- ثلاثة آبار وخزان ماء لتنمية تافيلالت ؟؟؟
- عدي ليهي رئيس جمعية -أفريكا-: هدفنا رفع -الحكرة- عن المغاربة ...
- صبايـا ما بعـد منتصـف الليـل
- قطاع الصحة بالرشيدية: خصاص في البنية التحتية والتجهيزات والم ...
- السجن المدني بالرشيدية: اكتظاظ وتجويع ووضعية صحية متردية
- المجلس الإقليمي للرشيدية يؤبد التملص من أداء الديون العمومية
- المجتمع المدني يتدارس -الخطة الوطنية للطفل بالمغرب-
- مؤتمر -الجامعة- يوصي بإعادة بناء الوحدة النقابية وتجاوز واقع ...
- جمعيات تطلق برنامجا للإدماج الاقتصادي
- النساء وجودة التعليم
- نساء تافيلالت تخضن غمار تجربة العرض
- التربية غير النظامية بالرشيدية:المعيقات وسبل التجاوز
- التربية، والحماية من سوء المعاملة، والحق في الرأي والتعبير/أ ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي بنساعود - كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها