أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء السابع ( الإعصار الأسود )














المزيد.....

الجزء السابع ( الإعصار الأسود )


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


عبد الوهاب القريشي
في الساعة الثامنة خرجنا من الملجأ وصوت الرصاص لغة سائدة ..البعض قد ارتدوا مذعورين...ولم نكن نسير وانما كنا نسرع أشبه بالهرولة..لم ازل اتذكر كيف أنَّ عيني والدتي قد جحظتا من شدة الرعب.. حتى وصولنا الى البيت الذي كنا إستجرناه وطوال الطريق كنا نحتمي بالجدران ونحني رؤوسنا مهرولين ...وقد رأينا احدى الوحوش النارية محترقة بجانب مسجد كميل..ثم إنعطفنا على شارع آخر وقد أطل البعض من سكان المنازل بعيون حائرة وبوابل من اسئلتهم يمطرونها علينا:
-: أين كنتم؟
- في ملجأ الأسواق المركزية، وأنتم؟
- نحن هنا في منازلنا تحت رحمة القدر ..فوراء كل شجرة يقبع وحش
- ألا تخشون القذائق؟
- ماذا نفعل نتركها لله يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء
وقبيل فترة الغذاء أخذ بعضنا يلوم بشدة لأن من أفراد العائلتين قد تخلفوا عنا في الملجأ,,,لذلك فقد أرسل إبن عمي إبنَ أخي مع والدته العجوز ليدعوهم ويحثهم على الخروج من الملجأ اللعين وإبني أيضا معهم ولا أدري كيف استقر بي المقام ..لا أدري وقتها هل تقاعست من الخوف ..وإبن عمي شديد القلق على بناته.. لهذا ذهبت والدته وحفيدها يجران أقدامهما بتثاقل في أجواء مطيرة بالرصاص والرعب ..إذ أنَّ الوحوش النارية تملأ المدينة وليس هناك لحظة توقف ,أمان وعادا بعد ربع ساعة بالخيبة لأنهما لم يستطيعا الوصول الى الملجأ.قالا: إن هناك معركة تدور ومن يقترب منها يرمي بنفسه الى الهلاك
الذين يمدون أعناقهم بفضول من الابواب والنوافذ عنفونا على السير في الشوارع المحفوفة بالخطر والموت..... ثم انتظرنا نصف ساعة ريثما تهدأ المعركة أو لنقل أنها تبتعدالمعركة عن المكان.. كما إننا لا نعلم من هما المتحاربين بالتأكيد جيشنا المقدام يصول على ابناءنا بعد ذلك تشجع إبن عمي وذهب مع والدته الى الملجأ..وحين وصلا قريبا ً من المكان حذرهما بعض الناس قائلين:إنتظرا قرب جامع كميل وطلبوا من العجوز أن تذهب لجلب الباقين من عائلاتنا...ونحن ننتظر على أحر من الجحيم.. بعد نصف ساعة عادوا الينا نصف أحياء بعد هرولة الرعب والأدهى من ذلك أن القتيل لايستطيع أحدٌ أن يحمله من مكانه .....
كان رجلا في الخمسين من عمره يسير بغير هدى ولعله يبحث عن أفراد عائلته وكان الجنود الأخوة الأعداء يطلقون النار في اي إتجاه ولعلهم أيضا خائفين لا يميزون بين هذا وذاك.. سقط الرجل قتيلا وكل ما فعله الجند قام أحدهم وغطى وجه القتيل بعبائته..لم يكلف نفسه أن يجس نبضه أو يتعرف على هويته تاركين أياه في نومة أبدية
قيل الأوامر هي القتل بإعداد كبيرة من سكان مدينة النجف حتى الشجر لم يسلم هو الاخر فقد جعلوه خصماً رهيبا ً آنذاك كانت المدينة محاصرة بالجوع والعطش واللامان.......
** ** **
نادمتنا تلك الليلة أصوات الإنفجارات والبيت القديم الذي إستجرناه يرتعش إرتعاشة واحد ٍ خائف ٍ أو :أنه شجرة لا تقوى على صد الريح..كنا نحلم بالأمان في ذلك الزمن زمن الخوف واليأس ولم يداعب الوسن أجفاني فقد كنت مسهدا والأفكارالمزدحمه تحملني الوم نفسي كثيرا لقد أتيت توا من بغداد وكنت ألعن الملابس والغسيل الذي قامت به زوجتي وبسببه تأجلت عودتنا الى دارنا في ذلك المكان نعم ..كنت ألوم نفسي و عقلي ...كيف لم أطلب منها أن تضع الملابس وهي مبتلة ؟:، مرة عنفتها....! ففي لحظات اليأس والغضب يفقد الانسان حلمه وتفاءله :كنت أعتقد إنها بغسليها حالت من دون عودتنا
** ** **
قال إبن أخي علينا أن نخرج من هذه المدينة ولو مشيا على الأقدام ...هلموا بنا بسرعة . كان يقولها يائسا ً .كان قلقا ً وخائفا ً وقد نسي إننا لا نستطيع ذلك فقد كنت مصابا بالإنزلاق الغضروفي..كما أن والدتي هي الأخرى مريضة لا تقوى على المشي أكثر من نصف ساعة بالكثير ..ولم يكن بوسعنا الا ان نذكر الله ورحمته وافواهنا تلج بالدعاء ويا ربنا الفرج بعد تلك الشدة.،.داعين الله أن يفرج عن كربتنا ويشلمنا برعايته ونقنع أنفسنا بالقول المألوف لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرين ولا طعام لدينا إلا النزر القليل ، وقبيل أنتهاء الفطور صباحا- هو الشاي والعدس والتمر لذي لم نجد غيرها في كل وجبة .....،– سمعنا أزيز الطائرات المروحية ونداءات عبر مكبرات الصوت تدعوا أهالي النجف الى إخلائها والتوجه شمالا أو غربا الى الطريق المتجه الى مدينة كربلاء وخلال ساعة فقط ..كان وقتها ما يزال الرصاص يلعلع في أماكن كثيرة ..بالرغم من إن المعارك كما بدت تبتعد عن حينا الان إلا أن الإخلاء يوحي بحرب كيميائية ضد المتمردين أو الغوغاء كما أطلق عليهم في باديء الأمر.......وبسرعة قررنا الرحيل الى حيث بداية الطريق المؤدي الى مدينة كربلاء..خوفا ً من الحرب الكيماوية ونحن من دون أقنعة أو حتى أبنية واقية وهكذا خرجنا وأقربائنا نحث الخطى كما يقتضي حب الحياة
اما أنا أخطو والألم يمزقني والرعب يحاصرنا كلما أتجهت الينا طائرة مرحية ..والغريب إنني كنت أراها كعيني وحش هائل كاسر تبحث عن ضحية بشرية تتسلى بإصطيادها ..أو إنها تريد أن تسد َّ علينا منافذ الرب.......
كان الرعب والهلع لا يوصف حتى أن زوجتي لم تتحمل السير على أقدامها ذلك إن ضغط الرعب على أعصابها التعبى فوق طاقتها ...ظلت تشكو الجفاف في فمها بالرغم إنها تتجرع بعض الماء كل دقيقة ..مستمرة تشكو من الجفاف ووصلت بها الحالة انها لم تقوى على حمل طفلنا....كانت أبنة أخي تبكي من ثقل الأغطية والرعب أيضا... وحملت "طفلي بدلا ً من امه فهو في الثالثة من عمره عرف هو الرعب أيضا ومن شدة خوفه لم يستطع أن يمد ساقيه بل تكور جسمه الصغير ولف ذراعيه الصغيرتين بقوة حول عنقي......



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء السادس ( الإعصار الأسود )
- الجزء الخامس- الإعصار الأسود-
- الجزء الرابع من الإعصار الأسود
- الجزء الثالث من الاعصار الأسود
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء السابع ( الإعصار الأسود )