أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - بيان ثقافي أول إلى














المزيد.....

بيان ثقافي أول إلى


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


بيان ثقافي أول إلى ...

- إبراهيم محمود





لأن الحالة الثقافية المتردية التي نعيشها كردياً، قد بلغت أسوأ مرتبة لها، بتأثير ملحوظ من المعنيين بشئون الأحزاب الكردية وسياسييها، وكان من المفترض أن تكون في تحسن جلي في ضوء المستجدات الراهنة وانتشار الانترنت وغيره، والسبب لأن الكاتب أو من يعتبر نفسه مثقفاً،لا يزال يرى في السياسي مرجعاً له في تحديد نشاط له في مركزه الحزبي دعاية لحزبه بالذات ولشخصه المتخم بالبهرجة، رغم أن هذا الكاتب أو المثقف لا يكف عن لوم السياسي ونقده واعتباره المسئول مسئولية كبيرة عما آل إليه الوضع كردياً.

لهذا، فإن الخطوة الأولى في التحرر من هذه العبودية التحزبية، والانجرار وراء وصايات الحزبي، هو البحث عن مسار آخر له، من خلال النشر الانترنتي أو تقديم نشاط بعيداً عن أي إعلام تحزبي، ولو عبر لقاءات ثقافية أو أدبية أو فنية محدودة العدد ولكنها ضامنة لأن تكون مثمرة وذات صدى إيجابي أكثر في المجتمع أو في الوسط الكردي.

الكاتب الفعلي الحقيقي بطبيعته يمثّل الوجه المعارض في مجتمعه، باعتباره الناظر في كل اتجاه، وبالنسبة للكردي يكون المطلوب منه مضاعفاً، حيث إن السياسي الكردي أو الحزبي الكردي لم يوجد حتى الآن، ولم يحتضن سوى مخصيين أو من يريد خصاءهم، حيث إن هؤلاء لا يتصرفون ولا يقومون إلا بما ينصبه السياسي أو الحزبي ذاك من سقف واطئ، وهو يشرف عليهم من عل ملؤه غبطة ونشوة مما يعيش ويشهد.

يعيش الكاتب أو المثقف الكردي في صراع شديد الوطأة مع نفسه ومع وسطه، وكله شكوى لأن لا أحد يصغي إليه، وفي الوقت نفسه يجد ضالته في صوت السياسي أو الحزبي الكردي الذي يتنفس الصعداء كلما اقترب منه هازئاً به.

فليُترَك السياسي أو الحزبي جانباً، واعتماد التفكير في الروح الثورية والمتمردة والمبدعة التي تشد الكاتب أو المثقف الكردي إلى الحياة بأعمق معنى، إنها فرصته الوحيدة والسانحة لكي يحرر الوصي عليه نفسه من وهم أنه مقرّر مصيره.

لا بد من لمّ الشمل الأدبي والثقافي في مواجهة هذا الاستهتار الحزبي أو السياسي الكردي بما هو ثقافي كردي. إن الخطوة الأولى والتي تمضي به إلى الفضاء الرحب، هو ضرورة رفع كل الأسماء الثقافية والأدبية عن تلك المراكز والقاعات التي وجِدت ودشّنت حديثاً، حيث إن أصحابها عانوا الكثير من السياسي أو الحزبي الكردي، وليس من إمكان لإعادة الروح إلي أي منهم، أكثر من تحريرهم، حيث هم بمثابة الطُّعم لكل نظير له في الأدب والثقافة. إن دماءهم تنز فوق هاماتنا بكل حرارتها وأوجاعها، وهي تزداد غزارة سفح ٍ بقدر الصمت المضطرد إزاء التنكيل بهم..

ليسموا مراكزهم وقاعاتهم المزعومة ثقافية وما يرادفها بأسماء حزبية أو سياسية كردية تعنيهم مباشرة، والكف عن ممارسة الخدع والألاعيب على من ينشد الحرية والرحابة، وتدجينه باحتوائه داخل محميته الثقافية الخانقة.

إن تسمية المركز أو القاعة باسم أدبي أو ثقافي ليس أكثر من اعتراف بمدى نجاعة التصرف، وفي الطرف الآخر، بيقين المسمّي أن اعتماد تسمية حزبية أو سياسية يعني الإفلاس والفشل الذريع.

إن التأكيد على شعور الكاتب أو المثقف بأنه حر، ويريد الإبداع، وليس عبداً أدبياً أو فنياً أو ثقافياً لأحد، هو التفكير في الحال في الاتجاه الآخر، والبحث عن نظير أدبي أو ثقافي أو فني له خارج رعاية حزبية أو سياسية كردية.

حتى الآن يتصرف السياسي أو الحزبي الكردي، وكأنه الأول والأخير، وليست الطريقة الكاريكاتيرية في تشكيل ما يسمى بـ( المجلس الوطني الكردي)، وضم بعض من الكتاب الكردي، بجعلهم تابعين له وفي الظل في الغالب، دون إيلاء أي اعتبار للصامتين المدركين لخطورة ما يجري، سوى الدليل الدامغ على انتفاء أي تعلم من التاريخ ومن المستجدات.

ليتعلم السياسي أو الحزبي الكردي من الآخر هذه المرة، ليلتفت إليه ولو لمرة واحدة، ليوحي أنه ليس أسير نرجسيته، ليكن على بيّنة من أن الذي يجري يظهر مدى استهانته بالمستجدات، وهو المأخوذ بكلمات مستنسخة ميتة في المجمل.

ليخرج السياسي أو الحزبي الكردي من قمقمه، وليعترف بحضور الكاتب أو المثقف مقابله، ومرجعه عند الضرورة، طالما أنه لا يفكر إلا في اتجاه واحد، وأن إصغاءه إلى المثقف دخول به إلى رحابة التاريخ.

ليصحُ الكاتب أو المثقف المستأنس بحزبيّه أو سياسيه الكردي من غفلته، وليبرهن ولو لمرة واحدة أنه صادق مع نفسه، وليس منافقاً وانتهازياً، حين يقول لا لهذا الخراب الروحي الكردي الذي يمارسه الحزبي أو السياسي الكردي.

إن خطورة الأوضاع وتجلي المجتمع الممزق الذي نعيش فيه هو الذي يستوجب القيام بمثل هذه الخطوة.

إن عدم الدخول تحت الضوء ليس أكثر من الخوف من الظلام الذي يمنعه من الرؤية.

مغامرة الدخول في التاريخ تتطلب الجرأة، كما هي الثقافة الجادة والناهضة، فلا نامت أعين الجبناء...!



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل التاريخ.. خارج التاريخ «إلى أصدقائي التاريخيين حيث هم، ...
- منشور غير سياسي معمَّم
- المثقف الكردي؟ وخيانة الوصايا!-
- نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً-
- الوعي القومي الكردي البائس-
- الورقة المحروقة للسياسي الكردي- نموذج صلاح بدرالدين ثانية-
- درس تاريخي في الجغرافيا
- مؤتمر للمجلس الوطني الكردي على كوكب- خَوْنِستان-
- تصريف الدولار كردياً ( الإقليم الكردي العراقي نموذجاً)
- واقعة دفن حزبيٍّ كردي لا على التعيين
- تجريد الدكتور عبدالباسط سيدا من كرديته-
- الأكراد وصراعاتهم
- البطيخ الكردي
- سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-
- تعددت الانقسامات والكردي واحد
- هل المثقف عقدة السياسي؟
- في حضرة الآلهة الجدد
- عاء كردي خبيث
- صلاة الكردي خارج الجامع
- كلام مناسباتي جداً للعُزَّل إلا من الحياة جداً جداً


المزيد.....




- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - بيان ثقافي أول إلى