أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - انتخابات مصر 2012- 7- الصندوق وكلمته الأخيرة للميدان مبروك عليك شفيق















المزيد.....

انتخابات مصر 2012- 7- الصندوق وكلمته الأخيرة للميدان مبروك عليك شفيق


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ يوم الخميس الماضى وحكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية عزل الفريق أحمد شفيق وحل ثلث أعضاء البرلمان. والمغزى من هذا الحكم الذى جاء بكل المقاييس فى عدم مصلحة الإخوان المسلمين رائدة التيار الإسلامى فى مصر جعل المنافسة أشرس وأقوى بين مرشحهم الدكتور محمد مرسى، مما قد يؤدى إلى سقوطه فى الانتخابات التى تجرى متزامنة الآن فى مصر مع كتابة هذه السطور.
مشهد التيار الإسلامى وردة فعله حتى هذا الصباح لا حس ولا خبر حتى لغة التهديد بدأت تلين من قبل التيار الإسلامي ومرشحهم فقد رفضوا انسحابهم من الصندوق الانتخابى، ولم يسمعوا لبعض القوى المعارضة مقاطعة الصندوق... فلا دهشة ولا اندهاش ولا انزعاج من الأقوال العنترية التى يطلقها مرشحهم بأن الثورة مستمرة فى حالة فوز أحمد شفيق، أو قول خيرت الشاطر الذراع الأقوى للإخوان المسلمين والداهية الأكبر للتيار الإسلامى المصري "إن الثورة القادمة في مصر قد تكون «أقل سلمية وأكثر عنفاً» فى حال فوز الفريق أحمد شفيق برئاسة الجمهورية، محذراً الدول الأجنبية من سرعة الاعتراف به حال انتصاره على الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة".

إن تاريخهم يقول لن يفعلوا شيئا، وهم الآن يقومون بعقد صفقة الانسحاب مقابل الحفاظ على رؤؤسهم وأبدانهم من السجون... وغدا الأيام سوف تثبت أن لغة التهديد هذه ما هى إلا بعض الرسائل التى تضمن لهم حفظ ماء الوجه فى العلن، فإنه حين يتحدث مرسى أو الشاطر ويحرضان على الملأ بأعمال عنف دموية، ففى ذلك الوقت يكون المرشد والجماعة والتيار الإسلامى ككل يعقد صفقة التعايش السلمى مع الدولة..!

هذه هى سياسيتهم منذ تأسيس هذا التيار بكل فصائله... هدوء على السطح مع عقد هدنة أو بالمعنى الأصح صفقة مع مخرج عرض عرائس الماريونت بالتزام الصمت وعدم التحريض مقابل الحفاظ على الرأس سليمة والسماح لهم بممارسة بعض الأدوار الهامشية داخل المسرح المصري..
ويختلف الهدوء والهدنة والصفقة باختلاف المخرج فمنذ المخرج الملكى فى عهد الملك فاروق إلى محمد نجيب إلى جمال عبد الناصر إلى السادات إلى مبارك إلى المجلس العسكرى، وتتوالى المهادنات والصفقات والمكاسب والمطامع والسجون والظهور.. كل هذا يفسر حالة هدوء اليومين السابقين منذ يوم الخميس حتى صباح السبت يومنا هذا.. إن الهدوء البادي على السطح يشي بغليان تحت السطح. ويكون الرمق قبل الأخير لهم ليضمن لهم الاستمرار ويرجعون إلى نقطة الصفر بعد كل صعود يصل بهم إلى تحقيق الحلم فى ركوب مصر وأمل السيطرة. وحتى نفهم معنى هذا الهدوء وقصة الحفاظ على الرمق قبل الأخير هذا يجب أن أفسر معلومة غائبة لحد ما عن الناس المندهشة من حالة التيار الإسلامى الآن.
ثمة هدوء على السطح يلجأ إليه الإخوان حين تتأزم الأمور وتصل إلى صدام حقيقى مع الدولة المصرية المتمثلة حتى الآن فى قوة المجلس العسكري والمجتمع المدنى، فحين تتعارض شؤون الدولة المالكة كل شئ والقابضة على مجريات الأمور مع شؤون الجماعة الطامعة فى الوصول إلى إدارة الدولة الإسلامية بمفهومهم الخاص مستخدمين "شرع الله" مفتاحا للسيطرة على العامة من الشعب المصري البسيط، وحين يتخيل لهم أنهم قد وصلوا مطمئنين لميل الشعب الدينى لهم، لم يجدوا شيئا يستندون عليه. ويجدون أنفسهم أمام الدولة بمفهومها الحديث الذى يناهض مفهوم التيارات الإسلامية لجذب مصر لهوة الخلافة والحاكمة بمفهوم ضيق يرجع البلاد إلى عصور ما قبل التحضر والمدنية. ولعل وجودهم وتحكمهم فى البرلمان المصرى تثبت ذلك، فما ناقشوا قوانين اقتصادية.. لم يقدموا مشروعات تنموية نهضوية بل نفروا الناس والعامة من فى أمور فقهية لا يصح أن نتناقش فيها ولا يتكلم فيها رجل دين محترم يحترم إنسانية الإنسان. نقطة ضعفهم خلط الدين بالسياسة فجاء كوكتيل كما يقال (برلمان قندهار). ومع ذلك مصممون على رفض الفصل بين أمور الدنيا والدين، الدين الذى يعد فى حد ذاته مشيئة خاصة يختارها الإنسان وفقا لمشيئة الله الذى يهيئ لإنسان اختيار هذا الدين عن غيره( إذن الرسالة السماوية واضحة قائمة على الاختيار)، وهم لا يعترفون بهذا الاختيار وحرية الإنسان فى المعتقد والملبس والمأكل والمشرب. عاجزون هم عن عدم التمييز بين الدولة كدولة بمفهوم الدنيا التى تتسع للجميع، وبين دولة تفرض على الكون رأيا موحدا وواحدا لا جدال ولا نقاش فيه.. وهذا أزمة فكرية دينية اختلطت بالسياسة ولا حل لها ولا فاصل لها إلا رب العالمين حين نقابله وسوف نرى ما حكمه.!

باختصار ومن خلال المشاهدات والسوابق التاريخية القديمة والحديثة لهذا التيار، أقول: الآن يتم الاتفاق على قبول شفيق رئيسا لمصر ولتنسحب الجماعة وأتباعها فى الظل وليس مستبعدا أن يخرج بيان تأييد ومباركة للرئيس الجديد ولمصر وشعبها من المرشد بعد إعلان النتيجة(التى سوف يحددها الشعب لصالح شفيق لأسباب الكل يعرفها، ألخصها بشكل بلاغى فى المقولة الشهيرة" ورقة التوت قد سقطت عن عورتهم فبانت خطيئتهم أمام الشعب).

مبروك لشفيق الذى جعلته الصدفة وغباء الكتلة الثورية والمتسلقين والأفاقين وعجائز الفرح رئيسا.. جميعا قد مارسوا على مر العام والنصف مراهقة صبيانية فى حماسة صبيان وبنات أضاعوا الوقت وشبابهم فى استمناء العادات السرية السيئة..!

مصر على مر تاريخها الأعجب والغريب والشاذ من قبول كل من هب ودب وكل من جعلته الصدفة أو الدم رئيسا لها.. تقول: مازال أمام أبنائى وقت طويل حتى يتعلموا كيف يزرعون ويحصدون ويحملون الجمال والبغال مهورا لعرشى وزفافى إليهم.. حمقى ورب النهر العظيم يزينوننى للغريب لـ"...." ويزغردون طربا على صراخى..!
إن الحاصل أن رجال مصر تعلموا فقط أن يزرعوا وأن يكونوا هم الجمال والبغال، منقادين للسيد الذى يحركهم كيفما يشاء. وهم ينفذون هذا بكل براعة وإخلاص وتفانى للسيد الجديد...

بصراحة مصر تقول: "داهية تاخدكم ملقتش فيكم رجل"

مصر باقية مهما رأت من خذلان وضعف العقول فى أولادها واستغلالهم واختلافاتهم.. مصر باقية وأشهر من شهرة أولادها المشاهير الذين استغلوا الدم والجرح المصرى واشتهروا على قفاها...!

مصر باقية رغم الوجوه الطيبة والخبيثة.. باقية رغم بيع أبنائها الأرض والعرض والصوت مقابل براميل الزيت واجولة المكرونة والمعونة.!

مصر أكبر بصبرها المرير على فقدان وليفها البصير منذ تم جمع أشلاء"أوزوريس" وبعثرتها كل مخنثة مختتنة الخصوبة والعقل فى الأيام الغابرة "المدروشة" بأفيون الرب.!

مصر باقية رغم هتكها وبيعها فى سوق نخاسة الصناديق الرئاسية، ولعل الصورة المعبرة لهذا المشهد صندوق صغير عديم اللون ويد ترمى فيه ورقة متسخة وفى باقى مساحة المشهد ككل تبدو يدين وخلفهما المدى المصرى الشاسع وبطول المشهد الأفقى بالصورة تحمل اليدين "علم" مصر ، ليفترش باقى المساحة ضوءا وحركة وحياة واستمرارية.!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مصر 2012- 6- الصندوق-أ- لا يعرف المشاعر بل يعترف بل ...
- انتخابات مصر 2012-5- احذروا الرسائل فيها سم قاتل
- انتخابات مصر 2012-4- برامج المناظرات الرئاسية كذبة كبري فى ا ...
- انتخابات مصر 2012-3- الكل يتاجر بها من أجل الوصول لعرشها أو ...
- انتخابات مصر 2012-2- البرنامح أولا وأخيرا
- انتخابات مصر 2012 -1- إن البقر تشابه علينا
- إنهم كاذبون يحملون الخراب لمصر
- انتبهوا عفاكم الله إلى كنيف -تضريط- الرغي المصري لتمرير كرة ...
- غيمة سوداء مسمومة تسعى في البلاد فسادا
- إنها جمعة الفتنة الدينية فانتبهوا.. ولتكن مصر مصرية هي بغيتن ...
- قراءة لواقع الشباب –المعطل- الثائر بين مصر والمغرب
- بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل
- المشترك التاريخي بين اليهود الصهاينة والسلفيون الجدد
- مرة أخرى يتم تجيش الناس في بلادنا للدستور باسم الإله رب السل ...
- مصر تضيع يا وضيع منك له.. يا مصريون اخرجوا الآن وليس غدا فال ...
- تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-
- كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني
- من خبلي بها.. فى متون العشق -كل عام وأنا طيب-
- العمل السياسي للمرأة بين الشريعة الإسلامية والواقع المصري بع ...
- بعد قيلولة الجمعة - فك زنقتك تفك خنقتك- الترترة وأيامها


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - انتخابات مصر 2012- 7- الصندوق وكلمته الأخيرة للميدان مبروك عليك شفيق