أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-














المزيد.....

تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كامل احترامي للفن وللطرب الأصيل. وتشجيعي لكل صوت موهوب حقيقي بأن تسلط عليه الأضواء، ولكن...

هناك أضواء مسمومة في زمن الهوان تقود الفنان إلى نهايته قبل بدايته.. وهى نفس الأضواء التي تلوث وتسخف عقل الجماهير وتظهرهم بأنهم شعوب أنجزت كل ما لديها من تقدم ومن علم وفكر وإبداع وتفرغت لشغل أوقات فراغها في السماع اللذيذ للموسيقى والاسترخاء على الأريكة في حضن كتاب شعري أو قصصي يخدر المشاعر الإنسانية ويرتقى بها.. مع مثل هذه الشعوب أفهم وأقبل أن تخرج بهذه الحشود الوفيرة " وتهيص وتظيط" مع فنانها الوليد الجديد وتسانده إلى أن يصل إلى القمة.. مثل هذه الشعوب رأيتها وعاشرت فرحتها ومارست معهم طقوس تشجيعهم بالفرحة الحقيقة والنضج الحقيقي بقيمة الفن والفنان سواء أديب أو فنان أو مطرب أو لاعب كرة.. رأيت مثل هذه الشعوب في كل أحوالها تعمل بنفس الحماس عمل بجد أو تشجيع بوقت ترفيهي أو مساندة لفنان...

أما الشعوب التي "تهيص وتظيط" في الهبل والسخف في لحظتها وتهمل جوانب حياتها وتنسى قضيتها الأساسية ومصائبها الفقرية وتترك كل هذا وتخرج تساند فنان ما بل تدعمه وتشجعه بكل ما أتيت من قوة ومن مال حتى لو بملاليم في اتصال تليفوني تحت مسمى" صوتوا على.."، مثل هذه الشعوب، شعوب لا تستحق الحياة لأن حياتها حياة مصطنعة طفيلية هائمة على السطح في مهب الريح يستغلها الإعلام تارة ويستغلها النظام تارات أخرى في إلهائها بتوافه الأمور في " صوتوا على...."!

ومنذ زمن ليس ببعيد خرج الشعب المصري في استقبال "محمد عطية" نجم برنامج "ستار أكاديمي 2004م" واحتشدت الحشود الوفيرة من الجماهير العريضة بمطار القاهرة ورفعوه فوق الأكتاف ملوحين بعلم مصر.. ونسوا وتناسوا فقرهم وضعفهم والبطالة التى يعانى منها شباب الجماهير العريضة.
فماذا قدم عطية هذا؟ وأين هو الآن..؟

وهل خرج الشعب المصري لاستقبال عالم أو طالب علم جاء حامل رسالته العلمية لينفع بلده مصر بفكر وبعلم وبأدب وبفن..؟

والإجابة بالقطع لا ، توارى عطية فى ضبابية الشهرة التي جاءت أكبر من مقاس موهبته، وتوارى معه الشعب المصري الذي راح يبحث عن شهرة أخرى يلتف حولها.. تاركا كل ما يجب أن يكون له الحق في الالتفاف حوله من قيم العمل والإخلاص له .!

والآن نفس الجماهير العريضة والحشود الوفيرة لكنها هذه المرة للشعب المغربي تستقبل " دنيا بطمة " نجمة برنامج "عرب ايدول 2012م" وبالطبع يظهر العلم المغربي الأحمر لتلتف به النجمة محمولة على محمل العرس المغربي... والغريب في الأمر أنها لم تفز بالمرحلة النهائية في البرنامج حيث كانت بزيارة خاطفة للمغرب قبل المنافسة الأخيرة، وبالقطع هذا تخطيط إعلامي جيد من الإداري المسئول عنها في ترتيب هذه الزيارة لكسب عدة أصوات جديدة وتهيئة الشعب المغربي للحدث العظيم بنجمته الجديدة حتى يساندها بأخر درهم في جيوبه في اتصال" صوتوا على".!

والشعب المصري وقت عطية، والشعب المغربي وقت دنيا.. شعب يكاد يتنفس بصعوبة، فالمصري وقتئذ ومازال يعانى من عدة مشاكل اقتصادية فضلا عن الركود والبطالة مع التعتيم الكامل لأي نبوغ علمي أو أدبي لشاب مصري آخر، وفى المقابل أضواء باهرة لأي لاعب كرة كسيح أو لأي مطربة ساقطة حمالات صدرها؛ فالشهرة والمجد والأموال (لحاملة الصدر الساقطة ولأبو رجل كسيحة) في حين اللاعب الآخر في المجال الآخر يهاجر من الفقر وضحالة الفكر في بلده مصر.

وبالمثل بل هو نفس الحال بالواقع المغربي الحالى فلم يخلو شارع من شوارع المدن الكبرى في المغرب من تجمعات الشباب العاطل المعروف باسم الأطر المعطلة تطالب بحقوقها في العمل وفى الحياة وفى السكن وفى بعض الدراهم التي تكفل لها كرامتها دون التسول ومقولة مد اليد" نبغى نشرب قهوة الله يرحم والديك".!

ويتم تصوير الشعب المغربي بكل أطيافه في استقبال " دنيا بطمة " بمطار محمد الخامس، وكأن الشعب المغربي وصل من الرفاهية والفرحة العارمة بحل كل قضاياه ومشاكله وما بقى له فقط أن يشجع هذه المطربة الصاعدة بهد الدعم وبهذا السخاء. فأين العيب؟

فكم من فتاة مغربية عاقلة ناضجة لو توفر لها ما توفر لـ " دنيا بطمة " من مناخ ومن ضوء لنقلت المغرب نقله حضارية حقيقية بالعلم والفكر والإبداع والعمل والإنتاج.
وبين الحالتين، أين يقع العيب هل في الإعلام أم في الشعب أم في النظام؟

أمر محير ومربك جد خطير فالآن تعيش البلاد العربية على صفيح ساخن بما يعرف بـ"الربيع العربي"، فهل تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية التي بلا قائد وبلا فكر محدد يحدد ملامح الحاضر والغد القادم، أم ذهبت لتشاهد وتجلس أمام التلفاز حاضنة الهاتف شاحنة الرصيد لـ" صوتوا على"...؟

أخشى أن يأتي اليوم ولم نجد من يصوت علينا بعد موتنا من كثرة نفاذ رصيدنا في " صوتوا على"!!!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني
- من خبلي بها.. فى متون العشق -كل عام وأنا طيب-
- العمل السياسي للمرأة بين الشريعة الإسلامية والواقع المصري بع ...
- بعد قيلولة الجمعة - فك زنقتك تفك خنقتك- الترترة وأيامها
- مهزلة المعونة المصرية.. لمن..؟ للأسف دعوتكم كدعوة قوم لوط لم ...
- الذين لا يعرفون سوريا الآبية -1- يمزقونها على طبق الحرية الب ...
- أزمة المرأة العربية بين أفخاذ و عقول الذكور
- فماذا بعد العصيان المدني بأرض مصر؟
- إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثو ...
- وصيتي إليكم قبل 11 فبراير: إن مت فلا تقولوا عنى شهيدا.!! صفو ...
- شذوذ الحزن على صقيع الدم المصري
- مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون
- النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري ...
- شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
- الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية
- من قبو السجون إلى قبة البرلمان المصري (1) الإخوان المسلمون ف ...
- الخيط الوهمي بين الأديب والفيلسوف.. وصناعة الحياة العربية قا ...
- رفس الجحوش - احك ياسواد- النهيق الاول:أيام الوصل والمحبة


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-