أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طلعت - شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-















المزيد.....

شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


جاء في الكتاب المسطور المهجور

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ السَّيدِ وَوَلَدِهِ الرَّجِيِم

﴿ ونودى في السموات والأراضين الخمس اُخرج منها يا معلون☻يأتى صوته كفحيح أفعى حبلى شمطاء ما أنا بخارج منها☻ أنا الأحق بها أنا الفهيم العبقرى الأوحد على عرشها☻ إنها ملكى الدابة المربوطة ☻ ﴾

مسطورة( ... )
..................
وجحر فتح الباب البواب


:

أسود غطيس الجلد والقلب.
عود نحيف شيطانى الهيئة فى ليل بهيم عديم الضمير.
داجن...
إلى ما أبعد ما تكون الكلمة من معانى ومرادفات فى المعاجم العربية، لتتجسد فيه كل قصائد الذم والقبح بين جرير والفرزدق...
نزح إلينا أول ما نزح حافيا عاريا لاجئا من أقاصى أطراف البناية.. واختار وفضل أن يجلس هنا بجوار الباب.
لا يفعل شيئا سوى أن يجلس مرتعشا خائفا؛ ليأكل فتات الفتات التى يجود بها السادة أصحاب إدارة السطوح. شفقة منهم عليه وإجلالا للرجل الذى أتى به من أقاصى أطراف البناية... ولولا هذا الرجل وخاطره لكانوا قذفوا به خارج سطوح البناية، بل خارج البناية نفسها.
وفى الواقع كان فتح الباب مساعدا لأبعد الحدود لطيفا كنسمة لا يُسمْع له صوتا. مكتفيا بأن يبقى فى ظل الباب لا يبرحه ..
فأحببناه نحن.. واحتواه الزميل فوزى وساعده كثيرا فى إثبات حقه بجوار الباب.. وكان يعد له الزميل حامد أقداح الشاى المخصوصة -المنعنعة-، وكنت أنا أفضله على نفسى فى الكثير. كنت أخرجها من فمى لأطعمها له.. أما الطويل فكان يستغله بعض الشئ، وكان يدار بينهما أشياء غير واضحة.
واستمر فتح الباب على عهدنا به سنوات طوال لا نعرف عددها. مستكينا. مسالما... إلى...........
- ..!!!
- ولمَ التعجب.؟
- اللقمة كانت مقسومة بينكم.؟
انتهت حكاية فتح الباب البواب المسكين، لتبدأ أسطورة فتح الباب المشرف اللئيم، لِيَلْتَهِمَ اللقمة كلها لوحده.
"يا رب يزور".
هكذا دعا الزميل حامد عليه، ولعن أقاصى أطراف البناية التى حُتف منها علينا.
"غير معقول أن يتحول إلى كلب مسعور ليعض رفاقه فى الغُلب".
كانت هذه عبارة الرجل الذى أتى به من أقاصى أطراف البناية. جلس الرجل معنا مستندا ظهره إلى سور السطوح ناظرا يمنة ويسارة غير مصدق حال السطوح وما وصل إليه:
" فتح الباب هو المتحدث الرسمى الآن باسم ساكنى السطوح... أيعرف الآن أن يتكلم.. أصبح له صوت..؟".
- أكنت لا تعرفه ؟
- أعرفه أكثر من أن يعرف هو ذاته.
- ...!!!
- ولمَ التعجب يا بنى؟
- ...؟
- لم أعطه أى دور لا أنا ولا أية إدارة جاءت من بعدى.
- الإدارة،....؟!
وأثناء طرح السؤال والجواب، وقف الزميلان حامد وفوزى مبهورين بشخصية الرجل.. فضحك:
" يبدو أن الرفاق لا تعرفنى".
فهزا رأسيهما بالنفى على اعتبار أنه العالم المشهور الذى رفض وزارة البناية وقال للسيد الطحان صاحب البناية:" أوافق بشروطى لا بشروطكم وأجندتكم ".
الرجل الذى أراد أن يصنع من إدارة السطوح ومهمشيه، نجوما وسفراء ومعلمين يشعوا النور والمعرفة فى أرجاء البناية وخارج البناية...
الرجل الذى رفض بناء سورا كبيرا يطوق البناية وسطوحها وطوابقها؛ حتى لا نكون لقمة سائغة فى فم أصحاب البنايات الأخرى المجاورة...
الرجل الذى حلم بأن يفطر كل واحد من مهمشى السطوح خروفا...
الرجل الذى قال فتواه ورحل فى صمت:
"لا طاعة لولى أمر فاسد، تولى أمر البناية بالغش والفساد والتزوير".
الرجل الذى خاف منه السيد الطحان صاحب البناية بعد أن جذب إليه الأنظار، ووضعه فى ظلمة سجون البناية قيد القيد والمرض...
الرجل... الرجل... الرجل...
اقترب منه الزميل حامد راجيا أن يوافق على التقاط صورة معه ليعلقها على سور السطوح ليغيظ الدكتور زبادى بأن هذا الرجل أستاذ الأساتذة والدكاترة أخذ صورة معه...
طبطب الرجل على كتف الزميل حامد كأب يحنو على ابنه... والتقط الزميل فوزى الصورة لهما...
تربع الرجل جالسا يتجرع أقداح الشاى معنا شارحا:
"فما العجب. فهذه سنة الأشياء العظيمة التى يتحكم الخصيان فيها فتمسى أشياء تافهة".
فقال الزميل حامد:
"حضرتك فى الوقت الذى يتحكم فيه الخصيان.. المفروض سعادتك ماذا نفعل نحن؟".
فرح الرجل بهذا، فقال:
"أشياء كثيرة يا حامد أولها أن تقول لا".
قاطعه الزميل حامد:
"وثانيا وثالثا.. أن أضرب فتح الباب البواب على قفاه.. وأكب فنجان القهوة وهو ساخن بين كرش الدكتور زبادى وبنطلونه حينما يتأمل فى سقف عشش السطوح ويتصور...".
ابتسم الرجل ابتسامة غير مؤيدة لما ينوى فعله الزميل حامد.. وأكمل قائلا:
" ثانيا وثالثا يا حامد أن لا تسكت على حقك فى الحياة وافترس من يسلبك هذا الحق".
لم يكمل الرجل حديثه معنا إذ نظر بطرف عينه صوب ركن السور المظلم البعيد ليرى شبحا أو كلبا يهز ذيله يدون فى كراسته ما يقوله الرجل..
فرد الرعب والفزع بداخلنا لننطق أنا والزميلان حامد وفوزى فى قول واحد:
"ابعد يا ملعون.. نعوذ بالله منك".
طمأننَّا ثبات الرجل الذى كشف شبح الكلب وناداه... وفى خطوات لئيمة وثقيلة كمن لا تهاب الرجل.. يقترب..
كتم الزميل فوزى صرخته، والزميل حامد تعجبه، وأنا ندمى على العيش والملح الذى كان بينى وبينه.. وفى صوت لاعن، قولنا:
"يخرب بيتك هو أنت؟".
مسكه الرجل من رقبته...
- ماذا يكتب ويسجل ؟
- لا شئ
- الخصيان ؟ تعرفهم ؟
- ...
- تظل قامتهم مرتخية للأبد.. لا يصعدون أبدا للقامة المنتصبة.. عبد مستعمل ذليل..!
- ...
- دلدول يا فتح الباب... بصاص.!!!
وبصق... ولم يكمل الرجل بصقته إلا وكلاب السيد الطحان صاحب البناية تطوق السطوح، وتقبض على الرجل بتهمة تحريض العامة، وإثارة ساكنى السطوح والعيب فى الذات السيادية لصاحب البناية.
ران علينا الصمت.
الإشفاق قذف بنا فى جب الخوف على الرجل...
من شدة الصدمة...
تسمرنا...
وفى غيبوبتنا لوح فتح الباب بذراعه الأسود لنا:
" هيا ادخل عشتك أنت وهو.. يخرب بيتك منك له"
ودخلنا العشش...
ولم نبرحها إلا جثثا هامدة، تحت أنقاض حطام الجانب الشرقى من انهيار سور السطوح فوق رؤوسنا.. والباقية التى نجت منا تم تقديمها للمحاكمة، بتهمة التبول على السور، مما أفسد التبول أساسيات طبيعة السور، الذى لم يتحمل تبولنا، فانهار فوق رؤوسنا.. وهكذا تحملنا وحدنا المسؤولية، كما جاء فى حثيات البيان الذى أعده رجال السيد الطحان.!


===========
فصل من رواية (شاي المسطول).



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
- الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية
- من قبو السجون إلى قبة البرلمان المصري (1) الإخوان المسلمون ف ...
- الخيط الوهمي بين الأديب والفيلسوف.. وصناعة الحياة العربية قا ...
- رفس الجحوش - احك ياسواد- النهيق الاول:أيام الوصل والمحبة


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طلعت - شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-